نصرالله «رئيسا»… طمأنة اسرائيل «والأسد ايضا»

حجم الخط
33

في خطاب جماهيري، حمل مخاطرة امنية مقصودة لكن محسوبة، وجاء غداة استهداف موكب اسرائيلي في مزارع شبعا، في ذروة حملة تهدف لترميم الروح المعنوية التي تضررت بالهجوم على موكب لحزب الله في القنيطرة الشهر الماضي، اعلن الامين العام السيد حسن نصرالله امس الجمعة «أن قواعد الاشتباك التي كانت قائمة بين إسرائيل والمقاومة انتهت وأن المقاومة سترد على أي اعتداء بالطريقة المناسبة وفي الزمان والمكان المناسبين»، وهو ما دعا الأمين العام لقوى «14 آذار» اللبنانية فارس سعيد، للتصريح بأن «نصرالله، أعلن نفسه الرئيس الفعلي للبنان»، في اشارة واضحة ان «السيد» استأثر عمليا بقرار الحرب الذي يمثل ذروة القرارات السيادية التي تخص عادة رئاسة الدولة والبرلمان والجيش.
وثمة حاجة هنا الى قراءة ما بين السطور في خطاب الامين العام، سعيا الى المعاني الحقيقية التي اراد ان يوصلها الى اطراف عدة، وخاصة اسرائيل، ومنها:
اولا: ان تهديدات نصرالله بالرد على اي هجوم اسرائيلي جديد لا تعني الذهاب الى حرب كاملة مع اسرائيل، بل شن هجمات على شاكلة استهداف مدرعة او موكب في مزارع شبعا كما حدث قبل يومين، وهو ما كنا توقعناه ابان الهجوم الاسرائيلي، بالنظر الى ان المعطيات العسكرية والسياسية لا تسمح للحزب بالدخول في مواجهة واسعة، وبينها وجود قوات كبيرة للحزب في سوريا، وهذه تواجه مهمة صعبة في ظل عجز كافة الاطراف عن الحسم العسكري.
ثانيا: احد الاهداف الرئيسية للخطاب كان تأكيد الرسالة التي اوصلها الحزب الى اسرائيل عبر قوات «اليونيفيل» التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان، ومفادها ان «الحزب ليس معنيا بالتصعيد مع اسرائيل»، غداة شنه الهجوم في شبعا قبل يومين. وكان نصرالله واضحا اذ قال» «نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها. الاسرائيلي يجب ان يعرف جيدا اننا رجالها واننا مجاهدوها واننا صناع نصرها.» ومن الواضح انه يحاول ان يثني رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «الرد على الرد» في شبعا، واغلاق ملف هذه المواجهة على اساس «واحدة بواحدة». ولاشك في ان طمأنة اسرائيل هنا تعني طمأنة نظام الاسد ايضا، اذ ان ضرب اسرائيل المحتمل لقوات الحزب في سوريا، سيدفع ثمنها النظام السوري من امنه في المحصلة.
ثالثا: ان حديث الامين العام عن «تغيير قواعد الاشتباك مع اسرائيل» يهدف اساسا الى احداث ضجة اعلامية ولا يعبر عن واقع الصراع، والدليل على ذلك ان رد حزب الله جاء في مزارع شبعا التي لا تخضع للقرار الدولي 1701، اي انه في حقيقته رد محسوب بعناية فائقة، اذ يضمن عدم اعطاء حجة لاسرائيل لخرق القرار، ما قد يشعل الحرب ويضطر الحزب الى التفاوض على صياغة قرار دولي بديل للقرار المذكور الذي تحول عمليا الى ما يشبه «اتفاق هدنة او سلام» بين الطرفين.
رابعا: ان حديث السيد نصرالله عن هجوم القنيطرة باعتباره «عملية اغتيال» يدعم التكهنات التي تقول ان موكب قياديي حزب الله في القنيطرة كان يقوم بدراسة الجبهة، ليس لضرب اسرائيل، بل لمهاجمة قوات جبهة «النصرة» واخراجها من الجولان، على طريقة القلمون، سعيا الى تأمين العاصمة السورية القريبة. وتدعم هذا التحليل، دون قصد، الدعاية التي تنشرها وسائل اعلام الحزب، اذ تؤكد ان هجوم القنيطرة استهدف الرد على تهديدات نصرالله «التلفزيونية» لاسرائيل، بالرغم انها لم تكن سوى تكرار لتهديدات سابقة.
خامسا: كون ان رد حزب الله جاء من لبنان وليس من سوريا حيث حدث الهجوم الاسرائيلي، يتعارض مع ما قاله الامين العام، وروجت له وسائل اعلامه طوال الاسبوعين الماضيين، حول «وحدة جبهة المعارضة»، وان «الرد قد يأتي من اي مكان» كما قال امس. اذ ليس منطقيا ان تدخل ايران في حرب مع اسرائيل انتقاما لضرب موكب لحزب الله في سوريا، حتى اذا ضم قياديا في حرسها الثوري. كما ان الرئيس الاسد الذي تعرض للعديد من الهجمات المهينة من اسرائيل خلال الاعوام الماضية دون رد، لن يخاطر باضافة اسرائيل الى قائمة اعدائه، خاصة وقد ابلغته اكثر من مرة انها ليست معنية باسقاط نظامه.
واخيرا فان الامين العام بخطابه اراد ان يعطي زخما للحملة الاعلامية التي تصور الهجوم في شبعا على انه «معجزة عسكرية» الا انه لم يعط تفسيرا لحدوث هجوم القنيطرة، وما قد يعنيه من اختراق امني خطير للحزب، خاصة انه استهدف جهاد مغنية الذي كان بمثابة الأبن لدى نصرالله.

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    قال حسن نصرالله بخطابه «نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها.
    هل يعني أنه مشغول بسوريا والعراق الآن ولا يريد حرب اسرائيل
    اذا لمن ترسانة الأسلحة والصواريخ التي يمتلكها الحزب وماذا يقصد

    ولماذا الهمز واللمز على جبهة النصرة – هل هناك قتال قريب معها
    وأين شعارات حزبه عن القدس – ألا يعرف طريقها أم هو نفاق

    لا ولن نصدق كلامك ووعودك يا حسن نصرالله فقد خبرنا ما فعلت بسوريا

    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول ابن بطوطة -فلسطيني:

      نصرالله يستحق ان يكون رئيسا ليس للبنان فقط … بل قائدا للعروبة و مرشدها … نصرالله هو لبناني عربي فلسطيني بامتياز شاء من شاء و أبى من أبى … لقد نشأ و عاش في افقر مخيم فلسطيني في لبنان – مخيم الكرنتينا – و ذاق معاناة الفلسطينين و كان يقرأ كثيرا و الهمه الله ذكاء و حسن قيادة رائعة … وفقك الله يا ابن العروبة و فلسطين يا سيد حسن نصرالله …..

  2. يقول م. حسن:

    القائد العربي نصر اللة ليس رئيسا للبنان العزيز الغالي , بل لدولة وجدانية تعداد سكانها أكبر من لبنان مرات ومرات , أبنائها علي إستعداد للدفاع عن لبنان الحرالأبي بسبب المقاومة العربية المتمثلة في حزب اللة , حفظ اللة الجميع .

  3. يقول عربي- فلسطينى:

    ارجو الا يكون هناك من يطالب، او حتي يتوقع، من حزب الله ان يدخل في حرب مع اسرائيل. الواقع لا يوجد في الوطن العربي نظام او منظمه، حزب او حركه له القدره، ناهيك عن النيه، علي خوض حرب تحرير بمفردة. الواقع المؤسف ان الانظمه العربيه و منذ مهزله ال ٤٨ لم تشن الا حربا و احده علي المحتل المغتصب لفلسطين العربيه.

    ما يميز حزب الله و حماس في المرحله الحاليه هو انهما “صوت” المقاومه العربيه المتبقي بين المبادرات و المفاوضات المهينه للاحياء منا و الشهداء. بالاضافه الي ذلك لا شك ان كليهما عقبه لا يمكن لاسرائيل ان تتجاهلها اذا ما قررت القيام باحدي غزواتها الحمقاء.

  4. يقول أسامة حميد- المغرب:

    شكرا للقدس على هذا التحليل الرائع والموضوعي والهادئ بعيدا عن لغة التهويل وادعاء البطولات الزائفة والخطابات العنترية والنفخ في الذات. في النهاية فالموكب الذي قتل أفراده في الجولان كان بصدد القيام”بدراسة الجبهة، ليس لضرب اسرائيل، بل لمهاجمة قوات جبهة «النصرة» واخراجها من الجولان” خدمة لبشار والأجندة الإيرانية. ومن جهة أخرى فإن إسرائيل غير معنية بإسقاط بشار وليست ضمن “قائمة اعدائه،” وبالتالى فهي حريصة على بقائه وهذا يكذب ادعاء حسن نصر الله أن إسرائيل تقدم يد العون للمعارضة السوربة المسلحة.

    1. يقول يزيد:

      تعليقك صحيح ، أوافقك الرأي تماماً

  5. يقول متابع:

    تحليل جيدجدا فايران وحزب حسن نصر ما كانو في القنيطرة إلا للتخطيط لقتل الشعب السوري

  6. يقول nacer:

    قال ‏القرطبي: ” قوله تعالى: (وما تخفي صدورهم أكبر)

  7. يقول سامح // الامارات:

    * من الآخر : أنا مع السيد ( نصرالله ) وحزب الله ما دام ( بوصلته )
    نحو ( اسرائيل ) المجرمة الخبيثة .
    * مقتل الحزب : دخوله في المستنقع و ( المحرقة ) السورية برضاه
    أو مسيرا من قبل مرجعيته في ( طهران ) .
    * ليخرج الحزب من ( سوريا ) ويخرج جميع الغرباء والأجانب
    ويتركوا سوريا ( للسوريين ) هم أدرى بشعابهم .
    شكرا والشكر موصول لقدسنا العزيزة ( بارك الله فيها ) .

  8. يقول محمود جبر فلسطين - امريكا:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اشكر جريده القدس الغراء على تحليلها الدقيق لما حدث من تفاعلات وضع الجميع في حاله ترقب لما قد يحدث بعد العمليه الاسراءيليه في الجولان وبعدها عمليه رد حزب الله في مزارع شبعا .
    واحب ان اضيف لمن يشكك في علاقه حزب الله مع اسراءيل حيث البعض يعتبر ان حروب حزب الله مع اسراءيل ماهي الا تمثيليات وضحك على الذقون
    1_ حزب الله هو العدو الاول لاسراءيل وان اسراءيل تحسب حسابه من الناحيه العداءيه اكثر من كل الدول العربيه مجتمعه .
    2- ان اسراءيل تضرب او تحاول ان تضرب جنود حزب الله اينما وجدو متى اتتها الفرصه ذلك
    3_ بينما اسراءيل تقوم بضرب حزب الله تقوم بمساعده جماعه النصره ( القاعده ) فهم ياكلون ويشربون ويعالجون ولا يسمح للجيش السوري بضربهم لانهم تحت الحمايه الاسراءيليه على الحدود اللتي قامت بضرب ابراج نييورك الامريكيه بحجه مساعده امريكا لاسراءيل . حيث يتضح الان وبعد تعاون اسراءيل والنصره اتضح انها ( القاعده ) قامت بعملها الاجرامي فقط لكي يقوم العملاق الامريكي بضرب المسلمين في افغانستان والعراق .ونجحت .
    اخيرا وليس اخرا ارجو من جريدتنا القدس ان تقوم بنشر تعليقي .

  9. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.عنوات رأي القدس اليوم هو(نصرالله «رئيسا»… طمأنة اسرائيل «والأسد ايضا»)
    عملية شبعا قبل يومين لا تتعدى كونها حبل نجاة مده حزب ايران في لبنان لنفسه ولنتنياهو ولملالي ايران للنزول عن الشجرة العالية التي وضع كل من هذا الثالوث القذر نفسه فوقها؛وارغى وازبد وجعجع ووعد بالثبور وعظائم الامور ضد بعضهم البعض؛فحزب الله رد ردا هزيلا مقارنا بالتهديد الفارغ الذي اطلقه في الايام الاخيرة وايران بردت واكتفت بهذه العملية لتجنب نفسها وتجنب ذيلها (الاسد) من الرد في الزمان والمكان المناسبين كما هي اسطوانة الاسدين المشروخة منذ عشرات السنين,ونتنياهو لا يريد حربا تسقطه في الانتخابات القريبة.

  10. يقول Germany:

    أحب ان انبه الى ان الهجوم كان معجزة ، اي دولة ، حزب او ميليشيا من خارج فلسطين المحتلة هاجمت اسرائيل غير حزب الله ، السؤال لماذا لا تقوم جبهة النصرة في الجولان بذلك ، ليس لتحرير فلسطين و لكن لتحرير الجولان المحتل ؟؟؟؟؟؟؟؟

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية