بيروت – «القدس العربي» : بعدما كان الترقّب في الأيام القليلة الماضية للميدان في الجنوب نتيجة ردّ حزب الله على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت عنصريه في سوريا تزامناً مع العملية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية، فإن المتابعة انتقلت إلى الدوائر الدبلوماسية حيث أجرى وزير الخارجية جبران باسيل محادثات مع سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلنغ الذي زار ايضاً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري . وأوضح السفير البريطاني «ان المحادثات تضمنت مروحة واسعة من المواضيع لا سيما الاحداث في المنطقة وتأثيرها على لبنان وبخاصة ما حصل مؤخراً».
وفي وقت أفيد عن رسالة إسرائيلية طُلب من برلين نقلها إلى لبنان في ما خصّ نشاطات حزب الله، التقى الوزير باسيل سفير المانيا في لبنان جورج بيرغلين وتناول البحث التحضيرات للزيارة التي سيقوم بها باسيل إلى المانيا في النصف الثاني من أيلول الحالي.
تزامناً، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه عبر «تويتر» فيديو للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله وهو يقول: «ليس لدينا مصانع صواريخ دقيقة». وتوجّه أدرعي إلى وزير الخارجية جبران باسيل بالقول: «أنا متأكد أنك سمعت هذا الكلام من نصرالله مرارًا وتكرارًا… آن الاوان لكشف الحقيقة. جاهز تعمل جولة للإعلاميين؟» .وأرفق التغريدة بهاشتاغ: #خلّيك_متابعنا #فضح_المستور #ايران_تورط_لبنان.
جعجع سأل عون والحريري هل أخذتما علماً بإلغاء نصرالله القرار 1701؟
وكان جنود العدو الإسرائيلي، عملوا أمس على سحب الآلية العسكرية المعطلة منذ حوالي الاسبوع من أسفل موقع المطل ، في وقت شوهدت دورية إسرائيلية مؤلفة من ملالة و»جيبين» عسكريين على الطريق العسكرية في داخل الاراضي المحتلة المحاذية للسياج التقني مقابل سهل مرجعيون علماً أنه لم تُسجل اية تحركات طيلة 15 يوماً، نتيجة المستجدات التي شهدتها الحدود مع فلسطين المحتلة.
وبعد يوم واحد على كلام نصرالله، وزّع موقف لنائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي قال « إن المقاومة الإسلامية قامت بعملية جهادية عسكرية، ضد آلية للعدو الإسرائيلي، فقتلت وجرحت من فيها، وهذا تنفيذ لوعد أطلقه الامين العام السيد حسن نصرالله، بأن حزب الله سيرد على الاعتداء الذي حصل في سوريا، وقتل شهيدين ياسر وحسن، وهذا الإلتزام هو عهد قائم لا بد من تنفيذه مهما كلّف الثمن».
واضاف «المهم في ما جرى أن من يرى المشهد في شبه الإجماع اللبناني، السياسي والرسمي والشعبي، حول حق المقاومة في الرد، يرى هذه العظمة وهذه المكانة في الرد، وهذه الثقة الموجودة في المقاومة حتى على المستوى العربي والإسلامي، العالم كله كان ينظر متى سيكون الرد». وتابع «نتنياهو يظن أنه يستطيع الفوز على المقاومة، فخرج إلى الإعلام وقال لم يحصل شيء، لم يتوقع أن تكون هناك صور حسية، لأن المكان مكان صعب ومعقد، وربما قال له القادة الإسرائيليون يصعب أن يكون هناك تصوير في تلك المنطقة لأنها بعيدة وخلف الحدود ودونها عقبات كثيرة، فاطمأن إلى أن لا تصوير، لكن تبيّن أن هناك تصويراً، الصورة التي شاهدناها عن قصف الآلية الإسرائيلية من مكانين مختلفين وهي تشتعل بالكامل، تكذب كل ادعاءات نتيناهو، وتثبت أن المقاومة قادرة على أن تقوم بعمل شجاع في أصعب الظروف وأخطر الأماكن، وأنها تلتزم تنفيذ وعدها لتجعل الإسرائيلي يفهم معنى أن يكون الردع متوازنا، ففي الوقت الذي لا نريد فيه حرباً، ولكننا لا نقبل أن يعتدي علينا الإسرائيلي بحجج مختلفة، فإن لكل إعتداء رداً، وعلى الإسرائيلي أن يفهم أننا لن نقبل بتغييره قواعد الاشتباك مهما كانت التهديدات ومهما كانت الأخطار، وما حصل هو أكبر دليل على جدية المقاومة، وجدية حزب الله في إبقاء توازن الردع وقواعد الاشتباك محفوظة في هذه المرحلة، ولا يمكن أن يخطوا الإسرائيلي خطوات يريدها ويتوقع أن نسكت عنها».
وأكد «انتهى الزمن الذي كان الإسرائيلي يبادر فيه إلى الاعتداء ويكتفي لبنان وغير لبنان بالشكوى إلى مجلس الأمن من دون فائدة، انتهى الزمن الذي يقرر فيه الإسرائيلي أن يبادر إلى حرب لأنه يعلم أن ثمن الحرب عليه أقسى، ولأن جبهته الداخلية لا تستطيع أن تتحمل، ولأن تهديداً بعملية لمدة أسبوع شلّ الإسرائيلي في مساحة جغرافية واسعة في منطقة الحدود وعطل قدرات الجيش الإسرائيلي، وهي عملية صغيرة ومحدودة ولا أهداف محددة».
في المقابل، توجّه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري عبر «تويتر» سائلاً «هل أخذتما علماً قبل او بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإلغاء قرار مجلس الأمن 1701؟ وهل انتم موافقون على ذلك ؟».
الخارجية تطلب تصحيح «الخطأ التركي»
وفي سياق آخر وبعد كلام الرئيس اللبناني ميشال عون عن الحقبة العثمانية ورد الخارجية التركية، استدعى مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير غادي الخوري في وزارة الخارجية والمغتربين، السفير التركي في لبنان هاكان تشاكل بناء لتعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وذلك على خلفية البيان الذي أصدرته الخارجية التركية وتضمّن حسب الخارجية اللبنانية « تعابير ولغة لا تتطابق مع الاصول الديبلوماسية والعلاقات الودية التاريخية بين الدولتين والشعبين اللبناني والتركي». وطلب السفير الخوري «استيضاحاً حول هذا البيان وتصحيحاً واضحاً للخطأ من الجانب التركي، لتجنّب سوء التفاهم حفاظاً على العلاقات الثنائية المميّزة بين البلدين ومنعاً للإضرار بها».