نعي «الزين» لوالده سامر… غزة وطوابير الموت

لم تتوقف الاحتجاجات والمظاهرات في الغرب للتنديد بجرائم العدو الصهيوني، وتتواصل «حركات التضامن» المختلفة عبر أرجاء العالم، حيث ترفع الكوفية الفلسطينية رمز» النضالات»، عاليا، برمزيتها الكبيرة، خاصة عندما يتوشح بها عارضو الأزياء في العالم، مثل عرض «الهند» و»باكستان»: «بالكوفية والأغاني الفلسطينية، وافتتاح ثاني أيام عرض أزياء « بي سي دبليو»، وكذلك بالإضافة للكوفية والغناء، رفع عارضو الأزياء في باكستان شعار: لكل طفل، لكل بيت، السلام لفلسطين». «لا ننسى أن الغزاويين يموتون جوعا وعطشا، ليس مجازا، بل واقعا مريرا، لا يجب أن ننسى ونأوي إلى مشاغلنا وتظاهراتنا الآنية، وننشغل بكيفية استعداد عواصم العالم العربي نفسها للاحتفال، بأعلى الفنانين أجرا، بينما شجرة بيت لحم، كسيت عظاما وأشلاء، هل يمكن لنا أن نحلم أحلاما هنية، أم ستلاحقنا الكوابيس في كل مكان؟!
ما زال طارق و«روح الروح» والجد يتصدرون عرش السماء، بعدما أدموا قلوب البشر في كل العالم، وما زال الجد يتصدر الصورة الأولى، لما يحمله من حنان دافق ومن جلد وصبر، ومن إنسانية وحب، حيث انتشرت صورته بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتبين مقارنة السياسة والإعلام الغربيين المقيتة بين الإرهابي، الصورة التي يصدرها الغرب والموالون له، على هيئة الجد المكلوم بلحيته وقميصه وشدة رأسه التي ترعبهم، وبين صورة الإرهابيين الحقيقيين، الذين كشفهم «طوفان غزة»، عندما تكالبت «الدول العظمى» بآثامها وأحقادها، على الأطفال والمدنيين العزل: «لقد أنفقت وسائل الإعلام وهوليوود المليارات لإقناعك أن الإرهابي يبدو هكذا! وأسفل صورة جد «روح الروح وطارق»، «بينما الإرهابي الحقيقي» كان في الأسفل وهم «بايدن» و»نتنياهو»، و»أورسولا فون دير لاين»!
يموت أطفال فلسطين دون جنازات ودون توابيت، وإما هم مدفونون تحت الأنقاض أشلاء متفرقة، أو هم من يقومون بتشييع ذويهم والبكاء عليهم دما. ها هو «زين أبو دقة» يظهر، ناعيا والده، بالكلام والغناء، والده الذي أضيف إلى قائمة شهداء المهنة من الصحافيين، المصور سامر أبو دقة ممن يريد العدو الصهيوني اسكاتهم مخترقا كل الأعراف والقوانين. يصدح الصغير «زين» بأغنية «مجاهد صغير أنا بابا خلاني» يغنيها زين أبو دقة ابن الشهيد سامر أبو دقة، بكلمات جزائرية ولحن جزائري» (يكتب وليد الجربي على صفحته على فيسبوك) وهي أغنية «موح ميلانو» «ماشافوهاش»: «صغري جايز زنقة، نايض والو ما نلقى، ما زال ماخلصت الحلقة، اللي ضيع هذا «الموند» عند الله الملقى»!
إلى أن يقول: «مجاهد صغير أنا بابا خلاني». هكذا تسرق الفرحة التي كانت تشع في عيون «زين» في اللحظات الأخيرة، التي وثقها والده الراحل وهو مسافر ليلتقي بأسرته، اختطفت الابتسامة وتحولت إلى نعي الصغير للكبير، الابن للأب: «فعلا مجاهد صغير، أنت ابن الشهيد»، كما علقت سناء عبيد، على صفحتها. «تتكاثر أحزان منطقتنا العربية، فمن يغيث السودان، ونساءه، من يوقف التهجير والترويع والاغتصابات، أسوأ الحروب هي حروب الداخل، الأهلية، التي تضرب في مقتل وفي وقت وجيز، السودان يحتاج الى العقلاء، هل من حكيم بيننا، بعدما خذلنا غزة بـ«فزعة» رجل واحد، وتفرقنا بين الشعاب والمصالح؟!

الإضرابات في المغرب وشل المدارس الحكومية

إضراب الأساتذة في المغرب، ليس سوى حلقة في سلسلة إضرابات سبقتها، بسبب جحيم الحياة الاجتماعية والغلاء وتدهور القدرة الشرائية والبطالة، وغيرها من المشاكل اقتصادية التي يعيشها المغاربة، ويطلب من المسؤول الأول في البلاد التدخل، كما جاء في منشور عامر عميرات على فيسبوك: «كيف لشهرين من احتجاج الشغيلة التعليمية وأباء وأمهات وأولياء التلاميذ والطلاب، ولا أحد يستجيب…اضراب المواطن على الزيادة في فواتير الماء والكهرباء، والآن ومنذ شهرين اضراب الأساتذة ورجال التعليم وكل الشغيلة التعليمية على القهر الذي وصلوا إليه. نظام مأساوي مشؤوم.»
يقترب الإضراب من شهره الثالث، وشبح «السنة البيضاء» يلوح في الأفق وعلى صفحة «الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة في المغرب، نقرأ منشورا لكمال علمي، جاء فيه: «خاص قرار فيدرالية جمعيات الآباء والأمهات تتخذ قرارا، ولا قرار بعده هو (السنة البيضاء للجميع، سنة بيضاء يتساوى فيها الغني والفقير، لأن التعليم في الشكل الحالي شي قاري وشي ما قاري ليس عادلا وليس فيه تكافؤ الفرص وغير دستوري وهو ليس في صالح 7 ملايين مغربي في المدارس العمومية)».
ويضيف صاحب المنشور: « قلت هذه السنة نتركها للحكومة والنقابات والتنسيقيات والمناكفات والشوافات والباحثين عن البوز الذين يتاجرون في مآسي الشعب، نترك لهم هذه السنة يتعاركون فيها ويتحاورون ويعيدون الحوار، ونترك لهم متسعا من الوقت للتحاور والتشاور العام أمامهم، هذا العام خليناه ليهم، ولنا موعد معهم في السنة المقبلة».
وأمام عجز الحكومة أمام مطالب المضربين والمحتجين، و«نقابات الحكومة لا تمثلنا، 2024 سنة بيضاء ناصع بياضها، كما نشر على صفحة «مستجدات التربية والتعليم والوظيفة في المغرب»، وآخر يراها «زرقاء» على سبيل النكتة الثقيلة، و»زرق» في اللهجة المغربية، بمعنى من «لا يفقه شيئا».
ومن أهم مطالب الأساتذة المضربين، حسب «التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي»: «سحب نظام المآسي وإعادة صياغة واصدار نظام أساسي جديد وحقيقي داخل الوظيفة العمومية يضمن الكرامة والمساواة والعدالة والقيمة الاعتبارية لأساتذة التعليم الابتدائي، عدالة أجرية داخلية بين مختلف أسلاك النظام الجديد وخارجية مع باقي القطاعات، التعويض عن حراسة امتحانات البكالوريا، الاستفادة من 500 درهم أسوة بالثانوي التأهيلي وبأطر الأكاديميات الذين تم منحهم إطار أستاذ الثانوي التأهيلي، تقليص ساعات العمل 24 ساعة كحد أقصى، الدرجة الجديدة للجميع، إلغاء مهمة حراسة التلاميذ وتعيين أطر جديدة للقيام بها أو التعويض عن القيام بها».
وخارج القلق الوظيفي للأساتذة، هناك قلق الأولياء على مستقبل أبنائهم، والمسؤولون يبدو أنهم غير مكترثين للأمر، ويبقى مصير التلاميذ بين أيدي ولاة الأمر.

كاتبة من الجزائر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية