القاهرة – ‘القدس العربي’لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أهذه مصر هي أمي وأم الدنيا والتي ذكرها رب العزة في كتابه الكريم مرات؟ والسبب في موجة الحزن هو ما نشرته صحف أمس من الاجتماع الذي عقده الرئيس مع عدد من ممثلي الأحزاب الموالية، باستثناء النور، والبعض، أما غالبيتهم الساحقة فهم من نوع إياهم، ليستمع الى آرائهم في مواجهة مشكلة سد النهضة، وقدم الرئيس شرحاً لتقرير اللجنة الثلاثية ثم تبعه مستشاره للشؤون الخارجية خالد القزاز، وبدأت الكلمات، حيث طالب صديقانا أيمن نور رئيس حزب غد الثورة وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط – وهما من أحزاب إياهم – باللجوء للقوة، ثم وقعوا جميعاً في حيص بيص عندما اكتشفوا ان الجلسة مذاعة على الهواء مباشرة وسيصبح ما دار فيها ورقة في يد إثيوبيا ضدنا لتلهب بها عداء شعبها ضدنا، كما امتلأت الصحف القومية قبل المعارضة، بالحديث عن اشتداد أزمة الكهرباء التي ضربت مناطق ومدنا كثيرة، وامتدت الى مترو الأنفاق بالقاهرة، وكذلك أزمة مياه الري وعدم وصولها الى مساحات متزايدة وحكم محكمة جنح طنطا بحبس الناشط أحمد دومة ستة أشهر وكفالة خمسة آلاف جنيه في قضية إهانة الرئيس واستمرار الاستعدادات لمظاهرة الثلاثين من الشهر الحالي امام قصرا لاتحادية لسحب الثقة من مرسي واستعدادات الإخوان والتيار الإسلامي لدعمه، واجتماع الرئيس مع ممثلين عن الحركات والهيئات الإسلامية، وأمهم في صلاتي المغرب والعشاء.
وإلى بعض مما عندنا:
مفتي الإخوان يطالب
بقطع كل العلاقات مع إسرائيل
ونبدأ تقريرنا اليوم بالمعارك الخاصة بالإخوان المسلمين، وقد اصبحت معظم المعارك تدور بينهم ومعهم وحلفائهم من المؤلفة، وبين خصومهم، بسبب سياساتهم وقراراتهم، والبدع المستحدثة التي أتوا ويأتون بها ومنهم مفتيهم وعضو مكتب الارشاد والمتطلع لمنصب شيخ الأزهر الدكتور الشيخ عبدالرحمن البر، صاحب الفتوى التي استند فيها إلى نبوءة حاخام ومنجم يهودي بأن تحرير القدس يكون على يد الرئيس محمد مرسي، وهو محمد الثالث حسب النبوءة، والغريب في الأمر انه عاد وكتب يوم السبت في جريدة ‘الحرية والعدالة’، عن تحرير القدس، في محاولة لوقف الهجمات الساخرة عليه بسبب حكاية الحاخام المنجم، فتغافل عنها واكتفى بالقول: ‘لا بد أن يعلم الجميع أن قضية القدس والأقصى وفلسطين هي معيار الشرعية الحقيقية للنظام السياسي العربي وهي رمانة الميزان في الوحدة العربية والإسلامية، وأن التخلي عنها يُسقط الشرعية عن كل نظام ينفض يده من هذه المسؤولية وهذا الربيع العربي الكريم بشير خير بأن تأخذ قضية فلسطين والأقصى موقعها الحقيقي من البرامج السياسية للنظم الجديدة التي تعبر عن ضمير الشعب العربي المسلم الذي يهتف بضرورة قطع كل علاقة بإسرائيل دبلوماسية كانت أو ثقافية فنية أو عسكرية، وستبقى هذه القضية قضية الأمة الأساسية حتى يأذن الله بزوال دولة الاحتلال العنصرية وحتى تقاتل آخر هذه الأمة الدجال وجيشه من اليهود ويخلصون الأرض من شرهم’.
يا سبحان الله على هؤلاء الناس وتقلباتهم، يطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية والثقافية والعسكرية والفنية مع إسرائيل ناسياً توجيه الكلام إلى الرئيس الإخواني وجماعته التي تحكم، الهم إلا إذا كان يعتبرهم وقد تنكروا للجماعة وانقلبوا عليها.
هيكل قال: الأحداث كبيرة والرجال صغار
ومن ‘الحرية والعدالة’ الى ‘أخبا ر اليوم’ التي يرأس تحريرها زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي، حيث ترك بعض زملائه يهاجمون جماعته، بأن قال عنها زميلنا هشام عطية: ‘هيكل قال: الأحداث كبيرة والرجال صغار، آفات أخرى كثيرة تضرب مصر هذه الأيام وراءها اتحاد الجهل بالغرور، غطرسة مبالغ في غلوها أمام عقول وقدرات شديدة الضآلة، حناجر تملأ الدنيا ضجيجاً لا نحصد من ورائها سوى الكوارث وشماعة الفشل دائماً جاهزة، النظام السابق وفلوله!
سياسيون تحت التمرين يخطفون دستورا يكتبونه بليل يزرعونه بالألغام تنفجر الآن في وجوههم لقلة الكفاءة، ويفشلون في صياغة قوانين تتوافق مع دستور صنعته أيديهم، وزراء وإداريون يشعرون بالغربة في مناصبهم لفقدان الخبرة ويغرقون مصر في الفشل والنتيجة انهيار اقتصادي غير مسبوق، انفلات أمني رهيب والسياحة تشيع كل يوم لمثواها الأخير، ثم يؤكدون بصلف أن النهضة بدأت تؤتي ثمارها دون أن يدروا أنهم يتحدثون عن نهضة الاستجداء والبيع!! تهاون ولا مبالاة يثيران الريبة والشك أمام قضايا تمس أمننا القومي تقابلها محاولات دائمة ومستمرة لهدم الدولة والعبث بأساساتها’. وهشام يشير الى كلام لأستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، وبصراحة، فانها المرة الأولى التي أعلم فيها بوجود اتحاد ثلاثي جديد بين الجهل والغرور والغطرسة. نشأ على أيدي الإخواني بينما معلوماتي التاريخية تنحصر في معرفة تحالف ثلاثي كان موجوداً في مصر قبل ثورة يوليو 1952 هو الفقر والجهل وامرض، كما كان هناك تحالف ثلاثي عام 1971 بين مصر وسورية وليبيا.
هل يدرك الاخوان ان
‘اللمبة الحمراء’ المصرية اضيئت؟
أما زميله أحمد السرساوي، فقد أكمل الإشادة بالجماعة بقوله عن حملة تمرد: ‘الشيء المؤكد أن ‘اللمبة الحمراء’ عند الشعب المصري قد أضيئت وإذا لم يلتفت الإخوان لها سيكونون أكبر الخاسرين، الناس ضاقت وسياسات الحكومة هزيلة وكثيراً ما أسأل نفسي أين ذهب الدهاء السياسي الذي كنا نظنه عند الإخوان؟! كيف يفقدون تعاطف الناس كل يوم؟ وكيف يصطدمون مع معظم فئات الطبقة المتوسطة في مصر بلا مبرر بدء من القضاة وانتهاء بالمثقفين في وزارة الثقافة التي يفترض أنها أفق للإبداع والتسامح والانطلاق الفكري كيف يحدث ذلك في بلد اخترع الفنون والثقافة؟! ومهما ستكون الآثار القانونية لحملة ‘تمرد’، لكنها بالتأكيد عمل مبدع وفريد! ‘.
وإزاء هذه الهجمات لا بد من الاستماع للإخوان، ففي نفس اليوم – السبت – صاح الإخواني والاستاذ بجامعة قناة السويس الدكتور خالد الأمور في صحيفة ‘الحرية والعدالة’، في القراء وكأنه يصيح في طلبته موبخاً لهم: ‘اكتوى الشعب المصري خلال الشهور الماضية بنيران حروب الإفك والشائعات وفي الحروب النفسية وتجاوز الكثيرين الخطوط الحمراء واتساع دائرة إساءة الأدب السياسي والانفلات الأمني في سلسلة متصلة وموجات كثيفة من بث الأخبار المدسوسة والدعايات السوداء والاكاذيب الموجهة التي يمر بها المجتمع في محاولة خبيثة لتزييف وعي الجماهير وإلهائها عما يحدث على أرض الواقع من ‘بعض’ الانجازات السياسية والاقتصادية ولا شك ان هذه الثمار الحلوة هي بطعم العلقم في حلوق أعداء هذه الثورة المباركة المستهدفة من فلول نظام المخلوع من سياسيين وانتهازيين ورجال أعمال فاسدين متحالفين مع أعداء الخارج من المحور الصهيوأمريكي الذي يتربص للحيلولة دون قطف الشعب المصري لثمار مستحقيه ارتوت بدماء شهدائه ومصابيه، ودون خجل أو حياء في إعلام يرفع شعار ‘اللي اختشوا ماتوا’ يصدر لنا ‘كائنات ثورية!’ تحت مسميات عديدة يطلقها حواة الفضائيات مثل الناشط السياسي والناشط الحقوقي والثائر والمتظاهر’.
تشبيه سعي الإخوان لحوار الإعلاميين المعارضين
بسعي الرسول لعرض دعوته على الكفار
أما زميلنا وليد شلبي فانه في نفس العدد، رد بطريقة غير مباشرة على مقال سابق لأستاذ الهندسة الدكتور صلاح عز، هاجم فيه مخطط الجماعة لتكوين مجموعة تفتح حوارات مع الإعلاميين الذين يهاجمونها في الفضائيات والصحف، ووليد من ضمن هذا الفريق المكلف بفتح الحوارات، قال دفاعا عن الفكرة دون ذكر اسم الدكتور صلاح: ‘لنا في رسول الله- صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة في كيفية دعوته للناس وتحمله الأذى المادي والمعنوي وعلى الرغم من ذلك لم يحد عن طريق دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وتواصله مع كافة التيارات والاتجاهات والقوى على الرغم من معاداتهم ومحاربتهم لدعوته واصطناعهم للعقبات والعراقيل وإساءتهم إليه لأن الله عز وجل قال: ‘ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم’، إن الدعوة إلى الله توجب على صاحبها حقوق لا تعرفها الصراعات السياسية والمناكفات الإعلامية لأن فيها كثيراً من الاحتساب للجهد والوقت والعرض لوجه الله، إن تكليف فضيلة المرشد العام كان غاية في الوضوح وهو ما عبر عنه تصريح المتحدث الرسمي حين قال: حرصا على التواصل مع وسائل الإعلام وتوضيح الصورة وبيان المواقف على حقيقتها ولإزالة أي عقبات في سبيل الحصول على المعلومة الصحيحة ولإقامة جسور من التواصل بين الإخوان المسلمين ووسائل الإعلام لكل ما فيه الخير لمصر وشعبها ونهضتها.
إن دور الإعلام في نهضة الأمم لا يخفي على أحد ولقد خصص فضيلة المرشد العام رسالة من رسائله الاسبوعية عن الإعلام بعنوان ‘الإعلام رائد النهضة’، تحدث فيها عن مكانة الإعلام ودوره الريادي لنهضة الأمم والواجب المطلوب منه، كما ان المكلفين بالزيارات بفضل الله من أحرص الناس على صورة الجماعة وتوضيحها وتصحيح الصورة الخاطئة عنها، ومن ثم فإنهم لن يقبلو بأية حالم ن الأحوال بالمساس بمكانة وقدر الجماعة، كما انهم يجيدون عرض وجهات نظر الجماعة وتوضيحها ومن ثم فإن ايجابيات اتصالهم بالإعلاميين أكبر بكثير من التخوفات غير المبررة على الجماعة أو الحزب ومكانتهما إن الانفتاح على المجتمع يتطلب هنا التواصل مع من يعارضنا ويختلف معنا لعرض الأمور الغامضة عليه للأعذار لله أولا ثم لدحض شبهة التعالي أو عدم توافر المعلومات التي يحاول البعض وصمنا بها أو أن يبرر بها إساءاته إلينا’.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ أهذا كلام يقوله وليد، يشبه نفسه وزملائه بأنهم مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشبه المعارضين بالكفار الذين يعرضون عليهم الدخول في الإسلام، ويعتبر ذلك خطة عظيمة من المرشد العام الدكتور محمد بديع؟ انه يعمل بالمثل، جاء يكحلها فأعماها؟ ألم يجد تشبيهاً آخر غير ذلك؟
الحاجة إلى وقوف المسؤولين على منصة المحاسبة
ونظل في نفس العدد، حيث قام صاحبنا الذي كان خفيف ظل وقد جانبنا كبيرا منه، وهو حمزة زوبع بالاعتراف بوجود أخطاء لدى الجماعة قال عنها: ‘نحن في حاجة إلى الوقوف على منصة المحاسبة، نعم نقف أمام الشعب وبجرأة وبثقة لنعلن له اننا واجهنا صعاباً وربما تستمر تلك الصعاب لسنوات قبل أن ننعم بالتغيير الحقيقي وأعني هنا بالتغيير النقلة النوعية التي تجعل من مصر الدولة قيمة وقامة في عالم يتطاول علينا فيه بعض رعاة الشاة ممن حظوا بالنفط دون عناء ولا تعب، نحن في حاجة إلى الوقوف والاعتراف بأن تقديراتنا حين كنا خارج السلطة، لم تكن دقيقة لأن المعلومات التي أتاحها لنا المخلوع كانت مغلوطة وكاذبة واليوم نقف أمام لحظة كاشفة وأننا سنواجه المسؤولين والتحدي بخطة واضحة المعالم ومحددة التوقيتات، لابد للشعب أن يعرف حقيقة ما أنجز ولو كان بسيطاً أو لا يرقى لطموحاته’.
تاني؟ جاء يكحلها فأعماها؟ من هم رعاة الشاة ممن حظوا بالنفط دون عناء وتعب! الإماراتيون أم القطريون أم السعوديون أم الكويتيون أم الليبيون والجزائريون والعراقيون، وهما البلدان التي فيها انتاج نفطي هائل.
أما سلطنة عُمان والبحرين فهما فقيرتان فيه؟
المهم انه في اليوم التالي – الاثنين، واصل الاعتراف بأخطاء جماعته، قائلا عن القفز فوق المشاكل. وقع الخطأ والمحظور حين أردنا أن نقفز على هذا الإرث بحسن نية ولم ندرك أن ثمة فوارق وصراعات ايديولوجية يجب الوقوف عندها، والتعامل معها بجدية والاتفاق مع الآخر على طريقة التعامل معها’.
المصريون المخلصون سيحتفلون
بمرور عام على حكم مرسي
أما زميلنا عبدالحكيم الشامي فقال في نفس العدد مظهراً شماتته فينا بمناسبة ذكرى هزيمة يونيو: ‘في الخامس من يونيو 1967 كانت الهزيمة الناصرية التي سببت صدمة مذهلة للمصريين والعرب والعالم أجمع وفي الثلاثين من يونيو 2012 كان انتصار الحرية والديمقراطية لأول مرة في التاريخ المصري بتنصيب الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مصري منتخب، وسوف يحتفل المصريون المخلصون بإذن الله يوم 30 يونيو 2013 بمرور عام على حكم الرئيس، بينما يحتفل الانهزاميون لإعادة عجلة التاريخ الى الوراء، أي إلى عصر الهزيمة النكراء، المناسبة جديرة حقاً بالاحتفال والإسلاميون ومن يوالونهم وأطياف أخرى من الشعب يرون أن ما أنجزه الرئيس على أرض الواقع يمثل تحولا جذرياً في اتجاه تأسيس دولة مدنية ديمقراطية، وهناك الكثير من الانجازات مما لا يتسع المجال لذكره’.
هذا، وقد فوجئت وفجعت فعلاً في زميلنا الرسام الكبير بالوفد عمرو عكاشة الذي أعرف انه لا يطيق الإخوان وانجازاتهم، وقد تحول نحو تأييدهم بعد أن رأى بعينه انجازاتهم على أرض الواقع، ونقلها إلينا في نفس اليوم تدعيماًَ لرأي الشامي، إذ رأى مواطناً قبل نهضة الإخوان وهو مفلس وجيوبه خاوية، وبعد سنة من نهضتهم كان ملقى على الأرض بعد أن باع قميصه وبنطلونه ويكاد يموت من العطش وهو لا يجد ماءا في الكوب.
هذا، وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان والإخوان والشيخوخة بالإضافة إليها، الإشارة الى الإخوان وحزب النور.
حزب النور يتهم الاخوان بمحاولة ارهابه
ذلك اننا فوجئنا منذ أيام بخبر غريب، وعجيب، فعند وصول الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية من جدة إلى مطار برج العرب، غرب الإسكندرية فوجىء بتوقيفه عند تقديمه جواز سفره، لأن اسمه على قوائم الترقب والوصول، فصاح محتجاً، وأسرع الموظفون بالسماح له برؤية اسمه بالفعل على شاشة الكمبيوتر، وانه لا ذنب لهم، وسارع بالاتصال بالدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، الذراع السياسية للجمعية، وكان في العريش وأخبره بالواقعة، فاتصل يونس بالمخابرات العامة، ونفت له أي دخل لها أو علم بما حدث، فاتصل بوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وسأله، فنفى له أي علم، بذلك أو يكون قد أمر بإدراج اسم الشيخ ياسر على قوائم الترقب والوصول، وهو ما أدهشه وصرح للفضائيات والصحف ان الرسالة وصلت من الجماعة إليهم ولن يسكتوا عنها ولن يسمحوا لهم بالعودة لممارسات النظام السابق، وسيتقدمون بطلب إحاطة في مجلس الشورى كما شن ياسر هجوماً آخر على الإخوان واتهمهم بمحاولة إرهاب حزب النور.
من وراء قمع رئيس جمعية الدعوة السلفية؟
وعن هذه الواقعة قال يوم السبت زميلنا جمال سلطان رئيس تحرير ‘المصريون’ ذو التوجه الإسلامي والمختلف الآن مع الإخوان: ‘اعتقد أن المسألة لا تحتاج إلى عبقرية خاصة أو المفتش كرومبو لكي يعرف الجهة التي تعمدت إرسال ‘رسالة’ للشخصية الاكثر حضوراً في التيار السلفي المصري على المستوى السياسي والذي يقابل – بالنسبة لحزب النور – المهندس خيرت الشاطر بالنسبة لحزب الحرية والعدالة.
أعرف وأتوقع جيداً نتائج مسارات الديكتاتورية والقمع سواء كان المستبد الذي يمارسها بعمامة دينية أو بقبعة حداثية وأعرف أن التنكيل بالخصوم – إذا استتب لهم الأمر – سيكون أكثر وحشية من النظام السابق وأذكر أني كتبت عن ذلك سابقاً في هذه الزاوية وأكاد أراه رأي العين واليقين من قراءة التاريخ القريب وقراءة سلوكيات الجماعة وخطابها مع المخالف وردود أفعال كوادرها العفوية التي تكشف عن رغبة عارمة في سحق أي عائق ضد مسار الجماعة وتأديب أي مخالف لتوجهاتها وتدمير أي قوة تمنعها من تحقيق مشروعها السياسي، ولم يسوئني فيما حدث لبرهامي سوى صمت بعض الأحزاب الإسلامية السخية جداً في بياناتها اليومية وكأنها تبارك الإهانة التي حدثت لرمز إسلامي كبير تختلف معه أو صمت هيئات شرعية زعمت أنها أنشئت للحقوق والإصلاح’.
والأحزاب الإسلامية التي يشير إليها هي البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، والحزب الإسلامي ذراع جماعة الجهاد، والوطن المنشق عن النور برئاسة عماد عبدالغفور مساعد الرئيس، والوسط بزعامة صديقنا المهندس أبو العلا ماضي، وأخيراً، يقصد الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي يرأسها الدكتور الشيخ علي أحمد السالوس، وهي تعمل الآن علنا أداة للإخوان، لدرجة تبريرها لربا القروض – والعياذ بالله – وكذلك مجلس شورى العلماء.
تعصب مقيت لدى الاحزاب
الاسلامية وتحزب أعمى
وقد حاول الدكتور الشيخ السلفي سعيد عبدالعظيم نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، تبرير موقفه المنحاز للإخوان في الخلاف الذي حدث بينهم وبين حزب النور، بأن ساق في نفس اليوم في ‘أخبار اليوم’ أسباباً تكشف عن حقيقة هؤلاء الناس، وما ينتظرنا من بلاوي ومصائب على أيديهم قال: ‘تتنوع الأحزاب وتختلف المشارب والمناهج وتتعدد الفرق وكل فريق له أساليبه وطرقه التي يجتمع عليها القادة والاتباع ولربما بلغ التناحر والتقاطع والتدابر أشده ليس فقط بين أبناء التيار الواحد فالكل يحشد سيوفه وشيوخه لمواجهة الفريق الآخر وينتقي الكلمات من هنا وهناك لتأييد المواقف ودعمها، وصرنا أشبه بالأخوة الأعداء نعمل بمنطق الأمريكان ‘من ليس معنا فهو علينا’، كل فريق يتناسى حسنات الفريق الآخر وتعصب أقرب الى عصبية الجاهلية أقرب ما يكون لما يحدث في الملاعب، فالولاء والبراء لهذا الحزب أو ذاك وليس للمنهج أو الحق وهل هناك ملاك وشيطان او صفحة بيضاء وصفحة سوداء؟ تعصب مقيت وتحزب أعمى عندما يكون على حساب الحق وبطريقة أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، وهذا هو منطق الجاهلية، فأنت اليوم إذا اشتد اللغط السياسي وتساءلت: أكون مع من وفي أي هندق أقف ومع أي حزب أكون؟ أقول لك: تذكر أن الله لا يصلح عمل المفسدين ولا يضيع أجر المحسنين، وأن العاقبة للمتقين وأن الأمور مرحومة لا تجتمع على ضلالة وأن الحياة مع الحياة والحمام مع الحمام وأن الصاحب صاحب والمرء على دين خليله وأن الأمور تسير في طريق التمايز بين معسكرين: معسكر يطالب بالعودة لدين الله وإقامة الحياة على اساس شريعة الله ومعسكر آخر يرفض ذلك وتذكر ان الكلب لما صاحب اهل الكهف كان له ذكر، وأن الله ذكر أهل الجنة بأحسن ما عملوا وتجاوز عن سيئة وذكر أهل النار بأسوأ ما عملوا فأحرص على تكثير الشفعاء يوم القيامة ولا تقطع ما أمر الله به أن يوصل فلابد من تكاتف وتعاون وتنسيق بين جموع المسلمين فالمسلم أولى بكل خير والكافر أولى بكل شر وعليك دائماً بأولى الطائفتين بالحق، تذكر أن الصراع بين الحق والباطل ماض في الأمة فإياك أن تكون سلماً لأعداء الله حرباً على أولويائه’.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ عظم الله أجرك؟ أما الذي نفهمه الحيات مع الحيات والحمام مع الحمام، من هم الحيات، الإخوان ومن معهم أم حزب النور، ومن مع شريعة الله ومن يرفضها من الإسلاميين؟
ثم ما دخل كلب أهل الكهف والحمام والثعابين بقضية حالية، هي الخلاف بين الإخوان وحزب النور السلفي، لماذا لا يحدد موقفاً واضحا ظالما تناوله وإلا كان عليه ان لا يقترب منه ويظل بجوار عشة الحمام، خاصة وأنني عندما كنت تى كانت عندي فوق سطح منزلنا غية حمام زاجل فيه كل الأنواع وكان أحبها الى قلبي نوع في حجم اليمام اسمه – ايمري – وشقلباظ وكان هذا النوع يقوم بحركات شقلبة وهو في الجو، إييه، إييه، شكر للشيخ سعيد، فقد ذكرني بالحمام واليمام وبما كان يقوله عنهما زميلنا وإمام الساخرين احمد رجب والحمام ضرب اليمام وقعه صف سنان.
وقبل أن استرسل معت الحمام وأنسى برهامي فقد ذكرني زميلنا وصديقنا محمد أمين بقوله يوم السبت ايضا في المصري اليوم:
‘لا تنسوا أن حج السلفيين الى البيت الابيض لم يفت على الإخوان ولم يتجاهلوه، السلفيون مرشحون لخلافة دولة المرشد، ‘تمرد’ السلفيين كان مزعجاً للنظام، أراد الإخوان أن يردوا الصفعة بإهانة رمز سلفي كبير ولو بحركة طائشة خائبة، صحيح انها لم تنته به الى التخشيبة لكنها تبقى رسالة له ولغيره اكبر منه أو أصغر، معناها أنهم يمكن أن يزجوا بالسفيين في السجون كما كان يفعل نظام حسني مبارك، وعناها أنهم قد يتعقبوهم في المساجد والمنازل على السواء، في إطار الصراع على الرئاسة!، استغرب أن برهامي وشركاه كانوا يقودون حملة ‘تجرد’ فيم واجهة حملة ‘تمرد’ مناصرة لنظام المرشد، على طريقة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً’.
إييه، إييه، وهكذا ربك – يضرب الإخوان بالسلفيين، لأنه سبحانه وتعالى لا يترك من يتاجرون بكتابه ورسوله إلا ويكشفهم امام المؤمنين القانتين، المصلين، الصائمين من أمثالنا.
اثيوبيا طوق لمن غرق في بحر سياسة الفوضى وتنفس السياسي الصعداء ولتكن
كل يوم اثيوبيا.
الان اثيوبيا هي سيد