نهائي دوري أبطال أوروبا السبت المقبل بين العملاقين ليفربول والريال سيكون آخر حلقة في مسلسل الموسم الكروي الأوروبي لما بعد فترة كورونا التي دامت أكثر من سنتين فقدنا فيها ملايين الضحايا الذين حصدتهم الجائحة، وفقدنا فيها طعم الكرة ومتعتها قبل أن تعود مع بداية هذا الموسم بعودة الجماهير الى مدرجات الملاعب لتعيد للكرة نكهتها، وقبل عودة الميلان الى الواجهة الايطالية بعد غياب عن منصة التتويج أحد عشر عاما، واستعادة الريال لتاجه المحلي وهيبته الأوروبية في دوري الأبطال، مقابل استمرار الصراع والتنافس بين كلوب وغوارديولا من خلال الإثارة التي شهدتها نهاية الموسم بين المان سيتي وليفربول لأجل التتويج بلقب أفضل وأقوى دوري في العالم من دون منازع، وهي أمور تنذر بموسم أقوى وأكثر إثارة يتخلله مونديال قطر الذي سيجري لأول مرة في بلد عربي، وفي فصل شتاء يعد بكثير من التميز.
صحيح أن البارسا تراجع منذ رحيل ميسي، واليوفي فقد توازنه وهيبته بعد رحيل رونالدو، والانتر خسر تاجه بكل أرمادته التي لا يملكها الميلان، لكن الحضور الجماهيري بعد سنة ونصف السنة من الغياب القسري عن الملاعب أعاد الروح لللاعبين والمدربين فبلغ الحضور الجماهيري معدلات غير مسبوقة ساهمت في إنعاش خزائن الكثير من الأندية بعودة المعلنين والممولين، وأضافت اثارة وجمالية على الدوريات الأوروبية وكبريات الأندية التي اكتملت قوتها بعودة جماهيرها الى المدرجات والساحات العمومية لتشجع وتفرح بتتويجات فرقها، وتتجاوب في وسائل التواصل الاجتماعي مع الانتصارات والانكسارات، وتؤدي دورها في التجاوب مع اللاعبين والمدربين مثلما كان عليه الحال قبل بداية تفشي وباء كورونا.
جمهور الميلان مثلا غزا في آخر جولة مدرجات ملعب ساسوولو الذي احتضن آخر مباراة للبطل، مثلما غزا من قبل مدرجات السان سيرو، فكان له دور كبير في تحقيق معجزة هذا الموسم في أحسن دوري ايطالي للعقد الأخير الذي كانت فيه السيطرة مطلقة لليوفي طيلة عقد من الزمن، قبل أن يوقفه الانتر الموسم الماضي ثم الميلان في آخر جولة هذا الموسم بشكل جنوني بعد صراع ثنائي طويل بين فريقي مدينة ميلانو الى غاية آخر جولة، انتهى بحدوث مفاجأة الدوريات الكبرى بحصول ميلان بيولي على لقب أقوى وأفضل وأجمل دوري في ايطاليا منذ بداية الألفية، تنافست عليه الأندية الكبيرة وفاز به الأقل إنفاقا هذا الموسم برواتب سنوية لم تتعد 100 مليون يورو، وهي قيمة تشكل خمس الراتب السنوي لكل لاعبي البياسجي وربع رواتب لاعبي الريال، و بلاعبين لم يكلفوا الفريق كثيرا بسبب سياسة الاستقدامات الرشيدة التي انتهجتها الإدارة.
وفي انكلترا توج السيتي باللقب الرابع خلال السنوات الخمس الماضية في موسم خرج فيه من كأسي الاتحاد والرابطة، وخرج فيه من دوري الأبطال بشكل درامي أمام الريال، وفي موسم تألق فيه ليفربول بتتويجه بلقبي الكأسين المحليتين وبلوغه نهائي دوري الأبطال، بعدما قاوم من أجل تحقيق لقب الدوري الى غاية الأنفاس الأخيرة، وعاد من بعيد مستغلا تعثرات السيتي المتتالية، في وقت لم يجد الريال صعوبة في استعادة تاجه المحلي في ظل تراجع البارسا والأتلتيكو، وصناعة الحدث في دوري الأبطال بشكل مثير أمام البياسجي وتشلسي والسيتي، في انتظار انتهاء الحلقة الأخيرة من مسلسل لم يكن يتخيله أحد بالشكل الذي حدث، الا اذا قرر كلوب كتابة نهاية مختلفة لسيناريو الموسم الكروي بقيادة ليفربول نحو التتويج بالكؤوس الثلاث التي خاضها هذا الموسم.
مواجهة ليفربول والريال في نهائي دوري الأبطال هذا السبت، ستكون من دون شك أفضل حلقة والأكثر اثارة مهما كانت نتيجتها لأن العملاقين يستحقان التتويج بأغلى البطولات.
إعلامي جزائري
ربما نسيت أو تناسيت نهائي عصبة الأبطال الإفريقية بين فريق القرن و وداد الأمة… نهائي يعد بالكثير. بالنسبة لنا نحن الأفارقة أهم بكثير مما ذكرته أعلاه خاصة و أنه سيلعب بالبيضاء و ما أدراك ما جمهور كازابلانكا… عملاقين يلعبان في ملعب عملاق يعد بمقابلة رفيعة.
لقاء الريال ضد ليڤربول سيكون قمة كروية لا مثيل لها. تمنيت لو كان منشستر سيتي طرفا في النهائي من أجل محبوب العرب رياض محرز. بالمناسبة محرز يمضي بضعة أيام من عطلته مع عائلته في لوس أنجلوس إفريقا ألا وهي مدينة مراكش الحمراء الرائعة والجذابة. ألف مرحبا بمحرز في بلد أكثر من 12 قرنا من الحضارة وسط أشقائه المغاربة ومقام كريم وسعيد له ولعائلته. كذلك ستكون لزيارة اللاعب إشهارا أكبر للمدينة بين صفوف محبي كرة القدم رغم أن مراكش الساحرة مشهورة عالميا لاكن حينما تضيف السمن على العسل يزداد المذاق روعة …