«كنتُ، على الدوام، مرتاحة إلى المكوث بين أقصيَين»، تقول الشاعرة الأمريكية لويز غلوك Louise Glück، من دون أن تبدي كبير اكتراث بعمق أو ضحالة العلائق بين أقصى الموت وأقصى الحياة، الحبّ والألم، الوهم والحقيقة. ثمة في شعرها هذا التداول المزمن للتوتّر بين الأقصيَين، وأكثر قصائدها قوّة ـ وأبعدها أثراً في الوجدان، وأعمقها فلسفة ـ تلك التي يبلغ فيها التوتّر شأو الهبوط الأخير إلى قاع الحقائق البسيطة، المتجردة من تعقيدات المقيم والطارىء، المفزعة لأنها هكذا تحديداً.
لكنّ مهارة غلوك في ابتكار الصورة الصادمة والجاذبة في آن، وتحقيق نقلات وجدانية ذكيّة ومباغتة بدورها، وقَطْع السطر الشعري على نحو تشكيلي مدروس إيقاعياً (في مستوى المفردة، والصوت، والمقطع النَبْري)؛ كلّ ذلك أتاح لها على الدوام أن «تموّه» الثقل الفلسفي والميتافيزيقي الذي يكتنف موضوعاتها الأثيرة: الموت، الحرية، الصمت، الحبّ، الموسيقى، الطبيعة…
الشاعرة عندها ليست تلك التي لا تملّ من اشتقاق الإيحاءات، والصور والاستعارات والكنايات، من مفردة/ صفة مثل «قرمزيّ». إنها بالأحرى، وكما تكتب في مقالة بعنوان «تربية الشاعر»، تلك التي لا تملّ من تدوير المفردة البسيطة في عشرات التراكيب اللمّاحة، الوضّاءة، والضاجّة بالمعاني المتغايرة. وفي رأيها أنّ ما يهزّ الوجدان في صفحة شعر هو ذاك «السبيل الذي يجعل القصيدة تُحرِّر، عن طريق مَوْضَعة الكلمة، وحُسْن إدخالها في سياقات زمانية ومكانية، وإطلاق ذلك النطاق التامّ والمدهش الذي يتيح اصطراع معانيها».
وفي مشهد الشعر الأمريكي المعاصر تحتلّ غلوك موقعاً أمامياً في صفّ المدافعين عن «القول الصامت»، أو المعنى الذي لا يُقال، أو لا يمكن أن يُقال (أشهر زملائها في هذا الصفّ جيمس ميريل، مارك ستراند، شارلز سيميك). وفي مقالة تتناول هذه المقولة تحديداً، تكتب غلوك: «أنا منشدّة إلى المحذوف، إلى ما لا يُقال، إلى الإيحاء الذي لا ينطق، وإلى الصمت المتعمَّد البليغ. ويحدث غالباً أن أحلم بكتابة قصيدة صامتة، تماماً كما يحدث حين أحلم بمشاهدة ما لا يُرى: قوّة الخرائب هذه التي تفوق قوّة العمران كلّه». وهي ترى أنّ المطلوب في الفنّ هو «تسخير قوّة اللامنتهي. كلّ التجارب البشرية جزئية، ليس ببساطة لأنها ذاتية، بل لأنّ ما نعرفه عن الكون، والأخلاق أكثر اتساعاً من ذاك الذي نعرفه. ما هو غير منتهٍ، أو تمّ تدميره، يساهم في هذه الأستار. والمشكلة هي تكوين حصيلة متكاملة لا تصادر تلك القوّة».
المدهش، مع ذلك، أنّ الأسطوري والصوفيّ عنصران لازمان في معظم قصائد غلوك، بل إننا نعثر عندها على ما يشبه المرجعية النبوئية الدائمة، أو «الحامل الدَلْفي»، نسبة إلى معبد دلفي اليوناني الشهير، كما يحلو للناقدة الأمريكية هيلين فندلر أن تقول، في وصف إشراقات غلوك الروحية، التي لا تبصر ما هو أقلّ من مقام الإبهام والاستغلاق والمعنى الملتبس. وهذا الطراز من اللجوء إلى الأَسْطَرة، الإغريقية بصفة خاصة، هو الذي يمكّن غلوك من رفد القصيدة بخطّ سردي خفيف موارب، يعتمد على بعض عناصر الأسطورة (كما في مثال سيرسيه وبينيلوب)؛ لا لشيء إلا لكي يعيد تغليف تلك العناصر، ذاتها، بمزيد من الالتباس: أي، بمزيد من المعنى المتجدد.
ولدت غلوك في نيويورك سنة 1943، ودرست في جامعة كولومبيا، ثم تنقّلت في أكثر من ولاية داخل أمريكا. مجموعتها الأولى «الوليد البكر» صدرت سنة 1968، وتبعتها مجموعات عديدة بينها «بيت الأهوار»، «انتصار آخيل»، «أرارات»، «السوسنة البرّية»، وهي المجموعة التي نالت جائزة بوليتزر، و»أرض المروج». ولها مجموعة مقالات عن الشعر، صدرت سنة 1994، بعنوان «براهين ونظريات». لم تخطئ الأكاديمية السويدية حين التفتت إليها فمنحتها جائزة الأدب الأرفع عالمياً، فهذه شاعرة كبيرة ومجددة وعميقة وملتزمة.
مختارات
رُسُل
ليس عليكَ سوى أن تنتظر، ولسوف يجدونكَ.
الإوزّ الذي يطير واطئاً فوق المستنقع،
الإوزّ اللامع في المياه السوداء،
سوف يعثر عليك.
والغزلان ـ
كم هي بديعة،
كأنّ أجسادها لا تعترض سبيلها.
تنزلق خفيفة في العراء
تعبر أشعة الشمس ذات الألواح البرونزية.
ما الذي يجعلها تقف ساكنة هكذا
إذا لم تكن تنتظر؟
لابثة بلا حراك، حتى تصدأ أقفاصها،
والشجيرات ترتعش في الريح
جالسة القرفصاء، عارية من الأوراق.
ليس عليكَ سوى أن تترك الأمر يحدث:
تلك الصرخة ــ «أطلقها، أطلقها» ــ مثل ذاك القمر
الذي غضّنته الأرض فصعدَ
ممتلئاً في دائرة سهامه
هكذا حتى تجدهم أمامكَ
مثل أشياء ميّتة، الأجساد صهواتها
وأنتَ تعتليها، جريحاً وقاهراً.
تبريك
المشهد يستجمع أشتاته الآن أيضاً.
التلال تزداد عتمة. والثيران
تغفو في أطواقها الزرقاء،
الآن إذْ الحقول حُصدت
والحِزَم
مرصوفة مكدّسة على حوافّ الطريق
بين العشب خماسيّ الأوراق،
آنَ يصعد القمر المسنّن.
هذا هو الغثاء،
غثاء الحصيد أو الوباء
والمرأة التي تطلّ برأسها من النافذة،
والبذور
لامعة، ذهبية، صائحة:
تعالي هنا
تعالي هنا، أيتها الصغيرة.
وأمّا الروح فإنها تدبّ بطيئة، منسلّة من الشجرة.
أحزان سيرسيه
وفي النهاية عَرّفتُ نفسي
عند زوجتك،
كما ينبغي أن تفعل ربّة.
في عقر دارها،
في إيثاكا، صوت بلا جسد.
أطرقتْ وهي تغزل، ثم التفتَ رأسها
جهة اليمين أوّلاً، ثمّ جهة اليسار
رغم أنّ الأمل كان ضعيفاً
في رَدّ ذلك الصوت
إلى أيّ أصل ملموس: أشكُّ
في أنها ستعود إلى مغزلها
بما تعرفه الآن. وحين
تراها ثانية، أَخبِرْها
أنّ الربّة تودّع هكذا:
إذا مكثتُ في رأسها إلى الأبد
فإنني سأمكث في حياتك إلى الأبد.(1)
أغنية بينيلوب
أيتها الروح الصغيرة، الصغيرة المتجرّدة أبداً
افعلي الآن ما أرجوك أن تفعليه، تسلّقي
أغصان شجرة الصنوبر الشبيهة بالرفوف،
انتظري في الأعلى، متنبهة، مثل
حَرَس أو رقيب. لن يطول الوقت حتى يعود إلى بيته
يتعيّن عليكِ أن تكوني
كريمة. أنتِ لم تكوني
كاملة الأوصاف، بجسدكِ المُرْبِكِ
فعلتِ أشياء ما كان ينبغي
أن تناقشها القصائد. ولهذا
نادي عليه من خلال المياه المفتوحة
والمياه اللامعة
بأغنيتكِ المظلمة، الطامعة،
أغنيتكِ غير المألوفة، الجيّاشة
مثل ماريا كالاس. مَن الذي لن يشتهيكِ؟ وهل يمكن أن تفشلي
في تلبية أيّة شهيّة شيطانية؟
سرعان ما سيعود من حيث يذهب،
مُسْمَرّ البشرة من فرط الغياب، توّاقاً
إلى دجاجاته المشوية. آه، ينبغي أن تُحَيّيهِ
ينبغي أن تهزّي أغصان الشجرة
لكي تلفتي انتباهه،
بحذر مع ذلك، بحذر، لئلا
يتشوّه وجهه الجميل
بالكثير من الإبر الساقطة.(2)
قصيدة حبّ
ثمة على الدوام شيء يُصنع من الألم
أمُّكَ منكبّة على الحياكة
تحوّل الشالات إلى تلاوين الأحمر كلّها
كانت برسم عيد الميلاد، وكانت تدفئكَ
وهي تنتقل من زيجة إلى زيجة، تصطحبكَ
معها. كيف تمكّنتْ من هذا
حين خزّنَتْ قلبها المترمّل طيلة هذه السنين
تماماً كما يؤوب الموتى؟
لا عجبَ أنكَ كما أنت اليوم،
تخاف الدم، ونساؤكَ
يتعاقبنَ مثل أحجار الجدار، واحدة تلو الأخرى.
ذاكرة أولى
جُرحتُ، منذ زمن بعيد. وعشتُ
لكي أثأر لنفسي
من أبي، ليس
بسبب ما كان عليه،
بل بسبب ما أنا عليه: منذ بدء الزمن
أيّام الطفولة، فكّرتُ
أنّ الألم يعني
أنني لم أكن محبوبة،
أنني كنتُ أحبّ.
السوسنة البرّية
في ختام عذاباتي
كان ثمة باب.
أنصتوا إليّ: ذاك الذي تطلقون عليه اسم الموت
أتذكّرهُ
فوق الرأس صخب من كلّ فَجّ، أغصان الصنوبر تتنقّل
ثمّ لا شيء. الشمس الواهية
خفقتْ فوق السطح اليابس.
رهيب أنْ تواصلَ الحياة
والوعي
دفينٌ في التراب المظلم.
وبعدها انتهى الأمر: ذاك الذي تخاف منه، أنتَ
الروح، أنتَ العاجز عن
النطق، المنتهي بغتة، والأرض المتصلّبة
تلتوي قليلاً. وتلك
طيور ترمحُ في شجيرات واطئة.
أنتَ الذي لا تتذكّر
العبورَ من العالم الآخر
أقول لك إنّ في وسعي الكلام ثانية: كلّ
هذا العائد من النسيان، عائد
للعثور على صوت:
ومن سويداء حياتي جاءت
نافورة عظيمة، ظلالٌ زرقاء غامقة
على لازورد من مياه البحر.
ليلكة الذهب
الآن إذْ أدركُ
أنني
أحتضر وأعرف
أنني لن أنطق ثانية، لن
أعيش بعد الأرض، لن أُدعى منها ثانية، وما
من زهرة، بل الشوك وحده، والقذارة الخام
تطبق على أضلاعي، أناديكَ
يا أبي وسيّدي: الكلّ من حولي،
الصحب كلّهم يخرّون أرضاً، يظنّون
أنكَ لا ترى. كيف
يجزمون أنكَ لا ترى
وأنتَ لم تخلّصنا بعد؟
وفي شفق الصيف، أأنتَ
قريب بما يكفي لكي تصغي
إلى فزع طفلتكَ؟ أم
أنكَ لستَ أبي،
أنتَ الذي رَبّيتَني؟
الزهرة المكحلة
1
هل من عادة الزهرة، أن تنتصب
مثل عصا في المسير؛ ويا أيها الصبيّ التعس الذبيح
هل هكذا تعرب عن العرفان للآلهة؟ بيضاء
بقلوب ملوّنة، تتأرجح من حولك
الأزهار الطويلة، وكلّ الفتيان الآخرين
في الجدول البارد، آنَ يتفتح البنفسج.
2
في سحيق الأزمان لم يكن ثمة زهور
ما خلا أجساد الفتيان، شاحبة، تامّة التصوير.
وهكذا هبطت الآلهة لتأخذ هيئة البشر، الطافحين بالشوق.
وفي الحقل، في غيضة القصب،
صرف أبوللو الحاشية.
3
ومن دم الجرح النازف
قفزت زهرة، شبيهة بالليلكة، أشدّ بهاء
من أرجوان صور.(3)
وكان أن انتحب الإله، ففاضت كآبته الدافقة
على امتداد الأرض.
4
الجمال يفنى؛ وهذا هو منبع
الخلق. خارج حلقة الأشجار
كان في وسع الحاشية أن تصغي
إلى هديل اليمامة ينقل أرياشها
وتعاستها الوليدة معها ــ
توقف أهل الحاشية، وأنصتوا، عبر حفيف القصب.
هل هذا رثاء الآلهة؟
أنصتوا بانتباه شديد. وطيلة برهة وجيزة
كان الحزن يلفّ كلّ نأمة.
5
لا خلود سوى هذا:
البنفسج الأرجواني، متفتحاً في الجدول البارد.
بيد أنّ القلب مسودّ،
واضطرامه ظاهر جليّ.
أم أنه ليس القلب ذاته، هاهنا
بل هي مفردة أخرى؟
وثمة الآن مَن يجثو
لكي يستجمع شتاتها؟
6
لم يكن في وسعهم
البقاء في المنفى إلى الأبد.
ومن خلل الغيضة المؤتلقة
سارع أهل الحاشية إلى الفرار
ونادوا بالأسماء على صحبهم
فعَلَتْ أصواتهم على ضجيج الطير
وعلى أحزان القصب الشريدة.
ولقد صرفوا الليل في بكاء،
لكنّ دموعهم الرائقة
لم تبدّل أياً من ألوان الأرض.
إشارات:
ــــــ
(1) سيرسيه، حسب الأسطورة الإغريقية، ربّة ثانوية تمارس السحر. وفي «أوديسة» هوميروس، تسقي رجال أوديسيوس حساء سحرياً يحوّلهم إلى خنازير، وتعرض عليه أن يواقعها لقاء إعادتهم إلى مصافّ البشر، والمكوث في ضيافتها.
(2) بنيلوب، عند هوميروس، هي زوجة أوديسيوس التي تواصل انتظاره في إيثاكا، وتلهّي خطّابها بذريعة إتمام حياكة كانت تكرّها ليلاً.
(3) أرجوان صور، نسبة إلى المدينة اللبنانية الساحلية، هو الصباغ الذي ابتكره الفينيقيون واستُخدم في صباغة الحرير النفيس، فرسخ في التاريخ القديم كرمز للبهاء والرفعة.
/لم تخطئ الأكاديمية السويدية حين التفت إليها فمنحتها جائزة الأدب الأرفع عالمياً، فهذه شاعرة كبيرة ومجددة وعميقة وملتزمة/..
ليس غريبا أن نسمع مثل هكذا كلام صحافي “يوفوريِّ” كان قد تردد صداه كثيرا هنا وهناك ولم يزل، وخاصة من خلال انجرافه مع تيارات “المنتصرين” و”المُنَصِّرين” على حد سواء.. تلك هي المفارقة التي تدعو لكل أنواع التهكم المعجون بالحزن تتجلى كل عام في الآن وهذا الأوان.. تلك هي عادات السياسة “الرسمية” وتسييس الأدب بموجب هذا “الرسمي”.. أقول “تهكم معجون بالحزن”، لماذا.. ؟؟ لأن قصيدةً واحدةً من شعرائنا الكبار، كمثل الراحل محمود درويش وحتى الحاضر أدونيس /ولو أني أختلف معه اختلافا كليا في الموقف السياسي من الحياة ومن الثورة/، قصيدة واحدة، وواحدة فقط، إنما هي أكثر تجديدا وأكثر عمقا وأكثر صلابة وجزالة مبنى ومعنى بكثير من كل ما كتبته لويز غلوك من قصائد في سيرتها الشعرية برمتها.. !! ومع ذلك، لم يفكر أحد من أعضاء لجنة نوبل المنتقاة انتقاء لا يحتاج إلى عناء فكر في توصيفه التوصيفَ اللازم، لم يفكر حتى في ترشيح أي من هذين الشاعرين الكبيرين، ولو كان ترشيحا بالاسم، على أدنى تخمين.. !!
أحسنت قولا يا أختنا الكريمة آصال ، فلدينا في بلادنا طاقات أدبية هائلة تضاهي الغربيين الفائزين بجائزة نوبل بأضعاف مضاعفة رغم كل جاهل جاء من اتحادات الكتاب العرب وصار يهذي بجلد الذات عن امتلاك كل أو نصف مواصفات وشروط جائزة نوبل !!!؟؟
الأخت الكريمة ، بعد التحية
سؤل محمود درويش من هو شاعر العربية الاول فأجاب المتنبي، وسؤل الناقد الأدبي صبحي حديدي عن محمود درويش فوصفه بأنه متنبي عصره، هذا تصريح هام جدا من ناقد أدبي محترف ومن المع النقاد العرب، وعندما يقول هذا فلديه على الأغلب ما يكفي من الحجج والبراهين لإثبات وجهة نظره ، ومن ناحية أخرى فإنه تصريح جريء يشار اليه ، لانه سيغضب كثير من الشعراء والأدباء الآخرين الذين قد تكون اصابتهم الغيرة . ..
اي ان صبحي حديدي ربما آخر من يمكن القول له ان محمود درويش شاعر كبير ، اولا لانه اول من يعرف هذا فهو من اكثر النقاد العرب دراسةً ونقداً للقصيدة الدروريشية ، وثانياً لان كثيرين منا في العالم العربي عموما وربما ايضا من خلال ترجمات نقدية نشرت في العالم الغربي عرفوا كيف ولماذا محمود درويش شاعر كبير من صبحي حديدي نفسه ..
تعقيبا على ردي على الناقد من الأردن، أنت تقول يا (سعادة فلسطين) إن صبحي حديدي وصف محمود درويش بأنه متنبئ عصره ، وهذا التوصيف إنما هو مجرد كلام شخصي لا يقدم ولا يؤخر ، كثير من الشعراء وُصفوا بأنهم (متنبيي) عصرهم ، أدونيس نفسه في عمله الشعري المعقد “الكتاب” وازى نفسه بالمتنبي ؛ ولكن المسألة ليست مسألة من هو متنبي عصره (يبدو أنك أسأت الفهم أنت الآخر) ،، ، المسألة هي مسألة إجحاف بحق الـشعراء العرب، كمثل محمود درويش، الذين يستحقون الجائزة أكثر من شعراء الغرب الذين فازوا بها،
أحبائي
مامن شك في أن هذه الشاعرة تستحق الجائزة العالمية
لكن للإنصاف لدينا أيضا من يستحقونها في ثقافتنا العربية
غير أن الأنانية المنتشرة لدينا تشكل عامل تعتيم جيد على القمم الإبداعية
ليس هذا فحسب ولكن ‘ضافة للتعتيم هناك إبراز للمسوخ من العصابات الثقافية
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه..واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
نشر هذه الثقافة بين كافة البشر هو على الأسوياء الأنقياء واجب وفرض
جمال بركات..رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة
تعتبر جائزة نوبل قمة التقييم في وزن النص والكاتب المبدع عالميا.ولا تمنح هذه الجائزة لمجرد اسماء رنانة ومهرجة على طريقة صوت العرب ايام زمان..بل يأخذ بالحسبان تقنية النص وسعة النص وتاثيره في الوسط الادبي المحلي والدولي والقيم التي حققها انسانيا ، من وجهة نظر لجنة الجائزة..ولا اظن ان شاعرا عربيا من الأحياء امتلك نصف مواصفات وشروط جائزة نوبل حتى الان.
الاحياء ممكن ولكن بصفة عامة لا يمكن لاي شخص الادعاء بامكانية المفاضلة بين نصيين شعريين مكتوبين بلغتين مختلفتين فما بالك بالاف اللغات الامر اشبه بمقارنة قدرات سمكة بقدرات كائن بري .
رحم الله محمود درويش.
كان اكثر موهبة وابداعا من كثير من الذين فازوا بجايزة نوبل للاداب.
الشاعر الوحيد الذي استحق الجايزة هو بابلو نيرودا من تشيلي.
هذه شاعرة عميقة ذات فن متشابك الحلقات والصور من الواضح أنها تعري الواقع وترتفع بالمعاني إلى أبعد مما يجول منها على الأرض والواقع هي مثالية المنحنى . فبعد قراءة ما أتى به الأستاذ صبحي من ترجمة ممتازة لبعض قصائدها يلوح في أفق الشاعرة مادة لغوية بسيطة لكنها من البساطة شكلت تعقيدات في العبارة وعناقيد الصور المتطاحنة لتعبر عن المثالية الكامنة في نفس كل إنسان يتطلع للأبهى والأجمل ليس الموقف الآن موقف المقارنة مع ما لدينا من شعر عميق لشعراء كبار مثل درويش وغيره فنحن اعتاد أكثرنا مع الأسف أن يطحن الجميل ويعتم على المبدعين الأفذاذ .
المسألة ليست مسألة مقارنة بين شعرائنا وشعرائهم (يبدو أنك أسأت الفهم أنت الآخر) ،، ، المسألة هي مسألة إجحاف بحق شعرائنا، كمثل محمود درويش، الذين يستحقون الجائزة أكثر من شعرائهم الذين فازوا بها، وهذا ما نوهت إليه الأخت آصال في تعليقها الأول
سطور ادا سمح لنا االمنبر شكرا بيننا وبين البلد أمريكا الكبرى مسيرة تسعة ساعات بالطائرة لكن المنبر المحترم يرحل بنا على ظهر الخيال وهو أسرع من الطائرة وغيرها فاهناك عرس فني رائع بين قوسين قلنا الخيال فابه تصنع الصور الشعرية التي ترقص القلب الحزين والسعيد على حد سواء وهد ا ادا كانت الصورة الشعرية في المستوى الجيد بمعنى الكلمة فالشعر أبى الاأن يضع وساما على صدري واحدة من الشاعرات المتميزة في كتاباتها صحيح كل شاعر ومن الجنس الثاني يعرف عالمه الدي يعيش فيه وقضاياه فاهنيئا لشاعرة بهده الجائزة التشجيعية فقط
عرس نوبل لواحد والمنشدون كثر..لا يصيبهم اي شيء من الجائزة.فكل ذي نعمة محسود.بعض التعليقات تعكس ما في نفس الشخص من شعور الخيبة لداء العظمة فيه وهو يعيش في عالم الاحلام.جائزة مثل نوبل لا ينالها الا ذو حظ عظيم.عظيم في العمل وفي الشخص وفي موقع دولته بين الدول.صحيح بعض الجوائز اعطيت لاسباب سياسية تكتيكية لكن القاعدة ان نوبل للمبدع العالمي.
نحن العرب نرى الامور بطريقة تختلف عن الغربيين ، حتى العرب المقيمون في اوربا مازالوا يحملون معهم منظار الشرق القديم.لذلك
نجد التبريرات وتوزيع الغنائم على طريق السلب والنهب في الغزوات وليس على طريقة الحقوق والواجبات والبطولات.
قصيدة “الذاكرة الأولى” (بأل التعريف) هي كما يلي:
منذ زمان بعيد، جُرحت
فحَيِيتُ كي أثأرَ لنفسي
من أبي،
لا لِمَا كانَ عليه،
بل لِمَا كنتُ عليه:
منذ ذلك الحين في طفولتي،
كنتُ أحسبُ
أن الألم يعني
أنني لستُ مَنْ تُحَبّ
بينما كان يعني
أنني كنتُ مَنْ تُحِبّ
Long ago, I was wounded. I lived
to revenge myself
against my father, not
for what he was—
for what I was: from the beginning of time,
in childhood, I thought
that pain meant
I was not loved.
It meant I loved.
بالمقارنة،
جُرحتُ، منذ زمن بعيد. وعشتُ
لكي أثأر لنفسي
من أبي، ليس
بسبب ما كان عليه،
بل بسبب ما أنا عليه: منذ بدء الزمن
أيّام الطفولة، فكّرتُ
أنّ الألم يعني
أنني لم أكن محبوبة،
أنني كنتُ أحبّ.
كما كتبت تعقيبا على مقال فراس حج محمد «في فوز لويز غليك فوائد جمّة» يكفي أن يتعلم في هذا السياق حقيقة أن هناك عددا من الأدباء والمفكرين العالميين الذين يحترمون أنفسهم (وفي مقدمتهم سارتر) كانوا قد رفضوا استلام جائزة نوبل رغم منحهم إياها من قبل لجنة نوبل نفسها، لأسباب تتعلق بمأسسة هذه الجائزة التى لم توجد أصلا إلا سعيا (تكفيريا) لتلك الخطيئة الكبرى التي ارتكبها آلفرد نوبل نفسه ؛
أخيرا ، تُشكر الأخت وداد الصفدي على ترجمتها الرائعة لقصيدة «الذاكرة الأولى» !!؟
سلمتِ لي دائما أختي الحبيبة سلمى سعيد ؛ هذا والحق يقال كله بفضل أستاذي الرائع غياث المرزوق ؛ فقد تعلَّمتُ منه كل خفايا الترجمة والتعريب رغم أنه كان لا يُطيق الإشراف على الرسائل في هذا المجال أيام دراستي الدكتوراه في جامعة أودنسة بالدنمارك !!!؟
كم يزخر عالمنا العربي بشعراء أبدعوا فسحروا و أدهشوا القارئ لا يدانون أبدا الفائزون بنوبل لكنهم يقطنون منطقة الظل.