اشتقت لزمن ما قبل زمن مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت الصورة لها قيمة، نأخذها بعناية، نطبعها ونضعها في ألبوم نعود إليه كلما تملكنا الحنين والاشتياق.
كانت الرسائل خطية، نكتبها بحب واهتمام، ونرسلها عبر البريد، وننتظر بشوق الرد عليها، والذي يأتينا أحيانا متأخرا، فيزيد من ترقبنا وانتظارنا. كان للمذياع مكان خاص في حياتنا، بشكله ومحتواه. نستمع إلى برامج وموسيقى وأغاني رومانسية افتقدناها في وقتنا الحالي. كان الكتاب صديقا ورفيقا عزيزا، يصاحبنا في رحلاتنا، ويوجهنا، وينمي ثقافتنا، ويرهف مشاعرنا وأحاسيسنا. كانت الأخبار قليلة، ولكنها تشبع فضولنا وانتظاراتنا إلى الجديد من الأحداث التي يعرفها العالم، فنكون رأيا واضحا بشأنها.كانت الصداقة صداقة حقيقية، نعيشها بكل جوارحنا، مباشرة، وبدون حاجة إلى وسائط أو تقنيات حديثة تشوش عليها.
كان زمنا عشناه بجوارحنا، فرحا وحزنا، وترك آثاره التي تكاد المواقع والتقنيات الحديثة أن تمحوها للأسف الشديد..
٭ كاتب من المغرب