لندن ـ”القدس العربي”ـ إبراهيم درويش:
في مقال للصحافية روبن رايت بمجلة “نيويوركر” علقت فيه على تعهد كل من رودي جولياني ونيوت غينغريتش حليفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإسقاط النظام الإيراني. وقالت إن الإدارة تقوم بإرسال رسائل إلى حلفائها والمعارضة الإيرانية تؤشر إلى سياستها الجديدة. وتعتمد هذه على خنق الاقتصاد الإيراني ودعم المحتجين الإيرانيين كوسيلة للإطاحة بالنظام الثوري الإيراني. وقال جولياني، المحامي الشخصي لترامب أمام تجمع لمجلس المقاومة الوطنية الإيراني يوم السبت في باريس: “نحن واقعيون عندما نقول إننا سنرى نهاية لنظام إيران”.
وقارن جولياني دعم ترامب للتظاهرات التي اندلعت في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي وانتشرت في عدد من المدن والبلدات بدعم رونالد ريغان لمعارضي الشيوعية في أوروبا الشرقية بثمانينيات القرن الماضي. وقال: “قبل أشهر عدة ، قام رئيس الولايات المتحدة الذي أثير جدل حول إصداره تغريدة أم لا، بحمل هاتفه الصغير وكتب تغريدة ودعم المحتجين مثلما فعل رونالد ريغان عندما دعم المحتجين في بولندا عندما نظمت حركة التضامن مسيرة ضد الشيوعية”. وتساءل جولياني: “ماذا حدث هناك، سقطت الشيوعية وتحررت بولندا وتبخر الستار الحديدي ومزق جدار برلين وهو ما سيحدث الآن فقد أصبحت نهاية الجمهورية الإسلامية في إيران. قريباً”. ويمثل جولياني الرئيس ترامب في التحقيق المتعلق بإمكانية تدخل روسي بحملة ترامب الإنتخابية عام 2016 وهو لم يكن يتحدث باسم الرئيس ترامب في شؤون السياسة الخارجية إلا أن تعليقاته خاصة التي قارن فيها إيران بالاتحاد السوفييتي قبل 30 عاماً كانت حاضرة في خطاب غينغريتش الذي كان مشاركاً في المناسبة.
غينغريتش: الحرية آتية
ويعد غينغريتش واحداً من أهم حلفاء ترامب الذي عين زوجته كاليستا سفيرة للولايات المتحدة في الفاتيكان. وقال: “بدا الاتحاد السوفييتي قوياً بدرجة لا يشك بها أحد. وكون نظام خامنئي يبدو أضعف من الاتحاد السوفييتي فالحرية مقبلة”. ومن المفارقة أن مجلس المقاومة الوطنية الإيراني تسيطر عليه جماعة مجاهدي خلق التي تشبه منظمات عبادة الشخصية والتي تجمع ما بين الأفكار الإسلامية والماركسية. وكانت أول منظمة تضيفها الخارجية الأمريكية عام 1997 لقائمة المنظمات الإرهابية. ولا تزال متهمة بمحاولة قتل أمريكيين ومحاولة اختطاف السفير الأمريكي وهجمات أخرى في إيران قبل الثورة عام 1979. ومنح الرئيس العراقي السابق صدام حسين مجاهدي خلق الملجأ وهو سبب الدعم القليل الذي تحظى به داخل إيران. وتم نقل معظم مقاتليها إلى ألبانيا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وتم حذفها من قائمة الجماعات الإرهابية عام 2012. ويعتقد ان المتحدثين في مناسبات مجاهدي خلق في باريس وغيرها يحصلون على عشرات الآلاف من الدولارات. وتقول رايت إن التصريحات النارية من جولياني وغينغريتش تأتي بعد لقاء مستشار الأمن القومي جون بولتون مع نظرائه الأوروبيين لتنسيق الخطوة المقبلة بشأن إيران. ففي الثامن من حزيران (يونيو) قرر ترامب الخروج من الإتفاقية النووية الموقعة عام 2015 في تحد للموقعين على الإتفاقية- بريطانيا، الصين، روسيا، فرنسا وألمانيا. وأخبر بولتون الأوروبيين أن واشنطن تخطط للتصعيد بشكل مستمر الضغط وفرض عقوبات اقتصادية على إيران خلال الصيف والخريف. فيما يبدأ سريان مفعول العقوبات الجديدة على مرحلتين في آب (أغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر) وستتم معاقبة الشركات والبنوك الأجنبية التي ستواصل التعامل مع إيران. ورفضت الدول الاوروبية الإنضمام إلى السياسة الأمريكية وخرج المسؤولون الأوروبيون بانطباع أن أمريكا تريد إثارة الوضع في إيران وتغيير النظام فيها، وهو ما كان يدعو إليه جون بولتون حتى كانون الثاني (يناير). وكان نفسه متحدثا دوريا في مؤتمر مجلس المقاومة الوطنية الإيرانية حيث شارك في لقائه السنوي ثماني مرات وكان المتحدث الرئيسي العام الماضي. وتهدف الإدارة الأمريكية الآن لمنع إيران من تصدير النفط، المورد الرئيسي والتبادل التجاري. ويتزامن موعد العقوبات الجديدة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) مع السيطرة على السفارة الأمريكية في طهران حيث احتجز 52 دبلوماسيا أمريكيا فيها 14 شهراً. وكجزء من استراتيجية البيت الأبيض فإنه قام بالضغط على السعوديين من أجل زيادة أنتاجهم للتعويض عن نقص محتمل فيه بشكل يؤدي إلى ارتفاع سعر البرميل إلى 90 دولاراً، كما يتوقع المحللون أي بزيادة 12% عن سعره الحالي.
صعوبة في التعويض
وكانت إيران في العام الماضي سادس أكبر مصدر للنفط وتعتبر رابع دولة من ناحية احتياطاته، وستجد دول منظمة أوبك صعوبة في التعويض عن توقف النفط الإيراني. فيوم السبت قام الرئيس ترامب بمناشدة الملك سلمان شخصياً وكتب تغريدة: “لقد تحدثت مع الملك سلمان وشرحت أنه وبسبب الاضطرابات والانقسامات في إيران وفنزويلا فإنني أطلب من السعودية زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل لتعويض النقص، وأسعار النفط عالية وقد وافق”. ومنذ وصول ترامب إلى السلطة زادت العلاقات مع السعودية عمقاً بسبب القلق المشترك من إيران الثورية. ودعم مايك بومبيو، وزير الخارجية وبطريقة غير دبلوماسية الاحتجاجات في إيران. وكتب بومبيو عن زيادة مظاهر الإحتجاجات: “هل يمكن تفسير هذا؟” وأتبع التغريدة هذه بثلاث أخرى هاجم فيها “النظام المجرم” لاعتقاله الآلاف و”سرقته” الثروة النفطية وتبديدها على حروب الوكالة ودعم حركات مثل حزب الله وحماس، خارج إيران في وقت تعاني العائلات فيه للحصول على مصدر رزق. وكان بومبيو من دعاة تغيير النظام عندما كان عضوا في الكونغرس. وبالتأكيد تعاني الجمهورية الإسلامية من متاعب حيث انتشرت التظاهرات إلى المدن الإيرانية ولكنها أصغر حجما من الثورة الخضراء في عام 2009 عندما احتج الملايين على التزوير في الانتخابات الرئاسية. وكانت التظاهرات النسائية الاخيرة احتجاجاً على مطالب الإلتزام بالحجاب صغيرة مقارنة مع احتجاجات التجار. وبدأت العقوبات الأمريكية تؤلم إيران خاصة أن الشركات الأجنبية مثل توتال الفرنسية وبوينغ إيرباص أنهت عقودها مع الجمهورية الإسلامية والتي وقعتها عام 2016 بعد سريان مفعول الاتفاقية النووية. وانهار سعر الريال الإيراني هذا العام بنسبة 40% حيث اضطرت الحكومة لفرض قيود على سعر صرف العملة الأجنبية. وهناك مخاوف من زيادة الأسعار ونقص البضائع من الهواتف النقالة إلى السيارات. وأدى هذا لعدد من الإضرابات الشهر الماضي. ونظم متظاهرون احتجاجات في خرم شهر التي تبعد 400 ميلاً عن طهران ضد نقص المياه.
وحاولت قوات الأمن احتواء التظاهرات التي بدأت سلمية بشكل أدى لمواجهات جرح فيها العشرات. وقال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي إن هذه التظاهرات ينظمها انتهازيون “نعرفهم”. وقال “انظر كيف يقومون بتغذية هذه الأحداث في الإعلام الأجنبي والمواقع الإلكترونية هذه الأيام”. وفي باريس تحدث جولياني وغينغريتش للمنفيين الإيرانيين عن أملهما بان يكون اللقاء المقبل في طهران بعد انهيار النظام. وحسب تغريدات أصدرها مكتب المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي “يقومون بممارسة الضغوط الاقتصادية للتفريق بين الشعب والنظام” و “حاول ستة رؤساء أمريكيين هذا ولكنهم تخلوا عن محاولاتهم”. وتختم بالقول إن الفرس الفخورين بقوميتهم تجمعوا في الماضي حول النظام ودعموه حتى ولو لم يكونوا يحبونه إلا ان هذه المرة مختلفة فالفواتير والأسعار هي مركز الاهتمام لا المثل أو الهوية القومية وستجد طهران صعوبة في الحفاظ على الدعم الكافي.
انهم كلمتان ،
لن يستطيع .
انهم كلمتان
ترامب يستطيع
هههه الحرية والديمقراطية آتية مثلما أتت إلى العراق وأفغانستان، الطغمة الحاكمة في أمريكا شأنها شأن أي احتلال ومستبد في العالم، سمتها الحمق والغباء وتكرار الأخطاء وتدويرها حتى ينقلب السحر على الساحر ويذوق وبال أمره،.