نيويورك تايمز: بايدن غاضب من توقيت مقتل هنية وينسق مع نتنياهو طرق الرد على الانتقام الإيراني

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده بيتر بيكر قال فيه إن مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران زاد من درجة التوتر بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وأشار بيكر إلى دفاع نتنياهو في مكالمة حادة جرت يوم الخميس مع بايدن ضد اتهام بأنه عقبة أمام تحقيق وقف إطلاق النار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن نتنياهو أصر بأنه لا يعمل على تعطيل وقف إطلاق النار، رغم اعترافه أن قتل هنية قد يعطل المفاوضات لأيام، لكنه أصر أن العملية قد تسرع من إكمال الاتفاق من خلال فرض ضغوط على حماس.

 لكن الرئيس الأمريكي قال إن الاغتيال لم يكن في وقته، وجاء وسط زيادة الآمال الأمريكية بنهاية للحرب، حسب مسؤول أمريكي.

وزاد بايدن بأن تنفيذ العملية على التراب الإيراني قد يزيد من فرص اشتعال حرب إقليمية تحاول إدارته منعها منذ بداية الحرب. وبحسب الحكومتين، لم يبلغ الإسرائيليون الجانب الأمريكي بالعملية ضد هنية مع أن بايدن استقبل نتنياهو الأسبوع الماضي في البيت الأبيض. وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو لم يكن راغبا في تعريض الأمريكيين للخطر، ومن جانبهم لم يبد هؤلاء اعتراضا على تركهم في الظلام.

 وأشار بايدن إلى مخاوفه بشأن الوضع القابل للاشتعال في الشرق الأوسط خلال محادثة قصيرة في وقت متأخر من الليل مع الصحافيين في قاعدة أندروز المشتركة في ميريلاند يوم الخميس بعد الترحيب بثلاثة أمريكيين أفرجت عنهم روسيا في صفقة تبادل أسرى. وقال الرئيس: “أنا قلق للغاية بشأن هذا الأمر” و”لقد عقدت اجتماعا مباشرا للغاية مع رئيس الوزراء اليوم – مباشر للغاية. لدينا الأساس لوقف إطلاق النار. يجب عليه المضي قدما في ذلك ويجب عليهم المضي قدما في ذلك الآن”. وعندما سئل إن كان مقتل هنية مساعدا رد “لا ليس مساعدا وهذا ما سأقوله الآن”. وأشارت الصحيفة إلى أن خلاف بايدن والمحادثة الحادة على الهاتف مع نتنياهو لم تمنعهما من العمل عن قرب لإحباط التهديد الإيراني بالانتقام لمقتل هنية.

فقد أمر بايدن بنشر مزيد من البوارج البحرية في المنطقة. وبدأ الجنرالات الأمريكيون بالعمل مع الجنرالات الإسرائيليين لمواجهة هجوم، كما فعلوا في نيسان/أبريل، عندما أطلقت إيران 300 صارخ ومسيرة مباشرة ضد إسرائيل. وتزامن إحباط الرئيس بشأن وقف إطلاق النار مع إعلان القناة الإسرائيلية 12 يوم الجمعة عن المواجهة ما بين نتنياهو ورجال استخباراته الذين اتهموه بأنه قام بتغيير شروط مقترح إطلاق النار لتعقيد مهمة التوصل إلى صفقة. ويقول الأمريكيون إنهم سيواصلون الضغط باتجاه المفاوضات وتحقيق صفقة، وأشاروا إلى أن الخلاف بين نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين بشأن الخطة تم حهل نهاية الأسبوع الماضي. إلا أن التقارير من القاهرة تؤكد عدم تحقيق تقدم في المفاوضات. ونفى مسؤول في الحكومة الإسرائيلية إضافة شروط جديدة، وأكد أن حماس أجرت 29 تعديلا على الوثيقة.

ومهما يكن فإن الخلافات الرئيسية بين الطرفين لا تزال بدون حل.

 وتقضي المرحلة الأولى بالإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا وإفراج إسرائيل عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية خلال فترة توقف عن القتال تستمر لـ42 يوما. إلا أن نتنياهو مصمم على عدم شمل الأسرى الذين ماتوا من ضمن الذين سيفرج عنهم. وبناء على الصفقة المكتوبة الآن، تحتفظ إسرائيل بالفيتو ضد 100 سجين فلسطيني ليسوا من ضمن الذين يمكن الإفراج عنهم وتصر على خروج 50 من المفرج عنهم إلى المنفى بدلا من العودة إلى غزة.

ويصر الإسرائيليون على البقاء في محور فيلادلفيا بين غزة ومصر ومنع مقاتلي حماس في الجنوب من العودة إلى الشمال، وليس من الواضح إن كانت إسرائيل تريد إقامة حواجز. وفي الوقت الذي ستنسحب فيه القوات الإسرائيلية إلى حدود غزة، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن رفح ستكون ضمن تلك الحدود، وهذا يعني بقاء القوات فيها.

وتريد إسرائيل التأكيد على أن لها خيار الخروج من المفاوضات في المرحلة النهائية لمفاوضات إطلاق النار واستئناف الحرب حالة اعتقدت أنه لم يتحقق أي تقدم نحو الحل النهائي. ويرى المسؤول الإسرائيلي أن الضغط الأمريكي على نتنياهو سيعطي فكرة لحماس أن أمريكا لا تدعم إسرائيل وبالتالي رفض تحقيق الصفقة. وهو ما يرفضه المسؤولون الأمريكيون الذين تساءلوا إن كان نتنياهو يريد صفقة أم أنه يريد الظهور بمظهر من يسعى إليها لتخفيف الضغط عليه من عائلات الأسرى.

وطرح بايدن موضوع الصفقة في مقابلته مع نتنياهو في 25 تموز/يوليو حيث رفع صوته وطالب بتحقيقها بغضون أسبوع أو اثنين، حسب موقع “أكسيوس”. وكان بايدن يحمل وثيقة في يده لمناقشة الموقف الإسرائيلي من صفقة وقف إطلاق النار.

وقالت الولايات المتحدة إن الإسرائيليين عدلوا رأيهم في بعض أجزاء المقترح وجلبوها معهم إلى اللقاء. إلا أن بايدن ومستشاريه أكدوا أن بعض هذه الأفكار إشكالية، لكن نتنياهو أخبر بايدن بأنه لم يضف أية شروط. وطلب بايدن تشكيل فرق من الطرفين للتباحث في نقاط الاختلاف وهو ما فعلوه بعد أيام.

لكن مقتل القائد العسكري لحزب الله ليلة الثلاثاء ومقتل هنية يوم الأربعاء فاجأ الأمريكيين. وفي الوقت الذي قالوا فيه إنهم لا يشعرون بالحزن على أي منهما إلا أن توقيت ومكان العمليتين صعقا الأمريكيين وأثار أسئلة في عقولهم حول جدية نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار، كما أخبر الرئيس. وكانت المكالمة التلفونية اللاحقة بين بايدن ونتنياهو يوم الخميس صعبة. وكان الرئيس واضحا وصريحا، حسب المسؤول الأمريكي وأخبر نتنياهو أن الوقت حان لإكمال الصفقة. وقال مسؤول إسرائيلي إن الأمريكيين على ما يبدو يريدون اتفاقا بعيدا عما فيه واشتكى من ضغوط على نتنياهو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية