نيويورك تايمز: بايدن يعود للمسار التقليدي من النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي والحل بعيد المنال

إبراهيم درويش
حجم الخط
5

لندن- “القدس العربي”:

علّق مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” مايكل كرولي على إعادة الإدارة الأمريكية الجديدة العلاقة مع الفلسطينيين وإلغاء السياسات التي مارستها الإدارة السابقة لدونالد ترامب ضدهم، ووصفتها بأنها خطوة جيدة مشيرا إلى أن فرص تحقيق اتفاق إسرائيلي- فلسطيني تظل بعيدة.

وقال إن عودة العلاقات مع الفلسطينيين بعد عامين بالضبط من إنهاء ترامب لها، تؤشر إلى عودة للنهج التقليدي والمعاملة “المنصفة” للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بعد سياسة متحيزة لإدارة ترامب مع إسرائيل.

ويشمل التحول الأمريكي الجديد استئناف المساعدات للفلسطينيين، كما جاء في خطاب القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز والذي أكد التزام الولايات المتحدة بحل يتفق على الطرفين ودولتين، حيث تعيش إسرائيل بسلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية. ودعا الطرفين إلى تجنب اتخاذ إجراءات من طرف واحد مثل التوسع الإستيطاني في الضفة الغربية والقدس الذي تقوم به إسرائيل واللجوء إلى العنف من جانب الفلسطينيين. إلا أن المعلقين وقادة المنطقة يرون أن فرص تحقيق سلام إسرائيلي- فلسطيني أضعف اليوم مما كان عليه الحال قبل عقود.

 فقد توقف الطرفان عن المحادثات، ورفض الفلسطينيون خطة ترامب جملة وتفصيلا، ولم يعد النزاع على قائمة اهتمامات بايدن في السياسة الخارجية. إلا أن الإعلان كما يقول كرولي هو عودة للخطوط العامة والسابقة للسياسة الخارجية الأمريكية والتي تعبر عن موقف إدارة بايدن من النزاع بما في ذلك موقف العدوانية في واشنطن من الفلسطينيين والتي حرضت عليها إدارة ترامب.

فقد وقف الرئيس السابق في سياسة وجّهها مستشاره وصهره جارد كوشنر مع إسرائيل حيث اتخذ ترامب موقفا عقابيا من الفلسطينيين بهدف دفعهم للتنازلات لصالح إسرائيل بدون أية نتيجة. وعبر الفلسطينيون وداعمو حل الدولتين عن ترحيبهم بالتحول الأمريكي.

وقال ديفيد بن عامي رئيس مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية الليبرالية: “هذا هو التحرك الحازم الذي كانت الإدارة بحاجة إليه وإعادة مصداقية أمريكا كوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وأضاف أن ” التخلص من الضرر الرهيب الذي تسببت به إدارة ترامب يبدأ بإعادة العلاقات مع القيادة والشعب الفلسطيني”. وتحدث ميلز عن الخطوات التي ستتخذها إدارة بايدن لإعادة العلاقات مع الفلسطينيين التي أنهتها الإدارة السابقة بدون التطرق إلى التفاصيل. فبالإضافة لإغلاق بعثة منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، أغلقت إدارة ترامب القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، إلا أن إدارة بايدن ستجد معوقات لفتح بعثة فلسطينية في واشنطن، فقد أصدر الكونغرس عالم 1987 قرارا بمنع الفلسطينيين من حق فتح مكتب في أمريكا.

وكانت الإدارات المتعاقبة قادرة على تجاوز المنع من خلال الإعفاءات، إلا أن القوانين التي صدرت في 2015 و 2018 حددت قدرة الرئيس على تجاوز القيود الأولى. ومع ذلك رحب المسؤولون الفلسطينيون بالإعلان، حيث يرون نبرة إدارة بايدن راحة من الموقف المتجاهل لهم أثناء ترامب.

وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: “لأول مرة، عبرت إدارة بايدن عن موقفها من العملية السلمية وحل الدولتين”. و”نعتقد أن هذا القرار سيفتح الباب لإعادة العلاقات الثنائية الأمريكية- الفلسطينية ويعيد العملية السلمية في إطار الرعاية الدولية المتعددة”.

وقال ميلز إن إدارة بايدن ستعيد البرامج التي تدعم التنمية الإقتصادية والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. ففي عام 2018 أوقفت إدارة ترامب 200 مليون دولار لدعم الفلسطينيين، وحوالي 350 مليون من الدعم السنوي الذي تقدمه الولايات المتحدة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وقال ميلز: “لا ننظر إلى هذه الخطوات كهدية للقيادة الفلسطينية” مضيفا: “هذه المساعدات تنفع ملايين الفلسطينيين وتساعد على بناء مناخ مستقر يفيد الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وفي الوقت نفسه دعمت إدارة ترامب موقف إسرائيل من التوسع الإستيطاني لكن ترامب لم يدعم خطط الضم التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وحاولت إدارته رعاية عدد من اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، مقابل ما قيل إنه وقف الضم، مع أن نتنياهو لم يتخل عن الفكرة. ويواجه انتخابات رابعة بعد فشل حكومة الإئتلاف.

وقال ميلز في كلمته إن إدارة بايدن ترحب باتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية مثل البحرين والإمارات والسودان والمغرب، لكنه قال إن التطبيع العربي ليس بديلا عن السلام الإسرائيلي- الفلسطيني. وأعرب عن دعم بلاده لإسرائيل، وهي سياسة طويلة للولايات المتحدة، ومعارضة القرارات الأحادية في المنظمات الدولية التي تستهدف إسرائيل بطريقة غير منصفة.

ومع زيادة النقد لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، إلا أن بايدن التزم بالموقف الوسط ولم يكن متعجلا لنقد إسرائيل كبقية الديمقراطيين.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن انتخابات عامة هي الأولى منذ 15 عاما في تحرك نظر إليه على أنه محاولة للتقرب من بايدن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مدني:

    المشكلة الإسرائيلية-الفلسطينية وإقامة المستوطنات يتباعدان سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً. بعد إخفاق المبادرات الدبلوماسية، وتفاقم تعقيد الوقائع على الأرض، من البديهي أن يُطرح التساؤل عما إذا كانت نافذة حل الدولتين تُغلَق أو هي أُغلقت بالفعل. لكن البدائل لحل الدولتين تطرح، في حد ذاتها، مشاكل خطيرة، سواء حول استمرار الوضع القائم، أو تشكيل دولة واحدة ثنائية القومية، أو اتحاد كونفدرالي بين إسرائيل وفلسطين، أو كونفديرالية أو رابطة بين فلسطين ودول عربية أخرى (بخاصة الأردن ومصر)، أو أي مقترحات أخرى. الضفة الغربية اليوم مجزّأة، وتقع معظم الأراضي تحت سيطرة إسرائيل. يعيش ما يزيد على 650000 مستوطن إسرائيلي في مستوطنات تمثّل 2.7 في المئة من مساحة الضفة الغربية والقدس الشرقية. ويستمر توسيع المستوطنات، فيما تتعاظم عمليات البناء بوتيرة كبيرة

  2. يقول لحسن عبدي:

    يستشف من فكر بايدن انه ينظر الى القضايا نظرة شعوبها ولا هرولة حكامها ، لا احد يقبل الوضع الفلسطيني والغطرسة الامريكية الاخيرة ولا جبروت الصهيونية ، لان الشعب الامريكي يرفض الاستعباد ،ويؤمن بالحرية .

  3. يقول واقدساه:

    مضحك….هذا على شاكلة اواىءله….مااخذ بالقوة لايسترد الابالقوة….فلسطين عربية وإسلامية الى الابد

  4. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    لست متفائلًا بهذا الشأن وأتمنى أن يقدم بايدن شيء جديد في السياسة الأمريكي تجاه الفلسطينيين وخاصة دولة مستقلة ذات سيادة حسب قرارات الأمم المتحدة ولكن هذا مستبعد إلى حد كبير!

  5. يقول جلّاد الظالمين:

    كل سياسات البيت الأبيض في السابق والحاضر والمستقبل تعمل على إبقاء القضية الفلسطينية كالحيوان القارض (الهامستر ) في دوامته يجري بسرعة لكنه يدور في مكانه ولن يصل إلى شيء ويبقى كيان القطعان الصهيوني بإرهابه ينشر الموت والتخلف والكراهية ..!

إشترك في قائمتنا البريدية