لندن- “القدس العربي”:
تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن جهود السعويين للحصول على مفاعلات نووية للأغراض السلمية وهل يمكن الثقة بهم وأن لا يستخدموها لببناء قنبلة نووية؟
وقال ديفيد سانغر وويليام جي برود في تقريرهما إن المخابرات الامريكية – سي آي إيه- قبل أن تورطه في مقتل جمال خاشقجي كانت تحاول الكشف عن سر آخر يتعلق بمحاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وضع الأسس لإنتاج قنبلة نووية.
وقالت الصحيفة إن الأمير السعودي كان يشرف على مفاوضات مع وزارة الطاقة والخارجية الامريكتين وذلك للحصول على تصاميم لمفاعلات نووية وبنائها في المملكة. وتقدر قيمة الصفقة بـ 80 مليار دولار امريكي وذلك حسب عدد المفاعلات التي تريد السعودية بناءها. ولكن هناك عقبة أمام الصفقة وهو إصرار السعودية على انتاج وقودها النووي حتى لو كانت تستطيع شراءه بثمن رخيص من الخارج وذلك بناء مسؤولين أمريكيين وسعوديين على معرفة بالمفاوضات. وهو ما أثار قلقا في واشنطن من قيام السعودية بحرف جزء من الوقود لأغراض عسكرية.
بن سلمان كان يشرف على مفاوضات مع وزارة الطاقة والخارجية الأمريكتين للحصول على تصاميم لمفاعلات نووية وبنائها في المملكة بصفقة قيمتها 80 مليار دولار
وهي نفس المخاوف التي أثارها الأمريكيون وحلفاءهم الأوروبيون عندما كانوا يتفاوضون مع إيران بشأن برامجها النووية والتي ادت لتوقيع المعاهدة المعروفة عام 2015 وخرج منها دونالد ترامب. وأثار محمد بن سلمان المخاوف عندما قال بداية العام الحالي إن بلاده ستقوم بصناعة قنبلة نووية لو فعلت إيران. وقال مسؤول أمريكي إن مخاوف الامريكيين زادت عندما قال المفاوضون السعوديون إنهم لن يسمحوا للمفتشين الأمريكيين الدخول إلى السعودية والتفتيش عن إمكانية وجود نشاطات لتصنيع القنبلة وفي شهادة قدمها وزير الطاقة ريكي بيري أمام الكونغرس في آذار (مارس) تجاهل سؤالا عن موقف إدارة ترامب ومنعها السعودية من انتاج الوقود النووي. وبعد ثمانية أشهر لم يصدر عن الإدارة أي شيء يظهر المدى الذي وصلت إليه المفاوضات. واليوم يلوح سؤال فوق العقد يتعلق بالثقة بالحكومة السعودية المتهمة باغتيال جمال خاشقجي حيث أنكرت في البداية مقتله وغيرت القصة أكثر من مرة. ويمكن استخدام الوقود النووي لأغراض عسكرية حميدة. وفي حالة تم تخضيب اليورانيوم لدرجة 4% من النقاوة فيمكن استخدامه في المفاعلات النووية ولو وصلت النقاوة إلى 90% فعندها يصلح لتصنيع قنبلة نووية. ويناقش المسؤولون الامريكيون أن السعودية قد تشتري المفاعلات من الصين، روسيا أو كوريا الشمالية لو لم توافق أمريكا على بيعها. ويؤكدون على ان استخدام السعوديين مفاعلا نوويا تصممه شركة “ويستنغهاوس”، المنافس الأمريكي الوحيد يتناسب مع تأكيد ترامب على اهمية الوظائف والنفط والعلاقات الإستراتيجية بين واشنطن والرياض هي أهم من وفاة صحافي كاتب رأي في صحيفة أمريكية. وبناء على القوانين التي تغطي الإتفاقيات النووية فسيكون لدى الكونغرس فرصة لكي يرفض الإتفاقية مع السعودية.
ويحتاج مجلس النواب والشيوخ إلى غالبية للتصويت ومنع خطط ترامب. قال النائب الديمقراطي براد شيرمان عن ولاية كاليفورنيا “بيعهم طائرات شيء وبيعهم أسلحة نووية أو القدرة على إنتاجها شيء آخر”. وقاد شيرمان، عضو لجنة الشؤون الخارجية حملة في أعقاب مقتل خاشقجي لتغيير القانون وتعقيد الطريق أمام إدارة ترامب التوصل لاتفاقية نووية مع السعودية. واصفا الخطوة بأنها أفعل وسيلة لمعاقبة محمد بن سلمان. وقال: “بلد لا يمكن الثقة به في استخدام منشار خشب يجب أن لا يوثق به في السلاح النووي” في إشارة لمنشار الخشب الذي استخدم في تقطيع جثة جمال خاشقجي في القنصلية السعودية. ويقول الخبراء إن محمد بن سلمان فقد الأهلية للحصول على المفاعلات النووية في اللحظة التي قال فيها إنه سيسعى للحصول على قنبلة نووية حالة حصلت إيران عليها.
ويقول ويليام توبي، المسؤول البارز في فترة جورج دبليو بوش والذي قدم شهادة أمام الكونغرس بشأن الإتفاق مع السعودية: “لم نفكر أبدا، أو توصلنا إلى نتيجة، بشأن توقيع اتفاق مع دولة تفكر بالخروج من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي وإن بصورة مؤقتة”. وكان يشير لخطة ولي العهد السعودي تقليد إيران حالة حصلت هذه على السلاح النووي والتي تقتضي من السعوديين الخروج من معاهدة الحد من السلاح النووي أو تقوم سرا ببناء القنبلة. وتقول الصحيفة إن إدارة ترامب لم تستجب لطلباتها تقديم معلومات عن وضعية المفاوضات والتي كانت مكثفة لدرجة زار فيها بيري السعودية نهاية عام 2017 وواصل المسؤولون المفاوضات بشان الصفقة في أوروبا.
وفي بيان من وزارة الطاقة السعودية أكدت فيه على الأغراض السلمية لكل مكون من مكونات المشروع وأن الحكومة السعودية قررت بناء المفاعلات النووية للمساهمة في اقتصاد البلاد بالإضافة لتنويع وسائل الطاقة. وذكر البيان بدعوات السعودية لتحرير منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي. وتعلق الصحيفة أن السعودية طالما أظهرت اهتماما بالحصول على السلاح النووي أو مساعدة حلفائها لحماية نفسها من جيرانها، أولا إسرائيل ثم العراق واليوم إيران. فقد قدمت السعودية المال للمشروع النووي الباكستاني أو “القنبلة الإسلامية”. وقد تركت الصلة مع هذا البرنامج المسؤولين الأمنيين الأمريكيين يتساءلون عن إمكانية توفير باكستان أسلحة أو قوات باكستانية لحماية الأراضي السعودية. وفكر السعوديون بالحصول على أنظمة إطلاق حيث اشترت المملكة في عام 1988 صواريخ متوسطة المدى من الصين يمكن أن تزود برؤوس نووية وكيماوية وبيولوجية بشكل أثار احتجاج المسؤولين الأمريكيين. وزادت مخاوف السعودية عام 2003 عندما تم الكشف عن بناء إيران عن مفاعل سري لتخصيب اليورانيوم لتوفير الوقود للسلاح النووي والمفاعلات. وفي ذلك الوقت برر الإيرانيون فعلهم بالكلام نفسه الذي يتحدث به السعوديون اليوم وهي حاجتهم لامتلاك كل المنشآت الضرورية لتزويد الوقود للمفاعلات النووية. وافتتحت أيران مفاعل بوشهر عام 2011 والذي بني بمساعدة من الروس. وكان هذا الإصرار هو الذي أدى إلى الأزمة النووية الإيرانية.
الأمير تركي الفيصل، السفير السابق في واشنطن وعد في فترة سابقة بموازة القوة الإيرانية: ” أي شيء بناه الإيرانيون، سنبني مثله”
وأثبتت التجارب السابقة أن هناك إمكانية لتحويل دول مشاريعها النووية التي بنتها للأغراض السلمية إلى مشاريع عسكرية. ورغم عدد وجود منشآت مماثلة في السعودية لتلك التي أقامتها إيران إلا أن الأمير تركي الفيصل، السفير السابق في الولايات المتحدة وعد في فترة سابقة بموازة القوة الإيرانية: ” أي شيء بناه الإيرانيون، سنبني مثله”. وأوقفت إيران معظم أجهزة الطرد المركزي بعد توقيع الإتفاقية النووية أما العاملة منها فتحتاج لشحن الوقود من الخارج وبنسبة 97%. ويعتقد السعوديون أنهم بحاجة لمقابلة القوة الإيرانية مع أن الخبراء يعتقدون أنهم لن يتوصلوا إلى هذا المستوى إلا بعد وقت طويل. وقال ماثيو بان الخبير النووي في مدرسة كيندي للحكم بجامعة هارفارد “لا أحد يعتقد بقدرة السعودية على عمل هذا سريعا” و “لا يستطيعون بناء السلاح بدون دعم خارجي”.
وتذكر الصحيفة بضرورة اتخاذ ترامب قرار من السعودية خاصة أنه بنى استراتيجية ضد إيران على فكرة عدم الثقة بها مهما فعلت.
وترى الصحيفة أن مواقف الولايات المتحدة تساعد في دفع التفكير السعودي بشأن المشروع النووي. واليوم حيث تواجه الإتفاقية النووية التي وقعتها الدول الكبرى مع إيران خطر الإنهيار فقد تستخدم السعودية الفرصة للبدء بمشروعها ردا على ذلك. ويقول المحللون إن لدى المملكة ثروة كبيرة من اليورانيوم وخمس مراكز للأبحاث وتنمو قدراتها النووية حتى بدون وقود نووي.
ووجد السعوديون فرصة عندما انتخب ترامب للرئاسة الأمريكية. ففي الأيام الأولى للرئاسة قضى المسؤولون الأمريكيون وقتا لإقناع السعودية والدول العربية الأخرى لكي تحصل على مفاعلات نووية. ودعم مايكل فلين، والذي خدم لفترة قصيرة كمستشار للأمن القومي فكرة اشتراك موسكو وواشنطن تزويد الرياض بمفاعلات نووية.
كانسان من الشعوب لدي سؤال هل يمكن الوثوق بامريكا وبالمعتوه الكداب المتهور اللانساني الدين لديهم المفاعلات النووية والقنابل النووية والجرتومية والدكية الجميلة العنقودية؟ وبما ان الديمقراطية تباع وتشترى قي عقر بيتها الابيض فاين مصداقيتها والدي بيته الابيض من زجاج فما كان عليه الضرب بالحجارة