نيويورك تايمز: ترامب برأ بن سلمان وقوّض رواية “سي آي إيه” وتحدى الكونغرس

حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”- من إبراهيم درويش:
هل ابتلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطعم السعودي؟ وهل صدق رسام الكاريكاتير الذي صور ترامب بالرجل الذي لا يهتم إلا بالمال والمصالح الضيقة؟ حسب كاريكاتير صادم نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الثلاثاء.

الجواب من الصحيفة “نعم بل وأكثر من هذا”. فقد ضحى الرئيس بالمبادئ والمثل الأمريكية لحماية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإنقاذه من جريمة قتل خاشقجي وجرائمه في اليمن ووضعها على كتف إيران التي اعتبرها العدو الأخطر. وزيادة على هذا قال في خاشقجي ما لم “يقله مالك في الخمر” حيث شوه سمعته في موته.
وقالت إن الرئيس ببيانه الذي أصدره يوم الثلاثاء وتجاهل فيه نتائج “سي آي إيه” حول ضلوع ولي العهد السعودي بمقتل جمال خاشقجي أثبت “أنه مهما كانت المسؤولية فلن يقف أبدا ضد النظام السعودي ولن يخاطر بخسارة إمداداته المالية، والنفط، والمساعدة في الشرق الأوسط ويحمل محمد بن سلمان المسؤولية”.

نيويورك تايمز: ترامب ضحى بالمبادئ والمثل الأمريكية لحماية بن سلمان وإنقاذه من جريمة قتل خاشقجي وجرائمه في اليمن ووضعها على كتف إيران التي اعتبرها العدو الأخطر

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى علامات التعجب التي استخدمها في بيانه: “ربما كان لولي العهد معرفة بالحادث المفجع وربما لم تكن له!”.

وتضيف أن جمال خاشقجي كان مقيما في الولايات المتحدة وليس مواطنا أمريكياً، وكتب مقالات لصحيفة “واشنطن بوست” إلا أن ما قاله الرئيس لا يخدم الصحافيين أو المواطنين الأمريكيين الذين يعملون في الخارج. حيث لم يستطع الرئيس استدعاء أدنى حد من الشجاعة لشجب بشاعة إرسال فرقة موت مسلحة بمنشار عظام وخنق وتقطيع خاشقجي الذي تجرأ على انتقاد ولي العهد. فهذا البالغ من العمر 33 عاما يعتبر صديق الروح لترامب وصهره جاريد كوشنر.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ترامب في بداية بيانه “العالم مكان خطير!” وبالتأكيد فإن كلامه هو بمثابة رسالة للديكتاتوريين في السعودية وأماكن أخرى لكي يفعلوا ما يريدون. وتقول إن القتل ظهر في كل تفاصيله اللاإنسانية في التسجيل التركي وتبعته سلسلة من الأكاذيب التي نشرها النظام السعودي وتعكس غطرسة صعود جيل من المستبدين الذين لا يهمهم الحياء ولا الأخلاق. وأكد ترامب على مناعتهم وحصانتهم من العقاب.
وتعتقد الصحيفة أن كلام ترامب التبسيطي يعكس رأيه عن طبيعة العلاقات الدولية بأنها تعاقدية وأنه يجب التضحية بالاعتبارات الحقوقية الإنسانية لتأمين الفهم البدائي للمصالح القومية الأمريكية أو كما تحدث عنها بـ “أمريكا أولا”، وقال: “ربما لن نعرف الحقائق المحيطة بمقتل جمال خاشقجي” و”على أي حال فعلاقتنا هي مع المملكة العربية السعودية”.

وجاءت إشارة ترامب الأولى إلى خاشقجي بعد حديث طويل عن إيران التي حملها المسؤولية وحدها عن الحرب في اليمن. ودون أن يذكر أو يهتم بالإشارة إلى أن معظم القتل جاء بسبب الحرب التي لا تميز والغارات غير الدقيقة التي شنتها السعودية، وأدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحاضر. ولكنه قال إن السعودية ستكون “سعيدة” بالانسحاب من اليمن لو خرج الإيرانيون منها.
وأتبع هذا الكلام بفقرة أخرى عن الصفقات التي زعم أنه أخذها من السعوديين بمئات المليارات من الدولارات وبطريقة مبالغ فيها.
وعندما ذكر ترامب خاشقجي بشكل موجز ردد رواية السعودية أنه كان “عدو الوطن” وإسلامياً، مضيفا بطريقة زائفة أن هذا لم يؤثر على تفكيره.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقترح فيها ترامب أن خاشقجي رجل لا يستحق أن تعرض أمريكا مصالحها للخطر من أجله.

وتقول الصحيفة إنه في غياب القيادة من الرئيس فالعبء يقع على الكونغرس لكي يحمي أمريكا في العالم. ويعرف ترامب أنه يسير نحو صدام مع المشرعين حيث ختم بيانه بتحدي أعضاء الكونغرس “الذين يريدون لأسباب سياسية أو غير ذلك اتخاذ طريق مختلف”.

وكان ترامب يشير إلى المطالب المتزايدة من الحزبين في الكونغرس لاستخدام ورقة السلاح من أجل معاقبة السعودية. وكلامه هو تحدٍ لليندزي غراهام، السناتور عن ولاية “ساوث كارولينا” الذي تراوح موقفه بين شجب محمد بن سلمان ودعمه للرئيس. وبعد ساعات من بيان الرئيس عنّف غراهام ترامب بقوله: “أنا متأكد من أنه سيكون هناك دعم من الكونغرس لفرض عقوبات على السعودية بما في ذلك أعضاء في العائلة المالكة” وأضاف: “في الوقت الذي تظل فيه السعودية حليفا استراتيجيا فإن تصرفات ولي العهد وبطرق عدة أظهرت قلة احترام لهذه العلاقة وجعلته أكثر من شخصية سامة”.

وتقول الصحيفة إن مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان والعدل والحقيقة تتطلب أن لا يفر أحد في السعودية من العقاب، “الكرة في ملعبك السناتور غراهام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابوعمر:

    الرز السعودي يفعل الأفاعـــــيل…..

  2. يقول ابن الجاحظ:

    ” ترامب برأ أبو منشار “…..فورط نفسه …….التاريخ لا يرحم……….

إشترك في قائمتنا البريدية