“نيويورك تايمز”: ترامب وكوشنر يدعمان أميراً متهوراً ليحكم السعودية 50 عاماً وبسلاح نووي

إبراهيم درويش
حجم الخط
5

لندن – “القدس العربي”
كتب المعلق المعروف في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف عن دور البيت الأبيض في محاولات السعودية الحصول على التقنية النووية. وفي مقاله المعنون بـ “جارد وولي العهد السعودي يتحدثان عن النووي” قال إن جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب، تسلل بهدوء هذا الأسبوع للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “والسؤال الذي أطالب البيت الأبيض بالإجابة عليه هو الآتي: هل ناقشا المساعدة الأمريكية في المشروع النووي السعودي؟”.
فمن بين التصرفات عديمة الضمير والمتسمة بالرعونة تبدو خطط ترامب بيع مفاعلات نووية إلى السعودية يمكن استخدامها لإنتاج سلاح نووي الأكثر إدهاشاً. ففي الوقت الذي يحاول فيه الرئيس تفكيك المشروع النووي في كوريا الشمالية وإيران يقوم بمساعدة السعودية على بناء مشروع نووي. وليس هذا فالسياسة الفظيعة ملطخة بتضارب المصالح والمتورط فيها كوشنر. ويقول إن شركة العقارات التي تملكها عائلة كوشنر كانت في مهب الريح بسبب عملية الشراء التي قام بها كوشنر لمبنى 666 في فيفث أفنيو- نيويورك بسعر باهظ. إلا أن العقار أنقذ في آب/أغسطس شركة اسمها “بروكفيلد أسيت مانجمنت” ووقعت عقداً مدته 99 عاماً عن كل البناية ودفعت المبلغ كله مقدماً (1.1 مليار دولار أمريكي). وتملك الشركة نفسها “ويستنيغهاوس إلكتريك” وهي الشركة التي تحاول بيع مفاعلات نووية إلى السعودية.

السعودية بلد لا يمكن ائتمانه على منشار عظام فكيف يمكن الوثوق به بسلاح نووي؟.

ويرى الكاتب أن هذه التعاملات بالإضافة لتعاملات غامضة ما قاد المخابرات الأمريكية لمنح كوشنر التصريح الأمني العالي حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الخميس. وقالت إن ترامب نفسه تدخل وطلب من مدير طاقم البيت الأبيض لمنح صهره التصريح. ويقول إن موضوع المفاعل النووي بدأ في الفترة التي فاز فيها ترامب بالانتخابات عندما قامت مجموعة من مسؤولي الأمن القومي المتقاعدين بوضع خطة للتربح من خلال بيع محطات تعمل على الطاقة النووية إلى السعودية. وتضم المجموعة مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب. وشملت الخطة الأولية بيع 40 محطة. وهو ما كشف عنه تقرير لجنة الإشراف والإصلاح في مجلس النواب. والتقى ترامب في 12 شباط (فبراير) مع داعمي المشروع في البيت الأبيض. والمفاعلات النووية المقترحة هي للأغراض السلمية إلا أن السعودية تصر على تخصيب الطاقة بنفسها بدلاً من شراء بكلفة أقل من الخارج.
ويعلق أن الدول المنبوذة عادة ما تصر على إنتاج الطاقة بنفسها كي تحول جزءًا منها لأغراض انتاج السلاح النووي. ويقول إن ترامب وإن كان حذراً وبطريقة مدمرة مع مشروع إيران إلا أن الجواب في الحالة السعودية لا يتعلق بالحذر بقدر ما هو عن المال الذي سيجنيه. وعندما عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة نقل التكنولوجيا، ذكر موقع “إكسيوس” أن “ترامب ومستشاروه أخبروا نتنياهو إنه لو لم تبع أمريكا التكنولوجيا فسيبحث عنها السعوديون عند الروس والفرنسيين”.
ويقول كريستوف إن ترامب يعتقد على ما يبدو أن السعوديين وضعونا تحت الأمر الواقع: فلو لم نساعدهم في الحصول على التكنولوجيا النووية فسيجدون المساعدة من طرف آخر. وهذا سوء فهم للعلاقة الأمريكية -السعودية لأن السعوديين يعتمدون في أمنهم علينا والحقيقة الواضحة أننا نحمل كل الأوراق في العلاقة وليس هم”.

السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تساعد الأمير محمد على طريق امتلاك السلاح النووي؟ فهو قوة مزعزعة للاستقرار في منطقة غير مستقرة، فقد غزا اليمن واختطف رئيس الوزراء اللبناني وبدأ حرباً مع قطر.

ويتساءل الكاتب عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تساعد الأمير محمد على طريق امتلاك السلاح النووي؟ فهو قوة مزعزعة للاستقرار في منطقة غير مستقرة، فقد غزا اليمن واختطف رئيس الوزراء اللبناني وبدأ حرباً مع قطر وبحسب المخابرات الأمريكية فهو الذي أصدر أمراً بقتل الصحافي واشنطن بوست، جمال خاشقجي. ولا يقف الأمر عند هذا الحد “فهو الذي احتجز وعذب بوحشية الناشطات في مجال حقوق الإنسان بمن فيهن، لجين الهذلول التي آمل أن تحصل على جائزة نوبل”.

وكما لاحظ النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا إد شيرمان “فبلد لا يمكن ائتمانه على منشار عظام فكيف يمكن الوثوق به بسلاح نووي”. ولم يوضح البيت الأبيض فيما أن ناقش كوشنر المشروع النووي عندما زار السعودية قبل أيام إلا أن السناتور جيف ميركلي عن ولاية أوريغان أخبر الكاتب “سأكون مندهشاً لو لم يفعل” فإلى جانب كل من السناتور الديمقراطي عن ماساتشوستس إد ماركي وراند بول، الجمهوري عن كنتاكي تقدم ميركلي بقرار يعارض نقل التكنولوجيا النووية إلى السعودية.
ويختم كريستوف مقاله بالقول إن هناك بعداً يثير التقزز في سياسة ترامب السعودية: علاقة الغزل مع أمير أجنبي قام بخلق كارثة إنسانية في اليمن وقتل صحافياً وعذب ناشطات مطالبات بحقوق المرأة. ويبدو خنوع البيت الأبيض في العلاقة من الطريقة التي تباهى فيها محمد بن سلمان حيث قال موقع “انترسيبت” إن “كوشنر في جيبي”. وفي النهاية لا أحد يعرف إن كان محمد بن سلمان سيخلف والده في العرش، فهناك معارضة داخل العائلة والاقتصاد الذي تفاخر بأنه يريد إصلاحه يعاني من مشاكل. ويبدو ترامب وصهره كوشنر يحاولان وبطريقة غير مسؤولة تعزيز منظور أمير وزيادة المخاطر بوضع رجل متهور على رأس البلاد وليديرها لخمسين عاماً مقبلة متسلحاً بالنووي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعدون الباهلي:

    نتمنى ان تحقق السعودية صناعة القنبلة النووية العربية.سواء بمساعدة التقنية الامريكية أو غيرها.

    1. يقول عبد الكريم البيضاوي.:

      كي يهدد بها العرب أنفسهم في أفضل الأحوال. إنها البلاهة القاتلة أن تحصل السعودية على التقنية النووية , سلمية كانت أم لم تكن.

  2. يقول .Dinars:

    لازم مفاعل لعقل المنشار ولد سلمان.
    ترامب ماض في تفقير السعودية.

  3. يقول عمر:

    يتم دعم ابو الفرن والمنشار ليكون مصطفى كمال الثاني! والقنبلة النووية اكيد زر التوجيه سيكون بيد الصهاينة وسيتم قتل المسلمين بها عوضاً عن الصهاينة لكي نبقى نقول حكام الصهاينة ارحم من الحكام العرب!؟

  4. يقول عبد الكريم البيضاوي.:

    “فبلد لا يمكن ائتمانه على منشار عظام فكيف يمكن الوثوق به بسلاح نووي” .

    تلخيص شامل.

إشترك في قائمتنا البريدية