نيويورك تايمز: مايك بومبيو يتهم باستخدام القدس لدعم حملة ترامب الانتخابية

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”: علقت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يخلط في جولته للمنطقة ما بين الدبلوماسية والسياسة الحزبية. فجولته التي تستمر 5 أيام تهدف لمناقشة السلام والأمن الإقليمي ولكنه يهدف في الوقت نفسه لجعل القدس منطلقا لمخاطبة المؤتمر القومي للحزب الجمهوري.

بالنسبة لدونالد ترامب وأنصاره من الإنجيليين فلا يوجد مكان يثير اهتمامهم قدر ما تثيره القدس المتنازع عليها.

وفي التقرير الذي أعدته أزابيل كيرشنر قالت إن طائرة بومبيو هبطت في إسرائيل يوم الإثنين في بداية جولة بالشرق الأوسط وصفتها بأنها لتعزيز السلام والأمن الإقليمي وهي الزيارة التي بدأت تثير الجدل حتى قبل بدء بومبيو محادثاته مع قادة إسرائيل والمنطقة. فقد كان بومبيو واضحا في تأكيده على جعل زيارته لإسرائيل منطلقا لخطابه للحزب الجمهوري في خرق واضح للتقاليد التي تمنع الخلط بين ما هو دبلوماسي وحزبي. وبالنسبة لدونالد ترامب وأنصاره من الإنجيليين فلا يوجد مكان يثير اهتمامهم قدر ما تثيره القدس المتنازع عليها. وفي تغريدة له على تويتر قال بومبيو: “أتطلع للمشاركة مع عائلتي كيف أصبحت آمنة وسليمة بسبب ترامب” أي القدس، و”سأراكم جميعا ليلة الثلاثاء”. وبعد وصوله الإثنين التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان من أهم قرارات ترامب هي اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل في 2107 ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها متلاعبا بسياسة أمريكية تقليدية بتجنب موضوع القدس. وفي الوقت الذي أثيرت فيه أسئلة حول خطة بومبيو مخاطبة مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيبدأ الإثنين في تشارلوت، نورث كارولينا، وضحت وزارة الخارجية أن خطاب بومبيو للمؤتمر سيكون بصفته الشخصية وليس كوزير للخارجية. وقالت: “لن يتم استخدام أي مصدر من مصادر الخارجية ولا طاقمها في التحضير لتعليقاته أو حتى الترتيب لظهور بومبيو. ولن تتحمل وزارة الخارجية التكلفة فيما يتعلق بظهوره”. ولكن ويندي شيرمان التي عملت مساعدة لوزير الخارجية في عهد باراك أوباما قالت إن الخطة لتسجيل الخطاب في القدس “غير مسبوقة وخطأ”. وكتبت تغريدة قالت فيها: “في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من وضع أمني صعب يجب ألا تكون القدس جزءا من أدوات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. ويجب ألا يقوم وزير الخارجية بومبيو بتشويه سمعة وزارة الخارجية”. وقالت هالي سوفير، المديرة التنفيذية للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي والمستشارة السابقة لشؤون الأمن في حملة السيناتورة كاميلا هاريس، المرشحة الديمقراطية لمنصب نائبة الرئيس، إن خطط بومبيو “غير مسبوقة وغير أخلاقية” وقالت: “مرة أخرى يستخدم ترامب إسرائيل لتسجيل نقاط سياسية”. وبالنسبة لبومبيو ونتنياهو تمثل الزيارة فرصة للحديث عن الإنجاز الدبلوماسي الأخير الذي رعته إدارة ترامب وعقد اتفاق سلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. ففي خطاب متلفز يوم الإثنين ظهر نتنياهو في مزاج من يخوض حملة انتخابية في انتخابات مقبلة بعد عدة أشهر، وقال إن الاتفاق مع الإمارات فتح “عهدا جديدا للسلام في الشرق الأوسط” وأنه سيناقش توسيع “دائرة السلام” في لقائه مع بومبيو. وقال: “نعمل على السلام مع الدول الأخرى”. وأضاف: “حسب تقييمي فهناك دول أخرى، في المستقبل غير البعيد وسنحصل على سلام مع دول أخرى”. وتشمل جولة بومبيو زيارة للإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان اللذين أظهر ميلا لتحسين العلاقات مع إسرائيل. وفي بيان وزارة الخارجية أشير للقاء بومبيو مع رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومناقشة الجهود الأمريكية لدعم الحكومة المدنية وللتعبير عن الدعم “لتعميق العلاقات السودانية – الإسرائيلية”. وجاء في البيان أن “التزام الولايات المتحدة بالسلام والأمن والاستقرار في إسرائيل والسودان وبقية دول الخليج لم يكن أقوى منه في ظل قيادة الرئيس ترامب”. وعن محادثاته في إسرائيل ذكر بيان الخارجية أن النقاشات ستتركز على دور إيران الخبيث بالمنطقة وتعميق وبناء علاقات بين إسرائيل ودول المنطقة وحماية اقتصاد إسرائيل والولايات المتحدة من المستثمرين الخطيرين”. وتقول الصحيفة إن التقاطع ما بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية محفوف بالمخاطر كما أن خطاب بومبيو إلى مؤتمر الحزب الجمهوري من القدس سيمثل ضربة للعلاقات الخارجية في ظل تراجع دعم الحزبين الذي كانت إسرائيل تعتبره أهم رصيد مشترك بينهما. وتميزت علاقة نتنياهو بالتقلب مع الرئيس باراك أوباما، واتهم بالتدخل في انتخابات عام 2012 حيث دعم المرشح الجمهوري ميت رومني ضد أوباما. وقبل انتخاب ترامب أصرت الإدارات الأمريكية على ضرورة حل موضوع القدس من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يريدون اتخاذ الجزء الشرقي عاصمة لهم. ولكن اعتراف ترامب بالقدس أدى لقطع الفلسطينيين علاقاتهم مع إدارة ترامب ورفضوا خطته للسلام التي كانت متحيزة لصالح إسرائيل. وعاد ترامب لاعترافه بالقدس في تجمع انتخابي عقده قبل فترة في أشكوكش بولاية ويسكونسن: “هذا من أجل الإنجيليين” مضيفا: “كان الإنجيليون أكثر ابتهاجا من الشعب اليهودي.. صحيح، أمر لا يصدق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية