نيويورك تايمز: هدايا ترامب لدول التطبيع عرضة للرفض من بايدن والكونغرس.. وتونس وعُمان على الطريق

إبراهيم درويش
حجم الخط
21

لندن – “القدس العربي”:

قالت لارا جيكس في صحيفة “نيويورك تايمز” إن الحوافز التي قدمها الرئيس دونالد ترامب لتحقيق صفقات دبلوماسية مع إسرائيل عرضة للخطر، مشيرة إلى أن “المحليات” التي قدمها ترامب للإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب كي تنضم إلى ما أطلق عليها “اتفاقيات إبراهيم” ربما رفضت من الكونغرس أو قام بإلغائها جوزيف بايدن الذي سيتولى الإدارة بعد أقل من شهر.

وبدأت بالحديث عن السودان الذي وافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل كثمن لشطبه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. ونفس الأمر حدث مع المغرب الذي كان ثمن التطبيع هو اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء الغربية. أما الإمارات العربية المتحدة فقد كانت تريد الحصول على مقاتلات أف-35 من الولايات المتحدة وكانت أول من وقع على اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.

وهي جهود حاول من خلالها ترامب كسر الجليد بين إسرائيل والدول العربية التي ظلت على مسافة بعيدة عنها. وفي كل حالة، لوحت إدارة ترامب بمحفز مقابل التقارب ويمكن أن ينهار المحفز إما من الكونغرس أو إدارة جوزيف بايدن، مما سيعرض الاتفاقيات الإقليمية للخطر ويزيد في الوقت نفسه من الشك بمصداقية الولايات المتحدة، وأن القوة الأعظم لم تعد محلا للثقة عندما يتعلق الأمر بالصفقات الدبلوماسية.

تعتبر اتفاقيات إبراهيم التي تظل إنجاز وبصمة ترامب في السياسة الخارجية إما بداية لعلاقات جديدة أو تجديدا لعلاقات قديمة

وتعتبر اتفاقيات إبراهيم التي تظل إنجاز وبصمة ترامب في السياسة الخارجية إما بداية لعلاقات جديدة أو تجديدا لعلاقات قديمة. ويقول أشخاص على اطلاع بالجهود هذه إن عمان وتونس ربما لحقتا بالدول التي قررت فتح علاقات دبلوماسية وإن دفء العلاقات هذه قد ينتشر إلى دول في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وحتى بعد رحيل ترامب عن البيت الأبيض في الشهر المقبل.

وكان تخفيف علاقات العداء بين إسرائيل وجيرانها هو نجاح حاولت الإدارات السابقة، جمهورية أم ديمقراطية، تحقيقه. ونقلت الصحيفة عن روبرت مالي، المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية والمقرب من مرشح بايدن لوزارة الخارجية أنتوني بلينكن: “كل الدبلوماسية هي مقايضة ولكن هذه المقايضات تقوم بخلط أمور كان يجب ألا تخلط”. ويتوقع مالي محاولة الإدارة الأمريكية المقبلة التخلي أو تخفيف بعض صفقات التطبيع التي لا تتوافق مع الأعراف الدولية كما في حالة المغرب وسيادتها على الصحراء الغربية، وتلك التي تتحدى السياسات الأمريكية الثابتة والمتعلقة بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي من الناحية العسكرية، وكمثال على هذا الصفقة بين واشنطن والإمارات لبيعها مقاتلات أف-35.

وعبر الكونغرس عن القلق من الصفقات، فقد قبل مجلس الشيوخ وبهامش قليل صفقة السلاح للإمارات وعبر عن قلقه من توسيع عمليات التسلح للدولة الخليجية. وربما عكس القرار لو حصل الديمقراطيون على الغالبية في انتخابات الإعادة بولاية جورجيا الشهر المقبل. ومهما حدث فستقوم إدارة بايدن بمراجعة صفقة الـ 23 مليار دولار للتأكد من أنها لا تؤثر على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي بالمنطقة.

وبعد يوم من تصويت الكونغرس، قال رئيس لجنة القوات المسلحة، السناتور الجمهوري جيمس إنهوف، إن قرار إدارة ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية “كان صادما ومخيبا للآمال”، وتكهن بإلغائه. وتتعامل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي مع الصحراء كمنطقة متنازع عليها. وقال إنهوف السناتور عن ولاية أوكلاهوما: “أنا حزين من التخلي عن حقوق شعب الصحراء الغربية” و”تلقى الرئيس نصيحة سيئة من فريقه، وكان بإمكانه التوصل لصفقة بدون التخلي عن حقوق شعب لا صوت له”. وقال رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، يوم الثلاثاء، إن حكومته “لا تريدها مقايضة” و”نحن لا نقايض الصحراء”. وأضاف في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية: “لكن الانتصار في هذه المعركة اقتضى تلازما”.

 ولم تظهر حساسية في صفقة دبلوماسية مثل السودان، فحصانته أمام المحاكم الأمريكية ارتبطت وبطريقة غير مباشرة بالشرط الذي قبله السودان لتوقيع الاتفاقيات مع إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر.

 وقررت وزارة الخارجية شطب السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب وتعويض الخرطوم ضحايا هجمات 1998 في كل من نيروبي ودار السلام. وكجزء من المفاوضات طلبت الحكومة الانتقالية السودانية حذفها من كل الدعاوى القانونية التي واجهها السودان خلال الـ 27 عاما الماضية غير تلك المتعلقة بهجمات 1998. ووافقت الخارجية الأمريكية على الطلب ولكن بشرط فتح السودان علاقات مع إسرائيل. ولكن الكونغرس هو الطرف الوحيد الذي يمكنه منح السودان راحة البال من المحاكمات.

وخلال الأشهر الماضية اختلف الكونغرس بشأن الموضوع حيث ناقش النواب وأعضاء مجلس الشيوخ أن تحركا كهذا سيحرم عائلات ضحايا 9/11 من تحقيق العدالة. وقالت المحامية كريستين بريتوايزر التي قتل زوجها في الهجمات: “دائما ما كنا نريد محاسبة كل الإرهابيين لما اقترفوه في 9/11”. ولا يعتبر السودان عرضة لمحاكمات متعلقة بهجمات أيلول/سبتمبر 2001، خاصة أن زعيم القاعدة عاش فيه قبل خمسة أعوام من تنفيذ الهجمات. ولكن التسوية التي تم التوصل إليها حسب المسؤولين العارفين بالمفاوضات تشمل السماح للدعاوى القضائية الاستمرار مما قد يعرض السودان لتعويضات بمليارات الدولارات.

متحدث باسم السفارة السودانية في واشنطن ألمح سابقا أن بلاده قد تلغي الاتفاق مع إسرائيل لو لم يمنح السودان الحصانة التي يريدها من دعاوى الإرهاب

ورفض متحدث باسم السفارة السودانية في واشنطن التعليق، لكنه ألمح سابقا أن بلاده قد تلغي الاتفاق مع إسرائيل لو لم يمنح السودان الحصانة التي يريدها من دعاوى الإرهاب. ومن أجل الحفاظ على الاتفاق عرض ترامب حسبما أخبر مسؤول أمريكي وكالة “بلومبيرغ” على السودان مبلغ مليار دولار لكي يدفع ديونه ودعم 1.5 مليار دولار كمساعدات سنوية. ومن المتوقع أن يقود وزير الخزانة ستيفن منوشين وفدا إلى المنطقة الشهر المقبل، حيث سيتوقف في إسرائيل والسودان والإمارات العربية المتحدة.

وتظل البحرين استثناء بين الدول التي قدمت لها حوافز للتطبيع، مع أن وزارة الخارجية الأمريكية أعطتها حافزا هذا الأسبوع عبر تصنيف جماعة سرايا المختار كجماعة إرهابية لأنها حاولت الإطاحة بالملكية في البحرين. وهو ما أدى لقلق بين المسؤولين الحاليين والسابقين حول خطط لتصنيف الجماعة الحوثية في اليمن كمنظمة إرهابية، في محاولة لإقناع السعودية الالتحاق بركب الدول التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل.

وقال مسؤولون على معرفة بالقرار إن مايك بومبيو ميال لقطع الدعم الإيراني عن الحوثيين الذين يسيطرون على معظم اليمن وأطاحوا بالحكومة فيه وهاجموا السعودية في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام. وربما حرمت تقديم الدعم الإنساني للموانئ اليمنية الرئيسية التي يسيطر على معظمها الحوثيون، مما سيزيد من الوضع الإنساني في أفقر بلد في العالم سوءا. وهناك شكوك باقتناع السعودية بالتطبيع بسبب التصنيف، ولو حدث فلن يتحقق إلا بعد سنوات وسيكون مدفوعا بالنمو السكاني ونقص فرص العمل وأجيال مهتمة بالحياة اليومية أكثر من نزاع قديم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت سفيرة ترامب السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السرية إلى السعودية واجتماعه مع ولي العهد محمد بن سلمان هي أجرأ إشارة عن التقارب. وقالت: “الدول العربية تريد مصادقة إسرائيل”. وحتى لو كان بايدن قلقا من المقايضات التي قام بها ترامب فسيكون حذرا مع بلنيكن لعمل أي شيء يغضب إسرائيل التي تمارس تأثيرا على الصوت الإنجيلي واليهودي في أمريكا. وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، داني دانون: “أعتقد أن بايدن سيواصل الزخم لأنه مفيد للولايات المتحدة ومفيد لحلفائها. وأعتقد أنه القرار الصحيح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شهدان باريس:

    بالنسبة للمغرب لن يخسر اي شيء لان الإقليم الذي اعترفت له بها فهو جزء منه ولو طارت معزة وهذا مثل مغربي ولان الصحراء في المغرب شاء من شاء وانا اعرف ان المغاربة مستعدون بتضحية نصفهم من اجل بلادهم يعني 20 مليون شخص اكا العلاقة مع إسرائيل فهي منفعة لاقتصاد البلاد وللمغرب اكثر من مليون إسرائيلي ممن يحتفظون بجنسيتهم المغربية وهذا مفخرة لانهم يحبون المغرب فعندما تلتقيهم لا ينكرون انتماءهم للمغرب سواء يسكنون نيويورك او باريس او ترانطو

    1. يقول AR:

      تعليقك واضح ودون مواربة وياريت المغرب الرسمي يكون واضح وبدون لي اعناق الكلمات من نوعية الاتفاق لايضر فلسطين ولمصلحة السلام وغير مرتبط بالصحراء……….. يا سيدي الدنيا مواقف وصحتين على قلبكم “المنافع”. لكن للتذكير انه قالها كبيركم السادات بالسابق واوهم شعبه بالمنافع وثمار السلام……….نجد ان مصر شهدت اسوء نمو اقتصادي في فترة ما بعد السلام وتدهور القيم المجتمعيه

    2. يقول مغربية:

      معك ألف وألف ألف حق ياشهدان من باريس

  2. يقول نورالدين:

    هنا سوف نعلم حقيقة قيس سعيد عندما كان يقول التطبيع خيانة ويجب محاكمة المطبعيين سوف نري شجاعتك لا تجعلنا نندم علي محبتك ودعمك

  3. يقول Ali:

    و حتى لو كان بايدن قلقا من المقايضات التي قام بها ترامب فسيكون حذرا مع بلنيكن لعمل اي شيء يغضب إسرائيل التي تمارس تأثيرا على الصوت الإنجيلي و اليهودي في أمريكا…. .

  4. يقول محمد:

    الجزائر تعمل جاهدة لنزع الاعتراف من بايدن الرئيس المقبل للولايات المحدة وان ما فعله ترامب يهدد السلام في المنطقة وتناست الجزائر ادا سحبت امريكا الاعتراف بالصحراء المغربية ستقوم الحرب بين المغرب والجزائر حرب طاحنة وسنظطر ان نعطي روسيا القواعد العسكرية البحرية في القصر الصغير المسمار في قاع ارجل اوروبا وخاصة العدو اسباني . ادن هل ستغامر الولايات المتحدة الامريكية . مادا ستربح الولايات المتحدة من الجزائر .الشعب الجزائري يكره اسرائيل ويصفونهم بالعدو التقليدي . المغرب اعترف بالولايات المتحدة بدون المقابل .

  5. يقول OMAR NADDIR:

    النسبة للصحراء المغربية الاعتراف الامريكي لن يلغيه لا بايدن و لا الكونغرس.

    1. يقول عبد المنعم عبد الصمد:

      سيلغيها شعب الصحراء الغربية والمجتمع الدولي

    2. يقول ماء العينين العيون:

      شعب الصحراء احتفل بهذا الانجاز العظيم وخرج الآلاف من منازلهم .اما مرتزقة تندوف فلن نسمح لهم دخول الصحراء المغربية

  6. يقول جيلالي ف:

    و الخاسر الأكبر هي الدول المطبعة لأنها سوف تخسر المقابل و لا تربح أي شيئ … و الله هذا يذكرني بالجزائريين الحركة الذين تآمروا مع جيش الإستعمار الفرنسي ضد إخوانهم مقابل إمتيازات خاصة و في الأخير مضت حياتهم كالضباع … فلا هم جزائريون لأنهم خونة و لا هم فرنسيون لأنهم خونة لا يثقون فيهم

    1. يقول مغربي:

      نحن في المغرب ربحنا اعتراف أقوى دولة في العالم بسيادتنا على الصحراء. ومن هول الصدمة المسؤولون و الإعلام لدى الجيران أصيبوا بوباء قاتل هو صحراء مغرب كوفيد 21 من أعراضه السعار والتوتر العصبي.

  7. يقول القارئ:

    أقسم بالله العظيم
    أقسم بالله العظيم
    أقسم بالله العظيم
    كل أزلام طبقات الحكم في بلادنا من الماء إلى الماء، بلا استثناء، سوف يطبعون مع الكيان الصهيوني جهارا ؛
    ما عدا أزلام “السلطة” الفلسطينية لأنهم سيبقون، كما كانوا، يلعقون نعال هذا الكيان في الخفاء العتيد!!؟
    والله على ما أقول شهيد!!؟

  8. يقول صحراوي مغربي وآفتخر:

    المغرب في صحرائه وهو مستعد لكل شئ من آجلها ولا يهمه صراحة من إعتراف ومن يرفض ويتآمر ولن يستطيع مهما كان تغير ذالك وثمن تقسيم المغرب هو تقسيم من يحلم بالمستحيل ويحرش قطاع الطرق

  9. يقول ali:

    سيتم إلغاء الاعتراف الأمريكي بالسلاح.
    انتهك المغرب الاتفاق الموقع مع البوليساريو بشأن الاستفتاء.
    لكن البنادق ستفرض مرة أخرى اتفاقات السلام وليس اتفاق وقف إطلاق النار .

  10. يقول عبد الرحيم:

    الأمر الوحيد الذي علق عليه بايدن هو موضوع روسيا ،وكل ما تعارضه روسيا سيقبله بايدن بالأضافة إلى أن الأمريكيين بطبعهم لا يسبحون ضد التيار ألا أذا كانت مصالحهم مهددة وكل ماقام به ترامب في صالح الولايات المتحدة الأمريكية.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية