“نيويورك تايمز”: هدايا ترامب لنتنياهو تتواصل… اعتراف بالجولان وحديث عن سماحه للجاسوس بولارد بالسفر إلى إسرائيل

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن-“القدس العربي”:

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 يعتبر خطوة لتعزيز موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولكنها تمثل خطراً على منطقة الشرق الأوسط. وفي تقرير أعده مارك لاندلر وإدوارد وونغ قالا فيه إن تصريحات ترامب يوم الخميس حول ضرورة اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان تمثل هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتضيف الصحيفة أن إعلان الرئيس عن موقفه من خلال تغريدة جاء بعد ضغوط مستمرة من نتنياهو الذي يقاتل من أجل البقاء في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في 9 نيسان (إبريل) واستخدم في حملته الانتخابية صداقته القوية مع ترامب كورقة رابحة. وفي الوقت التي ستحظى فيه خطوة ترامب بشعبية في إسرائيل وبين بعض المشرعين في الكونغرس إلا أنها ستقابل بالشجب. ورفضت الأمم المتحدة احتلال إسرائيل للجولان عام 1967 عندما سيطرت على مرتفعات جبلية مساحتها 400 ميل مربع. وسيتردد صدى موقف الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط ويقوض خطته التي طال انتظارها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يحاول البيت الأبيض الحصول على دعم قادة عرب سيذعنون الآن للمطلب الأمريكي ويقبلون بخسارة أرض كانوا يعتبرونها عربية. ومن الناحية العملية فإعلان ترامب لن يغير من الواقع الحالي شيئاً.

ويحاول البيت الأبيض الحصول على دعم قادة عرب سيذعنون الآن للمطلب الأمريكي ويقبلون بخسارة أرض كانوا يعتبرونها عربية. ومن الناحية العملية فإعلان ترامب لن يغير من الواقع الحالي شيئاً فلا توجد مفاوضات بين إسرائيل وسوريا ولن تنسحب إسرائيل منها وأي خطوة في مجلس الأمن لشجب التحرك ستقابل بالفيتو الأمريكي. وعلى الصعيد الرمزي فخطوة ترامب خطيرة وتعبر عن استعداده لتغيير التقاليد الدبلوماسية وهز النقاش المتعلق بالشرق الأوسط والذي لم يتغير منذ السبعينات من القرن الماضي. وفي مقابلة مع فوكس نيوز بثت يوم الجمعة قال إنه يفكر بعمل هذا منذ وقت طويل “كل رئيس قال إنه يريد عمل هذا ولكنني الرئيس الذي قام به”.

مساعدة نتنياهو

ورفض ترامب ما يقال إن اعترافه هو محاولة لمساعدة نتنياهو الذي يعاني من ملاحقات قضائية زاعماً أنه لا يعرف إلا القليل عن التحديات التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سيرحب به يوم الاثنين في البيت الأبيض. وتقول الصحيفة إن قراره الأخير هو بمثابة خطوة من الرئيس نفسه ولفتة لنتيناهو. وخلافاً لقراره الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس ونقله السفارة الأمريكية إليها والذي كان وعداً قطعه في انتخابات عام 2016 ومطلباً من الكونغرس الذي أصدر قراراً بهذا الشأن.
ورحب الزعيم الإسرائيلي بالقرار عندما استقبل وزير الخارجية مايك بومبيو الذي قال “لقد صنع الرئيس ترامب التاريخ”. واتصل به لشكره وكتب تغريدة “فعلها مرة أخرى”. وأشار نتنياهو إلى قراري ترامب السابقين وهما نقل السفارة والخروج من الاتفاقية النووية قائلاً “رسالة ترامب للعالم إن أمريكا تقف مع إسرائيل”. واعتبرها “معجزة البوريم” أو عيد المساخر اليهودي الذي سيتم الاحتفال به هذا الأسبوع. وتوقع المسؤولون الفلسطينيون الذين همشوا من القرار الأمريكي بعد نقل السفارة بموجة جديدة من العنف. وتساءل المفاوض الفلسطيني صائب عريقات “ماذا سيجلب لنا غداً؟” “زعزعة للاستقرار وسفك دماء في منطقتنا”.

“قرار استراتيجي”

فاجأت تغريدة الرئيس ترامب بومبيو الذي كان في إسرائيل حيث أخبر الصحافيين أن الموقف الأمريكي لم يتغير من مرتفعات الجولان. وزار مع نتنياهو حائط البراق وهي أول مرة يزور فيها مسؤول امريكي المكان بمعية نتنياهو.

وتعلق الصحيفة بأن الخطوة الأخيرة هي جزء من خطوات أعادت تشكيل الدور الأمريكي في المنطقة ولصالح إسرائيل. وبرر الرئيس قراره بأنه قرار “مهم واستراتيجي لدولة إسرائيل”، فيما يرى مسؤولون في الإدارة ومدافعون عن السياسة بمن فيهم أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ أن القرار مهم خاصة في ضوء وجود حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا. وفاجأت تغريدة الرئيس ترامب بومبيو الذي كان في إسرائيل حيث أخبر الصحافيين أن الموقف الأمريكي لم يتغير من مرتفعات الجولان. وزار مع نتنياهو حائط البراق وهي أول مرة يزور فيها مسؤول امريكي المكان بمعية نتنياهو. وبعد ذلك برر بومبيو قرار الرئيس الأمريكي بأنه نتاج لمخاوف إسرائيلية. وقال إنه درس حرب عام 1968 في أكاديمية ويست بوينت معلقًا أن معركة الدبابات التي فتحت الطريق لسيطرة إسرائيل على المرتفعات هي دليل “على الشجاعة الإسرائيلية المدهشة”.
ومهما يكن فإعلان ترامب مخالف للقانون الدولي ومناقض للسياسة الأمريكية التقليدية. ورفضت الأمم المتحدة الاعتراف بسيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان أو الضفة الغربية التي ترى أنه يجب تقرير مصيرهما عبر المفاوضات. ورد الرئيس رونالد ريغان عام 1981 على ضم الجولان إلى إسرائيل بوقف تعاون استراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وظلت هذه تدير المرتفعات كجزء من أراضيها وزاد عدد السكان الإسرائيليين بتوسع المستوطنات فيها. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011 وتدخل إيران وروسيا لم تواجه إسرائيل ضغوطًا للإنسحاب من المنطقة التي ترى أنها مهمة لأمنها. ويرى الدبلوماسيون السابقون أن قرار ترامب غير ضروري وسيشعل قضية ظلت ساكن. من ناحية أخرى سيشجع القادة الذين سيطروا على مناطق بالقوة لخرق القانون الدولي. وقال مارتن إنديك، المفاوض الأمريكي والسفير السابق في إسرائيل “سيستخدم بوتين هذا كمبرر لضم روسيا شبه جزيرة القرم” و”سيستخدم اليمين الإسرائيلي هذا كمبرر لضم الضفة الغربية وهي خطوة لا مسوغ لها من ترامب”. وقال دينس روس، المفاوض الأمريكي السابق إن قرار ترامب سيجعل من الصعب على قادة الدول العربية دعم الخطة التي يعمل عليها صهر ترامب ومستشاره جارد كوشنر “لو ظهروا بمظهر من يتخلى عن الأراضي العربية فمن الصعب عليهم دعم خطة تتطلب تنازلات أخرى”. وأضاف “لو كنت تريد تقديم خطة لها حظ من النجاح فليس هذا هو المسار الذي تتخذه”. وفي أثناء زيارة نتيناهو إلى واشنطن سيتحدث أمام مؤتمر اللجنة الأمريكية – الإسرائيلية للعلاقات العامة (إيباك) وسيستقبله ترامب في المكتب البيضاوي وعلى عشاء.

هدايا أخرى

قرار ترامب سيرحب به أعداء إسرائيل – إيران وحزب الله وسيرون فيه مبررا لعمليات إرهابية. وسيسمح للأسد بتغيير الموضوع من جرائم الحرب إلى احتلال إسرائيل غير القانوني.

ويقول العارفون بزيارة المسؤول الإسرائيلي أن هناك هدايا أخرى تنتظره من ترامب، منها إمكانية السماح للجاسوس جوناثان بولارد بالسفر إلى إسرائيل. واتهم بولارد بالتجسس لصالح إسرائيل وصدر عفو عنه عام 2015 بتقييد لحركته. ويظل بطلا في إسرائيل ولعب نتنياهو دورا في الإفراج عنه. وتشير الصحيفة أن إشارات عن تغير في الموقف الأمريكي من الجولان ظهر في التقرير الأخير لوزارة الخارجية عن وضع حقوق الإنسان في العالم حيث أشار إلى المنطقة والضفة الغربية وغزة بـ “التي تديرها إسرائيل وليس “التي تحتلها إسرائيل”. وفي العام الماضي صوتت أمريكا ولأول مرة ضد قرار سنوي يشجب استمرار احتلال إسرائيل الجولان. وبعد إعلان نقل السفارة قال المسؤولون الأمريكيون أن الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان هو اعترف بالواقع ويساعد على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال جيسون غرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط “لن تتخلى إسرائيل تحت عن أي ظرف عن الجولان” و “عمل هذا سيعرض وجود إسرائيل للخطر وما فعله الرئيس اليوم هو الاعتراف بهذا”. وانتقدت الجامعة العربية خطوة ترامب واعتبرتها مخالفة للقانون الدولي فيما حذر سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة إسرائيل من استغلال خطوة ترامب وتعزيز وجودها في الجولان. ويرى نقاد النظام السوري لبشار الأسد أنه يتحدث كثيرًا عن تحرير مناطق دونما الحديث عن تحرير الجولان. وحاولت إدارة باراك أوباما عقد محادثات بين سوريا وإسرائيل تنسحب من خلالها الأخيرة من الجولان مقابل توقف دمشق عن دعم حزب الله وحماس. ويرى فريدريك هوف، المسؤول السابق في الخارجية إن قرار ترامب سيرحب به أعداء إسرائيل – إيران وحزب الله وسيرون فيه مبررا لعمليات إرهابية. وسيسمح للأسد بتغيير الموضوع من جرائم الحرب إلى احتلال إسرائيل غير القانوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن الجاحظ:

    كلما إزدادت هدايا الرجل البرتقالى للنتن ياهو كلما إزداد رفض كيانه من أحرار العالم …..و كل هذا فى صالح القضية الفلسطينية على مستوى التعاطف الدولى ….

إشترك في قائمتنا البريدية