لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لمراسلها روجر كوهين من مدينة وهران في الجزائر التي قال إنها بلد يحاول منع التأثيرات الخارجية والتغيير الممكن ومحو بعض من تاريخها. واستعاد في بداية مقاله ما كتبه الروائي المعروف ألبير كامو في رواية “الوباء” عن وهران، هذا الميناء الجميل ولكنه المهمل “يدير ظهره للشاطئ”.
ووجد كامو الذي عاش في وهران أنه “من المستحيل رؤية البحر بل ويجب عليك البحث عنه دائما”. وهذا مجاز ليس سيئا عن الجزائر نفسها، البلد الذي أدار ظهره للعالم وغلف نفسه بعباءة غامضة لدرجة الخدر، وطالما حصنت حدودها مع المغرب ومن فترة قريبة فتحت معبرا مع تونس بعد أكثر من عامين، ولا تتاجر مع الدول الجارة إلا بالحد الأدنى، وقوتها السياسية مخفية. وأضاف أن المكان الواضح من البحر المتوسط هو قلعة سانتا كروز، الواقع على تلة من التلال التي تحيط بوهران.
وترسو السفن التجارية على الشاطئ مديرة رأسها نحو البحر المفتوح، الذي يغاير ماؤه اللازوردي الأراضي القاحلة. وهناك علامة محفورة بالفرنسية على حجر القلعة وتقول: “بناها في القرن السادس عشر الجيش الإسباني وعمرها المهندسون العسكريون الفرنسيون ما بين 1851 و1860”. وانتهى الحكم الفرنسي لأكثر من 60 عاما، بعد حرب وحشية تركت نصف مليون قتيل حسب الإحصائيات الفرنسية. ويقدر الجزائريون عدد الضحايا بمليون شخص. وهو تباين كبير، ولا يتفق البلدان المجروحان وبعلاقة متشابكة على الكثير.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجزائر في محاولة منه لوضع حد للتاريخ الماضي وكدمات الاستعمار والانفصال.
و”بقيت في وهران لعدة أيام، وهو كل ما سمحت به التأشيرة ووجدت نفسي معزولا كأجنبي في وهران، المدينة التي يعيش فيها 1.5 مليون نسمة”. و”بالنسبة للمؤسسة العسكرية المتحجرة التي تدير الجزائر، فالسياحة والاستثمار الأجنبي هما بمثابة شبهة، كما هي المسارح ودور السينما والمكتبات. وهذه هي بلد الغياب الذي يرفض الإمكانيات، وهو بلد يقوم على الشك بالأجانب كما أنه لا يزال في حالة حرب” وقال كامل داوود الكاتب “يريد الشباب أن يخرجوا بسبب هذا البلد الكئيب” و”هو بلد ممل، لا حرية ولا ترفيه”.
فالمال الضخم من احتياطات الغاز الطبيعي وتدفق النفط يذهب لطبقة أصحاب المصالح أو الأوليغارش والذين يحولون المال عادة لشراء العقارات في فرنسا. لقد تعلم الشعب الجزائري المتعب أن يتجاهل فلو سألت أي شخص عن السياسة فالجواب العادي هو: نحن صغار لا نعرف.
وتعتبر “السلطة” كما تعرف بلا وجه لدرجة أن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي عانى من سلسلة من الجلطات الدماغية لم يظهر أمام الرأي العام لعدة سنوات. وقال سائق السيارة مينر الريمشي “تحكمنا صورة”.
وفي عام 2019، ظهرت حركة احتجاج عرفت بالحراك التي أدت للإطاحة بالرئيس بوتفليقة إلا أن آمال التغيير خفتت بشكل سريع. وقام النظام الخائف بسحق الانتفاضة. وتم انتخاب عبد المجيد تبون، العضو البارز في المؤسسة الحاكمة، رئيسا، مع أن الإجماع أن القوة الحقيقية في مكان آخر. وعادت الجزائر إلى جمودها المعتاد.
و”تمشيت على البحر ووجدت مطعم سمك. وهران حيث يمتزج التاريخ العربي والعثماني والإسباني والفرنسي لا تزال تتمتع بنوع من الأجواء التي كانت معروفة بها، الإيقاعات وقرع طبول الحرب وأغاني الراي، موسيقى الاحتجاج التي تطورت في وهران العشرينات التي كانت تعرف بـ “باريس الصغيرة”، وتندلع من مكبرات الصوت. وكان طعم الحبار المقلي لذيذا جدا. وبدأت بالحديث مع جزائريين في المطعم واكتشفت لاحقا أن سائق التاكسي تعرض لاستفسارات من الشرطة السرية”.
وقال محمد رؤوف الخليفي، 37 عاما، المتزوج وله طفلان “هنا لا شيء” و”كل شيء لهم” و”لا أستطيع حتى شراء دراجة” و”كل ما أريده هو الخروج ولكن لا توجد فرصة” كما تقول جيهان، 22 عاما وتعمل على الكاشير ورفضت الكشف عن اسمها الكامل. وأضافت “لو استطعت إخراجنا من هنا لسارعنا بالحضور، ولن نذهب إلى البيت لجمع أمتعتنا”. ويحصلون على 400 دولار في الشهر ويعملون ستة أيام في الأسبوع و12 ساعة في اليوم. لكن الحصول على تأشيرة إلى فرنسا مستحيل، في ظل غياب المؤهلات للوظيفة، مما يترك الباب مفتوحا للرحلات عبر الطرق غير الشرعية الخطيرة التي تسببت منذ عام 2014 بمقتل 17.000 شخص حاولوا عبور المتوسط من شمال أفريقيا حسب أرقام منظمة الهجرة العالمية.
وينظر لكل “الأقدام السود” في الجزائر، وهم أحفاد المستوطنين البيض الذين هاجروا قبل أجيال كبقايا غير مرحب بها من العهد الاستعماري القاسي. ويعتبر كامو أهم ساكن لوهران، الحائز على جائزة نوبل وقد انتقل منها قبل سنوات من وفاته في عام 1960 ولكن وهران ظلت تلاحقه. ولاحظ كامو “كانت هناك عدة أوبئة مثل الحروب في التاريخ، ومع ذلك فالأوبئة والحروب تأخذ الناس على حين غرة”. وأثبتت الأحداث صدق كلامه. ويرى الكاتب أن رحلته للجزائر في جزء منها هي رحلة حج لمدينة كامو “الحلزون الحدباء الحكيمة على هضبة” ولكن وهران اليوم تنتشر فيها الشوارع المشجرة بالنخيل والأزقة المليئة بالقمامة ولا أثر له فيها.
و”لو كنت عاشقا لكامو، فوهران مثل القدس مدينة مقدسة” كما قال داوود، مضيفا أن “كامو لم يعد موجودا في الذاكرة الجزائرية فقد تم محوه. فنحن دولة ثنائية، إما أنك مع الثورة، حرب الاستقلال أو ضدها وأي شخص في الوسط يتم محوه”. وكتب داوود رواية “تحقيق ميرسو” التي تأخذ رواية “الغريب” لكامو، وتحديدا القتل “غير المهيب” لعربي في قلب وهران وحوله إلى إنسان بدلا من كونه شخصا بدون صوت أو اسم لـ “جريمة فلسفية” على يد فرنسي اسمه ميرسو. ومن خلال عكس المنظور يقلب داوود الغرابة في فعل ميرسو ويكشف من خلاله عن العقلية الاستعمارية. وفي مقالة بعنوان “الجزائر عام 1958” شجب كامو “الاستعمار وجرائمه” وانتقد “الكذبة المتكررة” حول وعد دمج العرب و”احتقار” الشعب الفرنسي للعرب والظلم الصارخ الذي مورس عليهم. وقال “يجب تقديم تعويض كبير للشعب الجزائري يعيد لهم الكرامة والعدل”.
وفي نفس الوقت وبظل مئات السنوات من الحكم العثماني والإسباني والفرنسي فقد اقترح أن “على الشخص الاعتراف أنه بالنسبة للجزائر فالاستقلال ليس إلا صيغة عاطفية. ولم يكن هناك أبدا أمة جزائرية. فاليهود والأتراك والإيطاليون والبربر سيكون لهم الحق باتجاه وطنهم الافتراضي”.
ولقد كان اعتناق ماكرون، لفكرة كامو عندما سئل العام الماضي “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الجزائري” سببا في تدهور العلاقات بين البلدين للحضيض. وحاول التغلب عليها أثناء الزيارة. وكانت حرب الاستقلال هي عن القومية والحرية، ولكن الحرية حرم منها الجزائريون، وقبل 30 عاما، ألغى الحاكم العسكري أول انتخابات برلمانية بدلا من منع الإسلاميين احتكار السلطة ثم سجن القادة والناشطين، مما أدى إلى حرب أهلية بين الجيش والجهاديين أدت لمقتل حوالي 100.000 شخص. ولدى الشباب الجزائري الذي يشكل الكم الأكبر من الباحثين عن فرصة للهجرة إلى أوروبا خيار مؤلم، كما يقترح داوود: إما القبول بشهداء الاستقلال أو نعيم جنة الإسلاميين. و”تريد العيش والتقبيل وشرب البيرة لا أن تكون محاربا يكره فرنسا أو المتشددين الدينيين الذين يكرهون العالم”.
وفي طريق العودة من وهران إلى الجزائر التي امتدت على 260 ميلا قابل ست نقاط تفتيش للشرطة والجيش. وأوقفت سيارته ذات النوافذ المموهة، وهو أمر غير قانوني، ولم يتم السماح له بالمضي قدما إلا بعد مفاوضات طويلة. وتريد السلطات الجزائرية أن تنظر للداخل ولا تريد أن ينظر إليها أو النظر للخارج.
الحمد لله الجزائر القارة بخير و هي في وضع يحسد عليه من طرف كثير من الدول وها هي تنطلق من جديد نحو التقدم و الرقي رغم الصعوبات التي نراها في كل دول العالم اما عن موضوع الانفتاح فالجزائر لن تفتح ابوابها لكل من هب و دب لهدا السبب اراد مراسل نيويورك تايمز رسم صورة سوداوية
و الله كلما زاد ت الآراء السلبية عن بلدي كلما طرت فرحا كجزائرية تعرف جيدا انه لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم.
الى الامام بلدي الحبيب
بلد المليون شهيد الجزائر. بلد عبد القادر الجزائري وكل الفدائيين والفدائيات الذين ضحوا بأنفسهم من اجل وطنهم.والاستقلال عن مستعمر مقيت أعلن إن الجزائر قطعة منه. نعم هناك امة جزائرية كما ان هناك امم عربية اخرى من العراق الى موريتانيًا.
لا نريد سياح غريبين و لا نريد تلوثهم لأعرافنا و عاداتنا و بيئتنا.
السياحة عنوان للتلوث البيئي و الإجتماعي
وهران مدينة القن مدينة الجمال مدينة المرح… أنا لست من وهران لكن الراحة التي أشعر بها عند زيارتها لاتوصف طيبة أهلها مع حس الفكاهة لديهم لم أجدها في مكا آخر في العالم…
هذه وهران التي اعرفها ولايهمني رأي هذا الكاتب التي لم تسمح له الفيزا باكتشافها.. بل ليته لم يحصل على الفيزا اطلاقا
لا استغرب من المقال بما ان كاتبه روجر كوهين. الكاتب عمد على رسم صورة سوداء عن البلاد. هناك العديد من الأجانب يقصدون الجزائر للعمل و احيانا للسياحة لم اسمع منهم إلا الثناء. لكل بلد محاسن و مساوئ.
صحيح و الحق يقال ان الجزائر بلد ثري غني ماشاء الله لكن المشكلة تكمن في السراقين و الانتهازيين الذيت اتعبوا المواطن على مدى عقود .
و على الرغم من ذلك فإن المقال لا يخلو من الحقيقة
الصحافي الصهيوني يقر أن مدينة وهران يعيش فيها 1،5مليون نسمة ،، ولكنه تناسى أنى لمثل هكذا مدينة بهذا الحجم والنماء والتطور
ألبير كامو لم يكن أبدا جزائريا و لا وطنيا و الدليل: هو أديب فرنسي كبير و ليس جزائري الجغرافيا والتاريخ والإبداع، بل إعلانه صراحة معاداته للجزائر المسلمة هو الفيصل فيما نقول ..و لا يمكن بأي حال من الأحوال منحه المواطنة الجزائرية التي لم يؤمن بها خارج إطار “الجزائر فرنسية”.. هذا ماكان و طز..طز في لقطاء خرنسا !
لعله من المفيد أن نستانس بموقف المثقفين الجزائريين الكبار إزاء ألبير كامي، لعدم إدانته للاستعمار الفرنسي، ولعدم دعمه للقضية الجزائرية العادلة، علما أنه كان قد أدان الاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وآمن بشرعية عنف المقاومة الفرنسية ضد النازية، التي شارك فيها.
أولا الجزائر ليست جمهورية من جمهوريات الموز
بلد ضارب في أعماق التاريخ منذ آلاف السنين، و لا
نحتاج أحدا ليعرفنا ببلدنا و اذا كان ماكرون لا يقرأ
التاريخ فهذا ليس ذنبنا، و نذكره من الذي اعترف باستقلال الآخر الجزائر أولا ام أمريكا ، أما عن القلعة
التي يسرد لنا من بناها و من حددها فهم لم يبنوا لنا
جامعة أو منارة علمية، أما عن كامو فهذا سليل
عائلة مشردة جاء بها المستعمر و اغدق عليها من
خيرات البلد الذي نهبوه و شردوا اهله أما الاقدام
السوداء فاسمهم يكفي و يدل عن صفاتهم،