وجه رئيس المعسكر الرسمي غانتس، إنذاراً لرئيس الوزراء نتنياهو يتضمن ستة شروط، وإذا لم تستوف سينسحب غانتس وحزبه من الحكومة في 8 حزيران. بعد بضع دقائق من مؤتمر غانتس الصحافي، أطلق نتنياهو رده: “لا”؛ أو، بلغته التحريضية والشعبوية، وصف مطالب غانتس بأنها “كلمات مغسولة معناها هزيمة لإسرائيل”.
الجواب واضح وحاد ومهين. ويرى نتنياهو ومؤيدوه أن غانتس بأقواله وبتهديداته أفكاره، يقود إلى هزيمة إسرائيل في الحرب مع حماس. غانتس، وليس رئيس الوزراء الفاشل، هو المسؤول عن الكارثة الأكبر في تاريخ إسرائيل، الذي يرى في الحرب وسيلته لاستمرار سيطرته السياسية.
إن انعدام الخجل لدى نتنياهو وآلة السم خاصته ليسا مفاجئين؛ فالجمهور بات يعرف السم الذي يبث في كل مرة يتجرأ فيها أحد ما على انتقاد الحاكم الأعلى. وها هو غانتس يوفر الفرص والإمكانيات وسلالم الإنقاذ لنتنياهو ويفاجأ المرة تلو الأخرى، بدلاً من القطع مع هذه الحكومة السامة الهدامة.
يعتقد غانتس بأن الخطة التي عرضها ستتيح له خروجاً من الحكومة بشكل لا يمس به انتخابياً، كونه أعطى نتنياهو الفرصة لتغيير طريقه. لكن الواقع أكثر بساطة: لن يغير نتنياهو طريقه، والجمهور يعرف هذا. كل الألاعيب التكتيكية هذه، الذكية سياسياً ظاهراً، زائدة وملائمة أكثر للتكتيكي البائس نتنياهو، الذي كل جوهره استعراضات عابثة هدفها اتخاذ صورة إيجابية في الرأي العام، كل هذا بدلاً من العمل من أجل الدولة حتى وإن كان الأمر ينطوي على دفع ثمن سياسي. بعض أسباب الوضع الرهيب الذي علقت فيه إسرائيل مرتبط بهذه الظاهرة.
لا ينبغي التقليل من الخطر الكامن في أن قوة أحزاب اليمين المتطرف ستزداد عقب انسحاب غانتس. أمس، قال سموتريتش إنه “إذا لم يستجب حزب الله للإنذار الذي نوجهه له، فعلى الجيش أن يسيطر على جنوب لبنان. أما عن بن غفير فلا معنى للتوسع في يراع الجمهور. ومع ذلك، فإن غانتس وآيزنكوت وأعضاء المعسكر الرسمي أصبحوا رغم أنوفهم السترة الواقية لنتنياهو، التي تفصل بينهم وبين متطرفي اليمين للحفاظ على حكمه الهدام الذي يقود إسرائيل إلى حافة الهاوية.
وعليه، فبدلاً من الانتظار حتى 8 حزيران، وفي ضوء جواب نتنياهو السلبي، على غانتس أن يعلن انسحابه الآن. حان الوقت ليواجه نتنياهو وعصبته متزمتي اليمين. وبذلك، سينضم غانتس وباقي أعضاء المعارضة إلى الاحتجاج الشعبي الضروري لإسقاط الحكومة والتوجه إلى الانتخابات.
أسرة التحرير
هآرتس 20/5/2024