القدس: قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن تصاعد التوتر الأمني على الحدود مع لبنان “قد يؤجل مخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت“.
وكان من المتوقع أن يعلن نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، عن إقالة غالانت واستبداله بزعيم حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر وفق إعلام إسرائيلي.
وقالت الصحيفة في نسختها الإلكترونية: “يقدر مسؤولون كبار مشاركون في المفاوضات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والنائب المعارض جدعون ساعر أن خطة إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت واستبداله بساعر قد يتم تأجيلها ربما حتى بعد عودة نتنياهو من الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل”.
وأضافت: “يأتي التأخير وسط تصاعد التوترات على الجبهة الشمالية لإسرائيل، مما يثير المخاوف بشأن صراع عسكري محتمل مع حزب الله اللبناني”.
وتابعت: “تشير المصادر إلى أن نتنياهو متردد في المضي قدما في التحرك السياسي حتى يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستقوم بحملة عسكرية واسعة النطاق وشيكة”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي، لم تسمه: “نحن في خضم وضع أمني معقد، ومن غير المؤكد ما إذا كان من الممكن استبدال وزير الدفاع الآن. قد يصبح ذلك ضروريًا، لكن رئيس الوزراء يفهم أنه يعاني من مشكلة خطيرة”.
وأضاف المصدر: “حتى يتم حل مسألة الصراع الشمالي المحتمل فإن قضية إقالة غالانت قد تراجعت”.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه “من المتوقع أن يغادر نتنياهو إلى نيويورك مساء الاثنين، في زيارة دبلوماسية للأمم المتحدة، ويعود يوم الأحد التالي”.
وقالت: “مع هذا الجدول الزمني الضيق، يظل من غير المؤكد ما إذا كان الائتلاف (الحكومة) قادرًا على الانتهاء من إقالة غالانت قبل عودة نتنياهو”.
واستدركت: “بينما يصر مساعدو نتنياهو على أن التأخير لا يشير إلى تحول في رغبة رئيس الوزراء في اتمام الصفقة مع ساعر واستبدال غالانت، فإنهم يعترفون بأنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن نتنياهو “لم يصل أبدًا إلى استنتاج حاسم بشأن هذه القضية”.
وقالت: “بالإضافة إلى ذلك ورد أن سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء، لا تزال غير حاسمة بشأن تعيين ساعر وزيراً للدفاع”.
وفي الأسبوع الماضي، سحبت سارة نتنياهو، وفق الصحيفة، “معارضتها لانضمام ساعر إلى الحكومة، لكن حقيبته الدفاعية لا تزال موضع تساؤل”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت أمس وصباح اليوم، عن تقدم في المفاوضات بين نتنياهو وساعر لضمه إلى الحكومة وتولي حقيبة الدفاع مكان الوزير الحالي يوآف غالانت.
وازدادت في الأيام الأخيرة خلافات بين نتنياهو وغالانت، على خلفية رغبة الأول في شن عملية عسكرية واسعة ضد “حزب الله” في لبنان.
والاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “غالانت يؤيد استنفاد المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة مع حزب الله، بينما يرغب نتنياهو في شن حملة عسكرية واسعة النطاق”.
كما يرى غالانت أن “أي عملية عسكرية في لبنان ستمس باحتمال إعادة المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة)؛ لأن الجيش سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية (لبنان)”، وفق الهيئة.
وفي مارس/ آذار 2023 قرر نتنياهو إقالة غالانت بسبب رفضه لتعديلات قضائية دفعت بها الحكومة وتقول المعارضة إنها تمثل انقلابا وتتيح للسلطة التنفيذية السيطرة على القضاء، لكن في الشهر التالي تراجع نتنياهو عن قرار الإقالة.
(الأناضول)