أجد صعوبة في التصديق بأن ثمة تهديداً على حياة بني غانتس. فهو حصل على عدم ثقتي بنزاهة. شخص تصرف بعدم نزاهة، قاد معسكراً بأكمله إلى حملة انتخابات مصيرية تحت راية واحدة ووحيدة، وهي استبدال نتنياهو. وقد حصل من الجمهور على 33 مقعداً عندما وعد بأن لا يجلس مع نتنياهو. وبعد ذلك جلس. وإذا كان يدعي الآن بأن هناك تهديداً على حياته في أعقاب هذا الخداع، فإني أطالبه بالكشف عن هذا التهديد. وحتى ذلك الحين، هو يسيء إلى سمعة معسكر بأكمله باتهام خطير جداً.
“هذا التهديد الذي تلقيته عندما تم طرح فكرة أن يتم دعمي من قبل القائمة المشتركة قبل سنتين، تلقيته أيضاً بعد تشكيل الحكومة السابقة”، قال غانتس في هذا الأسبوع في “لجنة إسرائيل للديمقراطية”. “تم اعتباري شخصية مهددة جداً من قبل الأجهزة الأمنية. اضطررت إلى تغيير هاتفي كل شهرين، وهذا بسبب أشخاص من اليسار، لا من اليمين. أقول ذلك بألم”.
في هذه الحالة، هو لم يتلق فقط تهديدات على حياته من اليسار بعد أن باع لنتنياهو مليون صوت، بل هي ظاهرة استمرت أيضاً بعد تشكيل حكومة التغيير. يجب عليه تغيير هاتفه كل شهرين، ليس بسبب الإيرانيين، بل بسبب اليساريين. هذا فظيع ويحتاج إلى فحص شخصي في اليسار. على غانتس كشف التهديدات، ربما تكون موثقة ونُقلت إلى الشاباك والشرطة وجهاز إنفاذ القانون. تهديد رئيس حكومة بديل ووزير دفاع، هذا أمر خطير جداً. يجب الوصول إلى هؤلاء الأشخاص واعتقالهم وإدانتهم قبل تأخر الوقت.
ربما يكون غانتس مشوشاً، فمعروف عنه التشويش. كانت فترة صاخبة، هزة سياسية كبيرة هو نجمها. بجهود كبيرة نجح المعسكر برئاسته في الوصول إلى إمكانية تشكيل حكومة بدعم القائمة المشتركة، أو على الأقل استبدال رئيس الكنيست والبدء في سن قانون لحماية الديمقراطية. بعد ذلك، رفض يولي أدلشتاين عقد جلسة للكنيست المنتخبة. كانت هناك فوضى. متظاهرون حملوا الأعلام السوداء أحاطوا بمبنى الكنيست. فجأة بدأت تتسرب شائعات مختلفة من الداخل. علامات استخذاء وعدم شجاعة. توجه غانتس لأعضاء الكنيست في حزبه، الذين رفضوا إخلاء القاعة، وطلب منهم الخروج، “احتراماً لرجال النظام في الكنيست”. شيء غريب كان يحلق في الهواء. عدنا إلى البيت مع شعور غير جيد. أثناء الليل، لم أتمكن من النوم. شعر جسمي قبل عقلي بأن هناك شيئاً غير سليم. تبين في اليوم التالي، أنه قرر “مشاركة نتنياهو”. قررنا إنقاذ الدولة، قال، وعلينا منع إجراء انتخابات أخرى.
انتقلت المظاهرات إلى رأس العين… حي الفيلات الذي يعيش فيه. ذهبت إلى هناك مرات كثيرة. ثمة لافتات على الشارع بمدخل المدينة، لافتات عرضت غانتس مع عودة والطيبي، وكان فيها عناوين باللون الأحمر وبقع دماء وكل التحريض المعتاد ضد حكومة مع العرب. كان هذا سريالياً، لأن غانتس في حينه كان قد استسلم للتحريض. كان الغضب في المظاهرات كبيراً. كانت هناك أجواء صدمة وخيبة أمل. لم يكن هناك أي تهديد. الشرطة كالعادة تعاملت مع المتظاهرين بشكل عنيف. في صالح غانتس، يجب القول بأنه اعترف في حينه بحق التظاهر ضده.
ولكن عندما يقول بأن اليساريين يهددون حياته منذ ذلك الحين، فهو بذلك ينضم إلى البيبيين مرة أخرى. ففي نهاية المطاف، هذا ادعاؤهم الأبدي، من غاليت ديستل–اتبريان وحتى جدعون ليفي، بأن لا فرق، وأن هناك تحريضاً فظيعاً ضد نتنياهو وعائلته، وأن المتظاهرين في بلفور أرادوا أن يصنعوا كابيتول. هذا كذب وهراء، نعم هناك عنف لفظي وتطاول أيضاً من اليسار. بالمناسبة، على الأغلب هذا العنف يوجه بشكل عام إلى داخل المعسكر. هذا عهد مسمم. “نعيش في دولة معطوبة، محطمة وعديمة الثقافة”. العنف الجسدي، والقنابل والمسدسات لم يستخدمها سوى اليمين. إذا كان مهدداً بالقتل من قبل اليسار، فيعتبر هذا تغييراً دراماتيكياً، وعليه إثباته.
بقلم: اوري مسغاف
هآرتس 11/11/2021
دموع التماسيح لأشباه التماسيح