الأزمة التي تغرق فيها إسرائيل تزداد تعقيداً. يظهر بين الضباب الخيار الرئاسي بين حين وآخر. تلخيصه: نتنياهو يجر الدولة إلى انتخابات للتخلص من محاكمته، بينما أغلبية الناخبين تريد إنهاء حكمه. لذلك، يحتمل أن سيخلي نتنياهو مكانه لصالح رئيس حكومة آخر من الليكود، الذي سيشكل حكومة مع نفتالي بينيت وجدعون ساعر وشركائه المعتادين.
في موازاة ذلك، سيتم انتخاب نتنياهو كرئيس. هكذا فإن كل من أزاحوا نتنياهو من بلفور لن يُتهموا بـ “قتل أب” سياسي. طرح هذا السيناريو كما يبدو أيضاً في محادثات لتشكيل “حكومة التغيير”. وحسب معرفتنا، لم يرفض كلياً.
إن فكرة مقر الرئيس كـ “مدينة لجوء” يجب على حكومة محتملة أن ترفضها كلياً. وصمة أخلاقية ستلتصق بنا جميعاً إزاء عالم مندهش إذا تم انتخاب متهم بتلقي الرشوة والخداع وخرق الأمانة، وأصبح رمزاً لدولة إسرائيل والمواطن رقم واحد فيها في السنوات السبع القادمة. سيلحق بنا العار عندما ستبين للجميع بأن الاختيار هو نتيجة “ابتزاز بالتهديد” استخدمه المتهم على جهاز القضاء والكنيست.
اقتبس قرار حكم للمحكمة العليا في موقع منزل الرئيس: “الرئيس رمز للدولة وقيمها الأخلاقية والديمقراطية… ويمثل بمكانته الدولة والخطوط الموحدة التي تربط بين أقسامها المختلفة… ويمكن أن يشكل نموذجاً وقدوة في طريقة أدائه لمنصبه وفي طريقة إدارة نمط حياته الشخصية في الوقت نفسه”. هل يمكن لأحد أن ينظر بشكل مباشر ويقول أمراً واحداً من هذه الأمور بشكل مباشر عن نتنياهو؟ بني بيغن، دان مريدور، أو تسيبي لفني – نعم. ونتنياهو؟ شخصيته تصرخ بعكس ذلك كلياً.
خطاب نتنياهو في هذا الأسبوع كان سيحرمه من انتخابه كرئيس في أي دولة سليمة. جلسة الاستماع التي أجريت له كانت “مباراة مباعة”؟ ومحاكمته “تمثيلية”؟ المحققون والمدعون العامون والقضاة، جميعهم ثاروا عليه لتصفيته؟ أقوال التحريض هذه، التي يمكن أن تؤدي إلى تعريض الحياة للخطر من قبل أشخاص متسرعين في غضبهم، هي استمرار لجهوده كي يمسك الدولة من عنقها ويجبرها على إنقاذه من رعب المحاكمة. هذا هو أساس الموضوع، ليس أكثر ولا أقل.
النقاش حول عدم أهليته كان يجب أن يؤدي إلى عزله من منصبه، خصوصاً عندما يقوم منذ أكثر من سنة بخرق تعهده للمحكمة العليا بالتوقيع على اتفاق تضارب المصالح. لم يتم حسم هذا النقاش بسبب استخذاء المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، وضعف المحكمة العليا وضعف الرئيس، حيث في الخلفية استقواء لعدد من قنوات وسائل الإعلام. في المكان الذي تتم فيه حماية المدعين العامين طوال الأسبوع مدة 24 ساعة، مثلما في الجريمة المنظمة، فإن الشهود الرئيسيين يكونون مهددين، وجهات مجهولة “تجمع المعلومات” عن القضاة، وثمة تخوف أن يكون إرضاء نتنياهو خضوعاً “لابتزاز تحت التهديد”. وأي وصف آخر هو إبعاد المعنى الحقيقي عن كل ما يحدث.
هناك أيضاً مشكلة عملية؛ ففي موقع بيت الرئيس اقتباس لهرتسل من كتاب “أرض قديمة – جديدة”: “ستكون مهمة الرئيس رمزية في أساسها. وسيقف فوق الخلافات السياسية”. هذه أيضاً هي روح قانون الأساس. ولكن من الذي سيمنع نتنياهو كرئيس من مواصلة الوقوف فعلياً على رأس الحزب الأكبر في الكنيست، وأن يقوم بالمناورات من مقر الرئيس مع الحكومة والمعارضة، حسب الموضوع. من سيمنعه من البدء بتحركات في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي، حيث تكون مدعومة من قبل القائمة الأكبر في الكنيست؟
بدون التطرق إلى أن عملية اختياره كرئيس “ستثبت، حسب رأيه، أن جميع الملفات تمت حياكتها، وأنه لم يكن هناك أي شيء، باستثناء مؤامرة سياسية من أجل إسقاطه”. باختصار، من يعتقد أن نتنياهو سيكون “رئيساً هادئاً” مثل فراين كتسير، فهو يعيش في فقاعة خطيرة. بين انتخابات خامسة وضرر لا يمكن إصلاحه، وظيفياً وأخلاقياً، والمتعلق بانتخاب نتنياهو كرئيس، للأسف، سنفضل الانتخابات.
بقلم: إيهود باراك
هآرتس 8/4/2021