الهجوم الإيراني على إسرائيل غير مسبوق؛ فهذه المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة على أراضيها، بمئات المُسيرات والصواريخ الجوالة والصواريخ الباليستية. أعلنت إيران بأن الهجوم رد على اغتيال سبعة من رجال الحرس الثوري في دمشق بمن فيهم قائد “فيلق القدس” رضا زاهدي (حسن مهدواي)، وأنه “يمكن اعتبار الموضوع مغلقاً”.
لإسرائيل أسباب لاعتبار الموضوع مغلقاً من ناحيتها أيضاً، حالياً على الأقل. إذ إن الهجوم الإيراني صد، والضرر الذي لحق بإسرائيل طفيف. هذه المرة، بخلاف إخفاق 7 أكتوبر، كانت إسرائيل وجيشها جاهزين. ولا تقل أهمية عن ذلك “اللعبة الجماعية” – دفاع إسرائيلي الناجح الذي هو ثمرة تعاون وتنسيق مع حلفائها القدماء والجدد كالولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الأردن، والسعودية أيضاً.
العناصر المتطرفة في الحكومة، وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، يطالبون بأن تهاجم إسرائيل وحدها رداً على الهجوم الإيراني. ليس في ذلك مفاجأة، فهذه عناصر تسارع للحرب وتسعى لتوريط إسرائيل، دون أن تفهم معنى الأمر. فمهاجمة إيران دون دعم حلفاء إسرائيل، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، سيكون سائباً وعديم المسؤولية. قد تدهور إسرائيل المنطقة بل والعالم إلى حرب شاملة. هذا هو السبب الذي يجعل الرئيس الأمريكي يمارس ضغوطاً شديدة على نتنياهو للامتناع عن المهاجمة.
وزير الدفاع يوآف غالانت قال عقب الهجوم الإيراني: “العالم رأى أيضاً ما هي قوة التحالف وكيف وقفت إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى لتصد هذا الهجوم بشكل لا مثيل له”.
السؤال هو: هل رأى زملاؤه في الحكومة ما هي قوة التحالف وهل يفهم أعضاؤها ورئيسها بأن على إسرائيل أن تعمل فقط وحصرياً بالتنسيق معه، لأنها الضمانة الوحيدة لأمنها وللدعم الدولي؟
بعد أشهر تنكر فيها العالم لإسرائيل بسبب استمرار الحرب في قطاع غزة، بضحاياها الكثيرين والوضع الإنساني الصعب، تحظى إسرائيل مرة أخرى بدعم دولي جارف بسبب الهجوم الإيراني. إسرائيل ملزمة باستخدام هذا الدعم للهدف الأهم: إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب في غزة. عليها أن تستمع للرئيس بايدن الذين دعمه مرة أخرى حرجاً في إنقاذ إسرائيل والاستماع أيضاً إلى دول السلام العربية التي وقفت إلى جانب إسرائيل، وعلى رأسها الأردن. مع حلفائنا ننتصر. ويجب أن يقال للمتطرفين وقارعي طبول الحرب الإقليمية: “Don’t“.
أسرة التحرير
هآرتس 15/4/2024