‘هآرتس’ نقلا عن مصادر أمنية بتل أبيب: انتخاب روحاني سيؤجل الضربة العسكرية للعام القادم ونتنياهو يخشى من إبقاء إسرائيل وحيدة في الساحة
18 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: تناول محلل الشؤون العسكرية في صحيفة ‘هآرتس’ العبرية، عاموس هارئيل، أمس الثلاثاء، تناول تداعيات انتخاب المرشح المعتدل نسبيًا، د. حسن روحاني، رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونقل عن مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إن فوز روحاني في الانتخابات من شأنه أن يعيق توجيه الضربة الإسرائيلية للمنشات النووية الإيرانية والتي كانت مخططة أنْ تخرج إلى حيز التنفيذ خلال العام الجاري، مُرجحًا أنه سيتم تأجيلها إلى العام القادم 2014. ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أنه منذ زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى الدولة العبرية، في آذار (مارس) من العام الجاري، قامت تل أبيب بتخفيف وتيرة وشدة تهديداتها بشأن ضرب المشروع النووي الإيراني، مشددًا على أن هذا التخفيف هو نتيجة تفاهم تم بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقضي بالانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإيرانية، بافتراض أنها ستفرز مرشحًا محافظًا، ولكن بعد مفاجأة فوز روحاني يبدو أنه سيستغرق للغرب بضعة أشهر أخرى لاستيعاب ماهية التغيير الذي حصل وحتى ذلك الحين سيكون من الصعب على الدولة العبرية تجنيد تفهم أو دعم دولي لضربة عسكرية منفردة ضد إيران، ما يفوت سنة 2013، أيضا، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يستعجل مثل هذه الضربة، وعلى الرغم من التلميحات والإشارات التي يُصدرها بين الحين والآخر العديد من المقربين من نتنياهو، والذين يُشددون على أن العام الجاري، عام 2013، سيكون عام الحسم، كما قال المحلل الإسرائيلي. وقال المحلل أيضًا أن الرئيس الأمريكي وبعد ضغوطات من إسرائيل ومن دول حليفة أخرى، اضطر إلى تغيير سياسته تجاه إيران من الاستيعاب إلى منع إيران النووية، ولكن جاهزيته لمنح هذه التصريحات شكلاً عمليًا مشكوك فيها جدًا، ذلك أن الرئيس أوباما، بحسب المصادر الإسرائيلية، يقوم بتخفيف التدخل الأمريكي العسكري في منطقة الشرق الأوسط، ولا يعمل بالمرة على زيادة التدخل، وأضاف هارئيل قائلاً إن أكبر مثال على هذا هو رد الفعل الأمريكي على ما يُطلق عليه الربيع العربي، كما أن قراره بالسماح بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة جاء بعد ضغوطات جمة، واتخذه على الرغم من معارضته لتسليح المعارضة، ناهيك عن أن القرار جاء متأخرًا جدًا، على حد تعبير المحلل. ولفت أيضًا إلى أنه على الرغم من أن أوباما قام بفرض عقوبات شديدة على إيران، وأضعف اقتصادها، الأمر الذي ساهم في فوز روحاني، إلا أنه ليس متحمسا بالمرة للقيام بعملية عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، إن كانت أمريكية أو إسرائيلية، وأكد المحلل على أن واشنطن ستمنح الرئيس مهلة جديدة، ولفت إلى أن المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الإيراني الجديد الاثنين، لاقى آذانا صاغية في الغرب، ذلك أن رسالته، كما تم فهمها في الغرب: يوجد مكان للمفاوضات، ولم تستبعد المصادر في أنه إذا أبدى الرئيس الجديد سياسة أخف وطأة من سابقه، محمود أحمدي نجاد، فلا بد للغرب أنْ يرفع عددًا من العقوبات لإنعاش الاقتصاد الإيراني، وساق المحلل قائلاً إن الشكوك الإسرائيلية حول اعتدال الرئيس الإيراني الجديد وأيضًا خشيتها من تساهل الغرب مفهومة، ذلك أن نتنياهو يخشى خشية عميقة بأنْ تبقى الدولة العبرية وحدها في ميدان النزاع مع إيران، وفي نفس الوقت يتم التوصل لاتفاق غربي إيراني حول النووي الإيراني لا يكون كافيًا بالنسبة لإسرائيل، على حد قوله. وانتقد المحلل تصرفات نتنياهو بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات وتساءل لماذا لم يقُم رئيس الوزراء الإسرائيلي قبيل افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية بتهنئة الفائز والإعلان عن أن النتائج تفتح الفرصة للتوصل لاتفاق مع طهران حول برنامجها النووي بطرق دبلوماسية وسياسية، وأضاف أن الإعلام الرسمي الإسرائيلي أبرز بشكل كبير تصريح روحاني القديم بأن إسرائيل هي الشيطان الأكبر، مشددًا على أن حكام تل أبيب يعتقدون أن عشرات ملايين الإيرانيين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية يهتمون بشكل أوْ بأخر بموقف إسرائيل من نتائج الانتخابات، على حد قوله. وقال المحلل أيضًا، نقلاً عن المصادر عينها، إنه في السنتين الأخيرتين تدخلت إيران وحزب الله بشكل سافر في الأزمة السورية، والسؤال الذي سيبقى مفتوحًا هل ستُواصل طهران انتهاج نفس السياسة، أمْ أنها ستحد من تدخلها في سورية، علمًا بأن هذا القرار موجود لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، على خامنائي، ولكن أضافت المصادر أن الشعب الإيراني مل من التدخل في الأزمة السورية، وبالتالي فإن الأشهر القادمة ستكشف من سيُقرر السياسة الخارجية الإيرانية في سورية، روحاني أمْ خامنائي، على حد قوله.