واشنطن – أ ف ب: يطرح المرشحان كامالا هاريس ودونالد ترامب رؤيتين مختلفتين للاقتصاد، وهو موضوع يحتل أولوية لدى العديد من الناخبين الأميركيين قبل أول مقابلة تلفزيونية منفردة لنائبة الرئيس الأميركي منذ خوضها السباق الرئاسي.
وتلقي هاريس خطابا في بيتسبرغ، المدينة الصناعية الكبرى في بنسلفانيا التي تعتبر من الولايات المتأرجحة، ويتوقع أن تحدد فيه ما تصفه حملتها بأنها سياسة «براغماتية» تناقض سياسة الرئيس الجمهوري السابق.
ثم تجري نائبة الرئيس مقابلة مع شبكة «إم.إس.إن.بي.سي» الإخبارية التي تميل الى اليسار، في اختبار نادر لقدرتها على التعامل مع أسئلة غير مكتوبة منذ ان خلفت الرئيس جو بايدن في السباق الرئاسي.
من جهته، سيتحدث ترامب عما يسميه اقتصاد «صُنِع في أميركا» في ولاية كارولاينا الشمالية المتأرجحة أيضا، غداة وعده بطفرة اقتصادية مدفوعة بالرسوم الجمركية الباهظة على الواردات الأجنبية.
ولا تزال الانتخابات الرئاسية الأميركية حامية جدا قبل أقل من ستة أسابيع على موعد التصويت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، مع اعتبار كثير من الأميركيين إن الاقتصاد هو المسألة الأكثر أهمية بعد سنوات من ارتفاع الأسعار في فترة التعافي بعد انتهاء جائحة كوفيد.
يعمل كل من هاريس وترامب على توجيه رسالته الاقتصادية لعدد ضئيل من الناخبين المترددين، في حوالى ست ولايات متأرجحة يتوقع ان تحسم نتيجة الانتخابات في هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 330 مليون شخص.
منذ خلفت بايدن في السباق الرئاسي في تموز/يوليو، تظهر استطلاعات الرأي أن هاريس تتقدم على ترامب حين سئل الناخبون بمن يثقون أكثر بشأن الاقتصاد، علما أن الناخبين ما زالوا غير مطلعين على سياساتها.
وقالت حملة هاريس إن خطابها في بيتسبرغ سيركز على نشأتها في الطبقة المتوسطة لإظهار أنها تفهم الضغوط الاقتصادية، على عكس الملياردير ترامب.
وستقول، كما أوضحت حملتها، «بالنسبة الى دونالد ترامب، فإن اقتصادنا يعمل بشكل أفضل إذا كان يعمل لصالح أولئك الذين يمتلكون ناطحات السحاب الكبيرة، وليس أولئك الذين يبنونها، وليس أولئك الذين يجهزونها بالأسلاك، وليس أولئك الذين يمسحون الأرضيات».
كما ستكشف عن مقترحات «لضمان قيادة أميركا للعالم في التصنيع في صناعات المستقبل».
ويقدم ترامب تعهدات مماثلة لتعزيز التصنيع الأميركي، ولكن مع لمسته الحمائية الخاصة.
وقالت حملته في بيان عن زيارته لمينت هيل بولاية كارولاينا الشمالية إن إدارة بايدن-هاريس كانت «ضعيفة» وأن «التزام ترامب الثابت بوضع أميركا أولا هو تحديدا ما تحتاج اليه البلاد لإنهاض اقتصادنا».
كرر ترامب وعوده السابقة بمعاقبة الشركات التي تبيع الأميركيين سلعا مصنوعة في الخارج وذلك في خطاب ألقاه في سافانا بولاية جورجيا يوم الثلاثاء.
ورفض تحذيرات خبراء من أن خطته ستكلف الأسر الأميركية آلاف الدولارات سنويا وأن التعرفات الجمركية الطويلة المدى ستتسبب بمزيد من التضخم.
وفي خطاب له أمس الأول قال ترامب «أرغب في أن تصبح شركات السيارات الألمانية شركات سيارات أمريكية»، مشيراً إلى أنه سيقدم عرضاً لكل الشركات الكبيرة.
وأضاف «سأقدم لكم أقل الشرائح الضريبية، وأقل تكلفة للطاقة وأقل الأعباء التنظيمية وإمكانية وصول حرة إلى أفضل أسواق العالم وأكبرها، لكن إذا صنعتم منتجكم هنا في أمريكا».
وأشار إلى أن الشرط المسبق لذلك هو أن توظف الشركات عمالاً أمريكيين. وأصاف «إذا لن تصنعوا منتجكم هنا، سيتعين عليكم سداد رسوم، رسوم كبيرة للغاية، عندما ترسلوا منتجكم إلى الولايات المتحدة».
وانتقد العديد من الاقتصاديين الأمريكيين فكرة ترامب بشأن الرسوم، مشيرين إلى أنها تصل إلى ضريبة على المستهلكين، حيث يظهر التاريخ أنه عادة ما يتم تكبيد المستهلك النهائي هذه الرسوم.
وكرر ترامب حديثه عن أن ألمانيا عادت إلى استخدام الفحم في مصانعها بعد فشلها في التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري. لكن وزارة الخارجية الألمانية أوضحت أن البلاد ستتوقف عن استخدام الفحم بحلول 2038 على أقصى تقدير.