لندن/القاهرة – رويترز: أظهرت بيانات سبكة»تريدويب» أن سندات مصر السيادية الدولارية هبطت بنحو 1.4 سنت يوم الثلاثاء، مما بدد معظم المكاسب التي تحققت على خلفية التفاؤل بشأن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي.
وتوقع كثير من المحللين الكشف عن استثمارات سعودية جديدة في مصر، لكن الأمير محمد غادر دون إعلان أي التزامات مؤكدة.
وبلغ سعر السندات المستحقة في 2059 عند 74.73 سنت للدولار، بانخفاض 1.4 سنت خلال معاملات الثلاثاء وأكثر من ثلاثة سنتات عن المستوى الذي تم تسجيله في 16 أكتوبر/تشرين الأول بعد زيارة الأمير محمد.
ونشرت وسائل إعلام مصرية خلال الشهور الماضية تقارير عن استثمارات سيادية سعودية محتملة في رأس بناس على ساحل البحر الأحمر ورأس جميلة بالقرب من شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء.
وأبرمت مصر في فبراير/شباط اتفاقا لتطوير منطقة رأس الحكمة على ساحل البحر المتوسط مع الصندوق السيادي الإماراتي «القابضة (إيه.دي.كيو)» مقابل 24 مليار دولار.
ومهدت الصفقة مع الإمارات الطريق لاتفاق قرض موسع بقيمة ثمانية مليارات دولار وقعته مصر مع «صندوق النقد الدولي» في مارس/آذار.
ويتضمن اتفاق القرض، الذي فتح الباب أمام حصول القاهرة على مليارات أخرى من الدولارات من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، شروطاً بأن تخفض مصر الدعم على الوقود والكهرباء وسلع أساسية أخرى والسماح بتحرير سعر الصرف، وهي إجراءات أثارت غضب الكثير من المصريين.
ولفت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد الماضي إلى أن مصر ربما تضطر إلى إعادة تقييم هذا برنامج الصندوق إذا لم تأخذ المؤسسات الدولية في الاعتبار التحديات في منطقة الشرق الأوسط.
وقال السيسي إن الاضطرابات التي تشهدها المنطقة تسببت في خسارة مصر 6-7 مليارات دولار من الإيرادات خلال الأشهر السبعة إلى العشرة الماضية، وهو الوضع الذي قد يستمر لمدة عام آخر على الأقل.
وأدت الهجمات التي شنتها حركة الحوثي في اليمن على السفن في البحر الأحمر إلى تحويل حركة المرور من قناة السويس، وهو ما أدى إلى انخفاض الإيرادات من الممر المائي إلى 1.83 مليار دولار في النصف الأول من العام من 4.78 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
ويشارك مسؤولون مصريون هذا الأسبوع في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن حيث من المتوقع أن يجروا محادثات مع المؤسستين.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن الاستثمارات لم تكن على رأس الأولويات خلال اجتماع ولي العهد السعودي مع الرئيس المصري وإن الزعيمين ركزا على قضايا دبلوماسية ترتبط بالمنطقة.
لكن الأمير محمد والسيسي وقعا اتفاقا لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وأشرفا على توقيع اتفاق لتوطيد الروابط الاقتصادية.
وقال رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري بندر العامري لقناة العربية بعد زيارة الأسبوع الماضي إن التعاون بين القطاعين الخاص في السعودية ومصر سيضخ استثمارات بقيمة إجمالية 15 مليار دولار في مصر.