قلقيلية – نابلس – «القدس العربي»: كرر عشرات المستوطنين المتطرفين هجماتهم على المواطنين الفلسطينيين في عموم الضفة الغربية، حيث نوّعوا من هجماتهم بين قتل وخطف وقطع طرق، في اليوم السادس من عملية “طوفان الأقصى”.
وقتل المستوطنون أبا وابنه من بلدة صرة قضاء نابلس خلال الاعتداء على موكب تشييع جثامين شهداء بلدة قصرة خلال مرور الموكب قرب بلدتي الساوية واللبن الغربي، جنوب نابلس.
وقالت مصادر محلية إن إبراهيم وادي (62 عاما) ونجله أحمد (25 عاما) استشهدا جراء إصابتهما برصاص ميليشيات المستوطنين، خلال مشاركتهما في موكب جنازات شهداء بلدة قصرة.
وأشارت المصادر إلى أن الشهيد إبراهيم من نشطاء مواجهة الاستيطان، في البلدة، وتعرض للاعتقال سابقاً من قبل قوات الاحتلال.
وذكرت أن ميليشيات المستوطنين هاجمت الموكب بالرصاص الحي بحماية من قوات الاحتلال.
ونقلت الطواقم الطبية عدة إصابات من المكان، كما هاجمت ميليشيات المستوطنين منازل الأهالي في بلدة الساوية.
وارتفع عدد شهداء بلدة قصرة، خلال ساعات، إلى ستة، إذ استشهد أربعة شبان يوم أمس خلال مواجهات مع المستوطنين وقوات الاحتلال.
توثيق الجريمة
وظهر مقطع فيديو يوثق لحظة مهاجمة إرهابيين يهود لموكب تشييع شهداء قصرة حيث كشف أن جنود الاحتلال قاموا بإطلاق النار على الفلسطينيين وموكب التشييع بدلا من منع المستوطنين من إطلاق الرصاص على الفلسطينيين.
وأكدت مصادر محلية أن عشرات المستعمرين أطلقوا النار صوب موكب تشييع شهداء بلدة قصرة، حيث هاجموا مركبات الإسعاف التي تنقل الجثامين، بالقرب من مدخل بلدة الساوية، ما أدى إلى استشهاد المواطن إبراهيم.
وأضافت المصادر ذاتها، أن مركبات الإسعاف كانت تنقل جثامين الشهداء من محافظة سلفيت إلى بلدة قصرة، تمهيدا لتشييعهم، إلا أن المستعمرين بحماية جنود الاحتلال اعترضوا الموكب، وأطلقوا الرصاص صوب المشيعين، وسط مواجهات في المنطقة.
وفي سياق متصل، نفذ متطرفون يهود وقوات من الجيش الإسرائيلي هجمات على المواطنين حيث تجمعوا عند مدخل بلدة ترمسعيا شمال رام الله، حيث أطلقوا الرصاص على المركبات عند مدخل بلدة سنجل المجاورة، واغلقوا شارع 60 الالتفافي.
وفي السياق ذاته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان “إن ميليشيات المستعمرين الإرهابية بدأت بتنفيذ تهديداتها فعلاً على الأرض الفلسطينية، مستغلة الحرب الدائرة على شعبنا في قطاع غزة، والتركيز الإعلامي عليها، بالإقدام على إطلاق النار المباشر على المواطنين العزل في قرية قصرة في محافظة نابلس، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين بالإضافة إلى إصابات بليغة أخرى”.
وأضاف في بيان صحافي أن هجمات المستوطنين ارتفعت في الأيام القليلة الماضية إلى مستويات قياسية وخطيرة، ليس فقط ضمن المستوى الإحصائي، ولكن في إطار خطورة هذه الاعتداءات، وما انطوت عليه من تهديد حقيقي لحياة الفلسطينيين ومملتكاتهم.
وأشار إلى أن المؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال من خلال التسليح الكبير الذي أجرته لهذه الميليشيات بتسليم أكثر من 20 ألف قطعة سلاح جديدة للمستعمرين، بالإضافة إلى تقديم تسهيلات أخرى على مستوى صلاحيات إطلاق النار التي منحتها لكل من يحمل السلاح من الجيش والمستعمرين على حد سواء، هيّأت تماماً لما حدث اليوم في الأرض الفلسطينية، إضافة إلى غياب تام للعدالة الدولية، والتلكؤ المعيب في تنفيذ ما يلزم.
وأوضح أن عدد الاعتداءات التي نفذها المستعمرون منذ مطلع عام 2023 بلغت مستوى قياسيا، مسجلة 1623 اعتداءً، تسببت باستشهاد 16 فلسطينيا، في ارتفاع خطير عما حدث في عام 2022 وما سبقه من أعوام، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات تركزت في مناطق جنوبي محافظة نابلس وشمال محافظة رام الله وشرقها، بالإضافة إلى جنوبي محافظة الخليل.
وأكد أن هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الشعب الفلسطيني تستوجب من الكل الفلسطيني رص الصفوف والتعاضد في مواجهة هذه الاعتداءات، وعدم الاستهانة بتحركات ميليشيات المستعمرين، والأهم مواجهتها بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة.
وشدد على أن متغيرات الميدان هذه الأيام تفرض لزاماً الدفاع بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة والعقيدة الراسخة عن وجودنا ومقدراتنا، أمام مغول العصر الجديد.
وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم جيش الاحتلال إن جميع وحداتهم في الضفة الغربية تعمل جنباً الى جنب مع الشرطة.
وزاد: “قمنا بتسليم مزيد من الأسلحة الى وحدات الأمن في المستوطنات”.
فيما كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة المحتلة يوسي دغان وقّع على صفقة أسلحة لشراء مئات البنادق الهجومية لتعزيز الوحدات الاحتياطية في المستوطنات.
واعتدى مستعمرون على مواطنين في قرية زنوتا جنوب الخليل، ما أدى إلى وقوع إصابات ورضوض في صفوفهم.
وقال المواطن فارس حسن سمامرة إن مجموعة من المستعمرين وبحماية جيش الاحتلال اعتدت على المواطنين في قرية زنوتا بالضرب بأعقاب البنادق، والحجارة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين برضوض.
وأشار إلى اعتداءات قطعان المستعمرين اليومية على المواطنين ورعاة الأغنام وممتلكاتهم بحماية جيش الاحتلال، بهدف ترحيلهم عن أراضيهم لصالح الاستعمار.
وأغلق مستوطنون طريق البرية في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية أن عددا من المستعمرين أغلقوا طريق البرية في تقوع، من خلال نصب حاجز في منطقة “بئر فراش”، ومنعوا المواطنين من الوصول إلى أراضيهم في خطوة استباقية قبل موسم قطف الزيتون.
وأشار إلى أن عددا من عائلات حميد وجبريل وسواركة ونواورة يقيمون في البرية منذ سنوات في خيام، ويعتمدون على تربية الماشية.
وأكد أن قوات الاحتلال تُسهّل عمل المستوطنين، وتوجههم وتحميهم أثناء اعتداءاتهم على ممتلكات المواطنين، إذ يمنعون 12 ألف مزارع من التوجه إلى أراضيهم.
وأكد مزارعون يسكنون في منطقة “واد المعلق” في البرية أنهم يتعرضون لانتهاكات المستعمرين اليومية بهدف تهجيرهم.
خطف طبيب
وفي سياق متصل، تعرض طبيب فلسطيني إلى عملية خطف من مجموعات المستوطنين بالقرب من بلدة جيت شرق مدينة قلقيلية.
وقال محمود السدة، نجل الطبيب إبراهيم السدة، إن مستوطنين متنكرين بزي جنود اعتدوا على والدي بالضرب عندما كان أمام المنزل (في قرية جيت شرق قلقيلية) ثم اقتادوه إلى المستوطنة، وهناك استلمه منهم الجيش، كما هاجموا المنازل والمزارعين، وقد نتجت عن ذلك إصابات بالضرب والحجارة.
يذكر أن أهالي تجمع واد السيق البدوي شرقي رام الله تعرضوا الى عملية تهجير بعد تهديدات مستمرة من المستوطنين بحرق التجمع وإخطارات الاحتلال بهدمه.