هجوم اسرائيلي ‘معلق’ على ايران

حجم الخط
0

من ناحية اسرائيل، فان الاتفاق بين ايران والقوى العظمى والذي دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ يتطلب خطوتين فوريتين: من جهة، بذل جهد خاص لجمع معلومات استخبارية تثبت ان ايران تضلل كل العالم وتواصل السعي نحو القنبلة النووية، وبالتوازي اجراء استعدادات لامكانية أن تضطر اسرائيل في نهاية المطاف الى أن تهاجم ايران وحدها لاحباط البرنامج النووي.
من المهم أن نتذكر في هذا السياق بان الاتفاق الذي اقر هذا الاسبوع في جنيف وقع رغم الاعتراض الشديد من اسرائيل.
وحتى اللحظة الاخيرة تقريبا حاولت الطواقم الاسرائيلية (ولا سيما برئاسة رئيس قيادة الامن القومي، يوسي كوهن، اقناع الامريكيين ومندوبي القوى العظمى الاخرى بان الاتفاق هو خطأ تاريخي.
ان رؤية الواقع لدى مقرري السياسة والاستخبارات الاسرائيلية هي ان احتمال ان تتخلى ايران حقا عن البرنامج النووي هو صفر، والاتفاق هو مجرد خداع يستهدف التخفيف من العقوبات على الايرانيين في الوقت الذي سيواصلون فيه تطوير قنبلتهم الاولى بعيدا عن ناظر مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بعد التوقيع على اتفاق المبادىء مع ايران قبل أكثر من شهر كانت خلافات رأي عن تفسير عدة بنود في الاتفاق وعلى رأسها مسألة هل مسموح لايران ان تواصل تطوير اجهزة طرد مركزي يمكنها أن تستخدم في تخصيب اليورانيوم لاغراض عسكرية ايضا (وليس فقط لانتاج الكهرباء، مثلما سمح لايران بحكم الامر الواقع). وكان التفسير الاسرائيلي هو أنه محظور على ايران ان تنتج حتى ولا جهاز طرد مركزي جديد واحد، كي يتمكنوا من تخصيب اليورانيوم بشكل اكثر نجاعة وسرعة. وكما هو متوقع، فقد تراجع الغرب الى هذا الحد او ذاك في هذه النقطة، في الاتفاق المرحلي الذي دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ
تقديرات الحكومة في اسرائيل بان الولايات المتحدة لن تهاجم ايران في العام 2014 هي كما يبدو صحيحة: فقد أثبت اوباما بان من ناحيته تفضيل الحوار على كل هجوم هو ايديولوجيا. ومن ناحية القدس ايضا فانه في الظروف السياسية القائمة لا يوجد خيار سياسي عملي للهجوم، ولكن الوضع يمكنه ان يتغير في غضون اشهر. فاذا ما نجحت اسرائيل في جمع ادلة استخبارية على أن ايران تواصل العمل على القنبلة الذرية، فان المجلس الوزاري كفيل بان ينعقد في جلسات دراماتيكية ويأمر بالهجوم في الصيف او في الخريف القريبين. هذا ليس سيناريو خيالي.
في ضوء التقدير الذي لا لبس فيه في اسرائيل في ان الاتفاق هو خدعة، يطرح السؤال: هل يوجد احتمال ان تجمد ايران مع ذلك حلمها النووي؟ إذ بعد كل شيء، فان الامريكيين ليسوا أغبياء تماما، وقد ثبتوا غير قليل من الاليات التي تضمن متابعة وثيقة للمشروع النووي. كما أن الايمان بان سوريا ستنزع سلاحها الكيميائي الذي لديها لم يكن كبيرا، ولكن هذا يتم هذه الايام مع ذلك.

معاريف 20/1/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية