“القدس العربي”:
في مقال على موقع الجزيرة الإنكليزية، قال الكاتب عمر سليمان، رئيس معهد اليقين في الولايات المتحدة الأمريكية، إن أزمة فيروس كورونا أدخلت عددا من حكومات العالم في أزمات وجودية، كما دفعت السياسيين الشعبويين إلى البحث عن كبش فداء من الأقليات، خاصة المسلمين، لتبرير الفشل في الاستجابة للجائحة.
ويقول الكاتب إن المسلمين يواجهون الآن ارتفاعا في معاداة الإسلام الممنهجة والمؤسسة، تماما كما يواجهون جائجة فيروس كورونا.
إن المسلمين يواجهون الآن ارتفاعا في معاداة الإسلام الممنهجة والمؤسسة، تماما كما يواجهون جائجة فيروس كورونا
وفي المقال، دعا سليمان العالم للتحرك فورا وبحسم لمحاسبة هؤلاء القادة والحكومات، إضافة إلى ضمان عدم استغلال وباء كورونا لصعود الفاشية.
في الهند مثلا، اتهمت وسائل الإعلام وكذلك حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم أعضاء من الجالية المسلمة (نحو 200 مليون نسمة) بأنهم “ينشرون الفيروس بشكل كبير”، بحسب ما يوضح الكاتب.
وأطلق سياسي من الحزب الحاكم لقب “إرهاب كورونا” على تجمع للمسلمين بزعم مساعدته في نشر الفيروس في البلاد، داعيا إلى معاقبة من حضر التجمع بالعقوبات التي تنفذ ضد الإرهابيين.
وطالب نائب في بهاراتيا جاناتا بمقاطعة البائعين المسلمين متهما إياهم “بتلويث الخضروات باللعاب”، ونتيجة لذلك، واجه العديد من المسلمين اعتداءات جسدية ولفظية.
ويتابع الكاتب القول إن الحكومة الهندية تعاملت مع جائحة كورونا على أنها فرصة لمضاعفة سياساتها المعادية للإسلام. وتمكنت الحكومة من تعميق التحيّز لدى الأغلبية الهندوسية ضد المسلمين وحاولت صرف الانتباه عن قصورها في الاستجابة للأزمة باستخدام المسلمين.
إلزامية إحراق جثث وفيات كورونا أمر يتناقض مع المعتقدات الإسلامية
وحدث شيء مشابه في سريلانكا المجاورة، حيث استخدمت الحكومة الوباء كذريعة لنشر الخوف من الإسلام، بحسب الكاتب الذي أوضح أن وسائل الإعلام والسياسيين في سريلانكا اعتادوا على نشر معاداة الإسلام في مواجهة الهجمات التي تشنها الجماعات الإسلامية المتطرفة، وهو أمر زاد من كراهية الإسلام وقاد إلى تهميش المسلمين (1% من السكان) في البلاد، وجعلهم عرضة للعنف. كما اعتبرت الحكومة في البلاد الممارسات الإسلامية “وسيلة نشر فائقة للفيروس”، وجرى التحذير من شراء المواد الغذائية من المسلمين.
كما جعلت الحكومة إحراق جثث وفيات كورونا إلزاميا وهو أمر يتناقض مع المعتقدات الإسلامية، ما يعني أن القرار الحكومي حرم المسلمين من أداء واجبات دينية تتعلق بالميت، رغم أن غالبية الجاليات المسلمة وافقت على تغييرات في عملية الدفن بما يتلاءم مع تدابير وقف انتشار الفيروس، ما دفع لاعتقاد البعض أن إلزامية حرق الجثث عمل في صميم رهاب الإسلام المؤسسي.
ولا يقتصر الأمر على الهند وسريلانكا فقط، إذ يواجه المسلمون الإيغور والأقليات التركية الأخرى في الصين إساءة معاملة ومخاطر بسبب أزمة كورونا.
ويعاني مسلمو الروهينجا بشكل أكبر إذ يعيش الكثيرون منهم في مناطق ذات كثافة سكانية عالية في مخيمات في بنغلادش بعد فرارهم من بلادهم ميانمار التي تعرضوا فيها لإبادة جماعية عام 2017.
المقال تجاهل بعض الدول العربية
المسلمون في سريلانكا يمثلون 10% من عدد السكان وليس 1%.