هذه ليست بيروت.
لا، هذه بيروت، مدينة مدمرة ومجروحة، والدم ينشر زجاجها في العيون.
مدينة رصفت بالزجاج، كأن الزجاج صار عيونا مقتلعة تملأ الشوارع. ففي بيروت عليك أن تمشي على عينيك من أجل أن ترى، وحين ترى تصاب بالعمى.
مدينة العمى الزجاجي، ونترات الأمونيوم وعصف الانفجار الذي ابتلع الناس وشق البحر.
هذه ليست بيروت.
منذ خمس وأربعين سنة ونحن نقول لبيروت إنها ليست بيروت. أضعنا بيروت ونحن نبحث عنها في الماضي الناقص.
«مدينة ليسَ»، هذا هو الاسم الذي أطلقناه على المدينة، فمنذ بداية الدمار في الحرب الأهلية، ونحن ننسب بيروت إلى ماضيها.
لكننا بالأمس، ونحن نسقط أرضا أمام الوحش الذي انفجر في مرفأ المدينة، اكتشفنا أن هذا الدمار هو مدينتنا، وهذه البيوت العارية من الحيطان هي بيوتنا، وهذا الأنين هو أنينا.
هذه بيروت، أيها الناس التقطوا عيونكم عن الأرض، وأنظروا إلى مدينتكم في مرآة هذا الخراب، وتوقفوا عن البحث عن ماضيها الناقص.
لا تتعجبوا، فالانفجار الذي حول مدينتكم إلى ركام ليس مصادفة أو مجرد خطأ، إنه حقيقتكم التي حاولتم طويلا إخفاءها.
مدينة استباحها اللصوص، وقبضت عليها سلطة الأغبياء، ومزّقها أمراء العمالة للقوى الأجنبية.
مدينة انفجرت لأنها كانت مرمية على فراش الاحتضار الطويل.
لا تسألوا المدينة عن اسم قاتلها، قاتلها حاكمها. بيروت تعرف ذلك وأنتم جميعا تعلمون.
قاتل المدينة هو من أراد قتل ثورة 17 تشرين، عبر تشكيل حكومة الكركوزات التكنوقراطية، وأطلق كلاب القمع في الشوارع.
قاتل المدينة هو مافيات الأحزاب الطائفية التي استولت على البلاد، وأعلنت نهاية الحرب الأهلية عبر تحويل شبح الحرب إلى نظام سياسي.
قاتل المدينة هو من انتخب ميشال عون رئيسا، محولا الكارثة التي صنعتها الأوليغارشية إلى مسخرة.
مدينتكم – مدينتنا تموت، انفجرت وتناثر لحم ابنائها، 2700 طن من نترات الأمونيوم، مصادرة وموضوعة في المرفأ منذ ست سنوات!
يا لوحشية الاستهتار والغباء.
في زمن مضى دفن أمراء الحرب الأهلية نفايات كيميائية في جبالنا، واليوم نكتشف أن استهتار هؤلاء الأمراء الذين تحولوا إلى مافيات زمن ما أطلقوا عليه اسم «السلم الأهلي» سمح بقصف بيروت بما يشبه قنبلة ذرية.
يجلسون على عروش مصنوعة من عظام موتانا، وفقرنا وجوعنا.
ألم تشبعوا أيها الضباع من نهش جثثنا.
انقلعوا، آن أن تنقلعوا، اتركونا مع بلادنا التي نكبت بكم، إذهبوا إلى جزر الكاريبي والمحيط حيث هرّبتم ثروات الشعب وممتلكاته كي تتنعموا بها.
ألا تشبعون؟
لقد دقت ساعة نهايتكم، موتنا وحرقة قلوبنا، هما سلاحنا اليوم في مواجهة زمن العتمة والذل.
سنواجهكم بجثثنا المحترقة، وبوجوهنا التي تنزف، وستغرقون معنا في لجة هذا الخراب.
استمعوا جيدا، لقد انفجرت بنا بيروت كي تعلن نهايتكم لا نهايتها.
بيروت ليست الماضي، بيروت هي حاضرها، تنزف دماً لكنها لا تنزف كرامتها، توقفوا عن الكلام، إخرسوا، كل خطبكم لم تعد تعنينا.
نريد منكم شيئا واحدا هو أن تنقلعوا.
إذهبوا أنتم وأصحاب المصارف وكل الذين ضاربوا بموتنا إلى الجحيم.
ونحن سنضمد جراح بيروت، ونقول لمدينتنا أنها ستعود لنا، فقيرة لكنها بهية، متعبة لكن روحها تتجدد، مثخنة بالجروح لكنها تضمنا إلى ألمها وتمسح الدمع من عيوننا.
زمن الأوغاد الذين تحكموا بمصائرنا بأسماء شتى انتهى.
لا نريد نفط أسيادكم، ولا نصدّق ممانعة ملاليكم ولا تعنينا طوائفكم.
خذوا الطوائف كلها معكم وحلّوا عنا.
أما شابات وشبان انتفاضة 17 تشرين فعليهم أن يعرفوا أن وقت الثورة الشاملة قد أزف.
ثوروا كي ننتقم لبيروت.
ثوروا كي تصنعوا لكم وطنا من هذا الركام.
ثوروا كي ترسموا بيروت بحبر دماء أبنائها.
٭ كاتب من لبنان
عندي شك كبير بأن الحادث مفتعل كما هي الإنفجارات بإيران!
لماذا لم تتصرف الحكومة اللبنانية بنترات الأمونيوم منذ سنوات ؟
أليس هناك أجور باهضة للتخزين بالميناء؟ ولا حول ولا قوة الا بالله
إذا أردنا أن نقول الواقع فاللبنانيون هم الذين دمروا بلدهم الجميل منذ الحرب الاهلية الاولى في العام 1860 حرب القلة. ثم تطويف البلد سياسيا بوثيقة لبنان الفرنسية بتطويف الوظائف رئيس ماروني، ورئيس وزراء سني، ورئيس برلمان شيعي. ثم جاءت حرب لبنان الثانية في العام 1958 حرب بنك مرقدة، ثم حرب لبنان الثالثة 1975، واسوأ ماحصل للبنان بعدها هو طلب الموارنة من المجرم الاكبر المقبور حافظ الاسد ان يدخل لبنان..يتبع
قام المقبور أولا بتصفية الزعماء السياسيين ولا ضرورة ان نعددهم الان، اولهم كمال جنبلاط ثم دعم حركة امل الشيعية وميليشيتها، ثم حزب الله المنشق وميليشياته، ودمر الوجود الفلسطيني في لبنان، ثم جاء المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي ليغتال الشيخ رفيق الحريري، الذي اجبر جيش المجرم الكيماوي بالخروج من لبنان لكن اصابعه واصابع ايران مازالت تلعب في لبنان وهذه هي النتيجة تدمير لبنان وتدمير سورية
/مدينة استباحها اللصوص، وقبضت عليها سلطة الأغبياء، ومزّقها أمراء العمالة للقوى الأجنبية. […]
قاتل المدينة هو من أراد قتل ثورة 17 تشرين، عبر تشكيل حكومة الكركوزات التكنوقراطية، وأطلق كلاب القمع في الشوارع.
قاتل المدينة هو مافيات الأحزاب الطائفية التي استولت على البلاد، وأعلنت نهاية الحرب الأهلية عبر تحويل شبح الحرب إلى نظام سياسي.
قاتل المدينة هو من انتخب ميشال عون رئيسا، محولا الكارثة التي صنعتها الأوليغارشية إلى مسخرة./
هذا هو بيت القصيد، حقيقة، في تصوير الوضع السياسي الكارثي والمغجع للمدينة بيروت… يريدونه تماما كما هو الوضع السياسي الكارثي والمغجع للمدائن في سوريا… !!!
الله يرحم الضحايا ويشفي الجرحى, وشكرًا أخي الياس خوري. ومن منا لم يتوقع أن هذه الكارثة وأنها تطور طبيعي لما يحدث منذ انتخاب عون ومن ثم قمع ثورة ١٧ تشرين وبعدها تشكيل حكومة الكركوزات التكنوقراطية!
في حمص مدينة الثورة السورية دمرالنظام أحياء بكاملها ذكرني بهذا منظر الدمار في بيروت. كانت حمص أول مدينة يدخلها حزب الله راعي نظام اللصوص اللبناني الفاسد, ليدعم نظام القتل الدمار السوري لأنها الأقرب إلى الحدود اللبنانية ولهذا كانت مأوى للبنانيين الذي فروا من ويلات الحرب الإسرائيلية على لبنان ٢٠٠٦. فهل من رمز أقوى من هذا التشابه بين حمص وبيروت رغم الفارق الشاسع بين المدينتين. لكن في هذه الآيام يجمعنا الدمار في كثير من المدن العربية, وكما قال دريد لحام (نعم هو نفسه غوار أو فنان بشار الأسد) في مسرحية كاسك ياوطن “والله صرنا فرجة ياأبي”. قلوبنا اليوم تحترق مع بيروت ولبنان ولنا في الغد الأمل, فالنهاية ستكون لهذا النظام الفاسد وستعود بيروت بأهلها إن شاء الله.
بل هذي بيروت على حقيقتها ! عمليات التجميل المتراكمة أخفت هذا القبح و الفساد و السرقة و الإهمال ثم و فجأة ذاب الثلج و بان المرج ! أطنان من البهارج الكاذبة لم تُخفِ إلا السوء و الخطأ و السرقة و الفساد و الإفساد و كل ما هو قبيح …. لحظة حقيقة واحدة كشفت زيف السنين الكاذبة
سلمت يدك وسلم قلمك
المطالبة بالتغيير واقرار الديمقراطية الشاملة واقتلاع النظام الطائفي المقيت، بدون اسناد المقاومة ودعمها، فان اي حراك جاري لا يعدو ان يكون مجرد فقاقيع واصوات تستجدي قوى الاستعمار الجديد لجعل لبنان تحت الحماية الدولية !
والله ياأخي يوسف انتخمنا من هالمقاومه التي يتم استغلاله لابتزاز المجتمع ولاغير, عذرًا هي مقاوله وكلام لذر الرماد في العيون واسأل مجرب ولاتسأل حكيم, أكثر من نصف قرن في سوريا ماشفنا غير النهب والفساد والقتل والإجرام! كفى بالله عليكم, لامقاومة ولاممانعة ولاهم يحزنون