صحيفة إسرائيلية: هكذا ولد بايدن جديد بعد 7 أكتوبر

حجم الخط
0

 الراشد المسؤول 

تنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة منذ 1988 دون نجاح، وجرب حظه لاحقاً عدة مرات. في نهاية السبعينيات من حياته، كان يخيل أنه لن يتنافس على الرئاسة، لكن في 2019 بعد أن أنهى ولايتين كنائب للرئيس أوباما، بينما لا يشغل أي منصب رسمي وانضم إلى طاقم جامعة بنسلفانيا، قرر التنافس مرة أخرى. انتخب عن حزبه كمرشح للرئاسة، وفاز في عمر 78 على دونالد ترامب. والآن، بعد ثلاث سنوات، يواصل تحقيق أرقام قياسية بصفته الرئيس الأمريكي الأكبر سناً قبيل ولايته الثانية.

أعرفه منذ سنوات عديدة، وأقدر اطلاعه على قضايانا ومحبته لإسرائيل، لكني اعتقدت أنه ليس من الصواب أن يأخذ على عاتقه في عمره هذا، مثل هذه المسؤولية الجسيمة. فهذا منصب، من يريد أن ينجح فيه لا يحق له أن يذهب إلى النوم، وعليه أن يكون منصتاً للخبراء في مجالات مختلفة، وأن يتخذ القرارات التي تستوجب جهوداً وطاقات كثيرة.

عندما تسلم منصبه، أوصته معاهد البحوث الواشنطنية التي جند بعضاً من باحثيها للإدارة، أن يسحب يديه من الشرق الأوسط. حذروه بأن كل من يحاول الانشغال في هذه المنطقة يكتوي سياسياً، وقد أخذ بنصيحتهم. ركزت السياسة الخارجية الأمريكية على الصين، حتى الغزو الروسي لأوكرانيا، وبعد ذلك على الحرب المتواصلة بين الدولتين. اللهيب في الشرق الأوسط بدا لإدارته منخفضاً، وهو نفسه لم يتحمس للزعماء من الجانب الإسرائيلي وفي الجانب الفلسطيني، واعتقد أنهم لن يدفعوا قدماً بأي مسيرة سلمية، لذا فلا معنى لتكبد العناء.

لكن منذ 6 أكتوبر انكشف بايدن آخر تماماً: وصل إلى إسرائيل بعد أن رفض استقبال مكالمة هاتفية من نتنياهو (بل وأهانه في لقاء قصير في نيويورك) على مدى فترة طويلة، وبدأ يبعث بسلاح وحاملات طائرات، ويتحدث مع رئيس الوزراء يومياً، وجعل حرب إسرائيل ضد حماس موضوعاً مركزياً في جدول أعماله. هو مطلع على التفاصيل، ويتصل بزعماء المنطقة، يدخل إلى أسئلة تفصيلية، وبالأساس يعارض على الملأ وقف المعركة ويؤيد إزالة حماس من الحكم وتوجيه الضربة لقدراتها العسكرية.

يريد بايدن أن يقود من المعركة العسكرية إلى معركة سياسية، ثم يبحث فيها عن الحل الوحيد في نظره لمستقبل المنطقة: سلام بين الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية المستقبلية. هو يكرر حل الدولتين، ويفقد مؤيدين في حزبه، ويتعرض لنقد من ترامب، وتظهر الاستطلاعات أن تصميمه على تأييد إسرائيل يمس بشعبيته، ولا يغير سياسته. المسؤول الراشد في العالم يفعل ما يؤمن به، وقد يكون بخلاف بعض من سابقيه ممن لم ينجحوا في تقريبنا من السلام الذي يضمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

دولة نتنياهو الفلسطينية 

الرجل الذي لا يعنى بالسياسة في أثناء الحرب، قال لأعضاء كتلته هذا الأسبوع، إنه لا ينوي الاعتزال بعد الحرب، لأنه الوحيد الذي يمكنه منع إقامة دولة فلسطينية. آمل أن يكون بين مستمعيه (الذين يعتقدون بأنه من الأفضل دولة تفقد الأغلبية اليهودية فيها على دولة لها حدود شرقية، فتضمن لذلك الأغلبية اليهودية وطابعها الديمقراطي) من ذكروه بالمنسيات.

كان بإمكانهم أن يذكروا أمير الصراع ضد المصلحة الإسرائيلية الصرفة بخطاب بار إيلان خاصته في 2009 وبالأساس زيارته لواشنطن في كانون الثاني 2020 كي يصفق لـ “خطة ترامب” حول الدولة الفلسطينية التي كان يفترض بها أن تقوم على 70 في المئة من الضفة وعلى 14 في المئة أخرى من الأراضي السياسية لإسرائيل التي تنقل إلى سيادة الدولة الفلسطينية. وسائل الإعلام لم تبلغ عن ملاحظات من الجمهور.

لا للانثناء

لا لقبول شروط حماس. لا للموافقة على وقف نار طويل. لا لوقف المعركة قبل تصفية حكم حماس في قطاع غزة. لن نسمح لأنفسنا بهذا.

 يوسي بيلين

إسرائيل اليوم 1/12/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية