هل أنت مع أم ضد الضربة الأمريكية على سورية؟!

حجم الخط
2

أصبحت الضربة الأمريكية المحتملة على سورية سيدة الأخبار في جميع محطات التلفزة العالمية وصارت الشغل الشاغل لكل السياسيين والعسكريين والمواطنين العاديين في أي مكان في الكرة الأرضية، وتحول الكونغرس الأمريكي إلى أخطر وأهم مبنى في العالم في الوقت الراهن، فمن ردهاته سيخرج في القريب العاجل القرار النهائي بتوجيه أو عدم توجيه ضربة عسكرية إلى قوات النظام السوري بعد شيوع معلومات استخباراتية دولية حول ثبوت قيام قوات الاسد بقتل مئات المدنيين السوريين من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال في مجزرة الغوطة الشرقية عبر استخدام السلاح الكيماوي وصار السؤال الدولي الهام الذي يطرح نفسه الآن هو : هل أنت مع أم ضد الضربة الأمريكية على سورية؟!
المعارضون لقرار الضربة الأمريكية المحتملة على سورية يقولون إن قرار الضربة العسكرية الأمريكية بدون تفويض من مجلس الأمن وقبل صدور تقرير خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة حول مزاعم استخدامها في سورية هو خروج عن الشرعية الدولية وأن الضربة العسكرية المحدودة غير المصحوبة بهجوم بري لن تقلص القدرات العسكرية للنظام السوري مع الأخذ في الاعتبار أن النظام السوري قد استفاد من عامل الوقت الكثير الذي وفرته المناقشات المطولة في البرلمانات البريطانية والفرنسية والأمريكية بشأن مشروعية أو عدم مشروعية الضربة الأمريكية وقام بنقل اسلحته الجوية والصاروخية وخبأها في أماكن آمنة، كذلك فإن الضربة المتوقعة ستؤدي إلى قتل عدد كبير من المدنيين بنيران غربية صديقة كما أنه من المستحيل عملياً قصف مخازن الأسلحة الكيماوية خوفاً من تسربها القاتل، وبالتالي فإن هذه الضربة، التي يصفها الأمريكيون بالمحدودة ويؤكدون في ذات الوقت بأنها لن تكون وخزة دبوس، سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية النظام السوري لأن الضربة التي لا تقتل تقوي كما يقولون!
المؤيدون لقرار الضربة الأمريكية،التي ستكلف مئات الآلاف من الدولارات ولن تؤخذ من ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، يقولون إن الضربة الأمريكية على سورية هي إجراء موافق لصحيح القانون الدولي لأن قتل المدنيين السوريين بالأسلحة الكيماوية هو جريمة ضدالانسانية وأنه يجب معاقبة النظام السوري على استخدامها وعدم السماح له بالافلات من العقاب عبر الاحتماء بالفيتو الروسي والصيني والدعم الايراني وأن الضربة الأمريكية ستدمر سلاح الجو السوري وبالتالي ستغير ميزان القوى على الأرض لصالح قوات المعارضة السورية، أما وصف الضربة بالمحدودة فهو أمر غير ذي بال، فالضربات التي وُجهت للعراق وليبيا وأطاحت بأكبر دكتاتورين في العالم العربي قد وُصفت آنذاك بالضربات المحدودة!
من المؤكد أن النظام السوري، الذي صرح بتحديه للضربة الأمريكية وعدم تغيير مواقفه حتى لو أدى ذلك إلى إشعال حرب عالمية ثالثة، هو الذي جلب لسورية تهديدات الضربة الامريكية التي قيل إن أكثر من عشر دول ستشارك فيها وهو يملك الفرصة الوحيدة والأخيرة لتفادي هذه الضربة عبر إعلان تنحي بشار الأسد وكافة أركان حكمه ووقف إطلاق النار والقبول بالحوار مع المعارضة السورية بدون قيدٍ أو شرط، أما المراهنة على الدب الروسي فلن تجدي نفعاً، ففي الماضي، عارض الدب الروسي توجيه ضربات عسكرية لحلفائه الصرب في يوغسلافيا وعندما قام حلف الناتو بضرب القوات الصربية في 24 مارس 1999 لم يطلق الروس رصاصة واحدة وإنما اكتفوا بتوجيه الادانات التي لم تمنع حلف الناتو من هزيمة القوات الصربية التي ارتكبت أبشع المذابح بحق آلاف المسلمين في سربرنيتشا.

/المحامي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فاروق قنديل ـ النمسا:

    ومن قال لك يا سيدي أن النيران الغربية ؛ هي نيران صديقة ! ! ؟ ؟ كلا يا سيدي هي عدوة …. وأكثر من عدوة ، بل هي ونيران الأسد وعصابته وشبيحته ومن لف لفهم ، كلها موحدة وموجهة إلى صدور السوريين الأحرار ، ولتدمير سورية ، كي تقر عين إسرائيل

  2. يقول عبدربه خطاب:

    الأجابة بكل ثقة واطمئنان نعم لأية ضربة حتى لو كانت قادمة من عفاريت الجن الأزرق !! لهذا النظام افاشي المستبد ويجب ان تكون ساحقة ماحقة له. لايهنا اقوال هؤلاء المضللين المخادعين حول دور سوريا الأسد كمركز للعروبة والمقاومة فلقد ثبت للجميع العكس الصحيح!!. لانخشى من نوعية وطبيعة الحكم القادم البديل فلقد استوعب الجميع الدرس جيدا.

إشترك في قائمتنا البريدية