هل اقتنى المغرب طائرات “بيرقدار” التركية رداً على تأخر الكونغرس في المصادقة على صفقة مسيّرات أمريكية؟

حسين مجدوبي
حجم الخط
18

لندن- “القدس العربي”: تأخرت مصادقة الكونغرس الأمريكي على صفقة بيع أربع طائرات مسيرة متطورة للغاية من طراز “MQ-9B” للمغرب، وسط تساؤلات إن كانت الصفقة ستتعرض لإجراءات التأخير مثلما حدث مع اقتناء الإمارات لطائرات “إف 35″، وإن كان التأخير والغموض الأمريكي يقف وراء قرار المغرب اقتناء الطائرات المسيرة التركية من طراز “بيرقدار تي بي 2”.

وقبل نهاية ولايته الرئاسية يوم 20 يناير الماضي، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وافق بأسابيع قبل هذا التاريخ على بيع المغرب الطائرات المسيرة المذكورة، علما أنها المرة الأولى التي سيحصل فيها المغرب على سلاح متقدم للغاية لم يمضِ الكثير على دخوله الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي، أي بفارق سنوات قليلة جدا. وكان في الماضي ينتظر كثيرا للحصول على أسلحة متطورة.

ولا يعارض البنتاغون صفقات الأسلحة إلى المغرب نظرا للعلاقات الوثيقة بين القوات المسلحة للبلدين، ومنها الحفاظ على مناورات عسكرية باستمرار منذ سنوات “الأسد الإفريقي”. ويشجع البنتاغون هذه الصفقة لتمكين المغرب من مراقبة منطقة الصحراء وجزء من منطقة الساحل في إطار اتفاقيات أمنية شاملة. لكن السياسي يتغلب أحيانا على التعاون العسكري. وكان من المنتظر أن يصادق الكونغرس الأمريكي على الصفقة خلال ديسمبر أو يناير الماضيين على أبعد تقدير كما أشار الموقع الأمريكي المتخصص في السلاح والدفاع “ديفانس وورلد”. ومرت شهور، ولم يصادق الكونغرس حتى الآن. وتشير مصادر إعلامية في المغرب وإسبانيا وآخرها جريدة “لفنغورديا” إلى معارضة نواب ديمقراطيين للصفقة وعدم إعطائها الضوء الأخضر. ولم تتحرك الخارجية الأمريكية لتجاوز فيتو نواب الكونغرس.

وكان الديمقراطيون قد عارضوا صفقة طائرات “إف 35” إلى الإمارات، وصفقات سلاح للسعودية. قبل أن يعلن البيت الأبيض تأجيل صفقة الإمارات وتجميد صفقات السعودية، ولم يقم بالتعليق على الصفقة الخاصة بالمغرب. ونقلت وكالة رويترز سابقا عزم البيت الأبيض الاستمرار في تصدير الطائرات بدون طيار إلى الدول التي طلبتها ومنها المغرب والتايوان.

ووسط غموض الموقف الأمريكي والتأخر الحاصل، أعلن المغرب في أبريل/ نيسان الماضي، اقتناء 13 من الطائرات المسيرة تركية الصنع “بيرقدار تي بي 2” بمبلغ يقارب 80 مليون دولار. وكانت الطائرات المسيرة التركية قد فاجأت العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، من خلال دورها الفعال في ليبيا وسوريا، وأساسا في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، عندما نجحت في سحق القوات الأرمينية.

وكان المغرب لا يعطي أهمية للسلاح التركي، لكن النتائج التي حققها السلاح التركي في المواجهات الأخيرة، جعل المملكة مثل الكثير من جيوش العالم، تركز على الأتراك. وتتميز الطائرة المسيرة التركية بخصائص كثيرة منها حمل الذخيرة الحربية بما فيها الصواريخ الصغيرة، ثم برامجها المتطورة سواء في المراقبة أو تنفيذ الهجمات.

ومن أهم المميزات التي حققتها الطائرة المسيرة التركية، هي مناوراتها ضد أنظمة الدفاع الجوي سواء الروسية أو الأمريكية. حيث نجحت في ضرب أهداف وسط سوريا وأرمينيا رغم وجود نظام دفاعي روسي متطور مثل “بانتسير- 1″ و”إس 300”.

ويقول دان غيتنغر: “أنظمة الدفاع الجوي مخصصة لاعتراض المقاتلات السريعة والصواريخ، لكنها تجد صعوبة في مواجهة الطائرات المسيرة التي تتميز بمناورات إلكترونية كبيرة”. هذه المميزات هي التي دفعت السعودية إلى الاستنجاد بالطائرات المسيرة التركية لمواجهة الحوثيين بعدما فشلت في استعمال السلاح الأمريكي الذي لديها.

وتعد تركيا ضمن الدول الأربع التي تنتج طائرات مسيرة رفيعة المستوى في القتال والرصد إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل والصين. وبدأت دول غربية تقتني هذه المسيرات ومنها بولندا التي وقّعت صفقة لشراء 24 طائرة مسيرة تركية، وهناك تردد ألماني بشأن اقتناء هذه الطائرات.

وتعترف الأوساط الأوروبية أن لا دولة أوروبية تنافس الآن تركيا في صناعة الطائرات بدون طيار خاصة التي تحمل أسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعدان:

    ما دامت المغرب وغيره من الدول العربية لم تستطع صناعة أسلحتها فستبقي تابعة لغيرها وانتظر أن أراد البائع أن يبيع له أم لا وبالتالي فلماذا الدول العربية تنفق ملايين من الدولارات لاقتناء الأسلحة

    1. يقول فتيحة بروكسل:

      سلام الله عليكم،
      هنا اتفق معك اخي

    2. يقول نوفل ماليزيا:

      لا عيب في إقتناء السلاح من إخوة لنا في الدين والملة وهذا لا يعني التوكل على الغير. على كل دولة مسلمة أن تطور نفسها وتصنع السلاح بيدها فغدر الصليبيين والموالين لهم يشهد التاريخ به.

  2. يقول مغربي حتى النخاع:

    ولماذا لا يتم الاستثمار في صناعة الاسلحة؟؟؟
    المشكلة ليست في توفر العقول او الاموال، بل الإرادة وطول النفس التي تمتلكها دول كإيران وتركيا. المغرب يقتني كل سنة ما يناهز 5 مليار من الأسلحة ومقيدة الاستعمالات ومشفرة.

  3. يقول كمال:

    ليس هناك اي شيء يلغي الصفقة خصوصا ادا علمنا أن الاتفاق التلاتي كان واضحا أولوية الأسلحة لاسرائيل والمغرب
    هناك فقط بهرجةاعلامية اسبانية كلقاء بايدن شانسيز الدي اصبح أضحوكة مع العلم ان الباييس هللت لدلك اللقاء وقالت انه سيناقش جميع القضايا بما في ذلك الصحراء المغربية والنتيجة لاحظها الجميع
    خروج لفانكوارديا وفي هدا الوقت يدل على التخبط والاحباط الدي أصابهم
    الامور عادية وتمشي كما مخطط لها بين تلاتة دول

  4. يقول الكروي داود النرويج:

    لماذا لم تشتري الجزائر هذه الطائرات من تركيا خصوصاً بعد الإتفاقات المتبادلة بينهما؟
    هل تمتلك الجزائر مسيرات صينية؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول عمر:

      الجزائر تصنع بنفسها الطائرات المسيرة ولا تحتاج الى بيراڨدار او اي ماركة اخرى

    2. يقول Sammy:

      الجزائر تصنع طائرات بدون طيار ،الجزائر 54 والجزائر 55 طائرات متطورة وقادرة الي الدهاب الي مسافات بعيدة ومزودة باسلحة فتاكة

  5. يقول ماغون:

    جميع الدول التي تعاقبت على المنطقة المغاربية تنازعت على أراض وقد تغيرت الخريطة المغاربية عدة مرات وانقسمت إلى دويلات إلا في عهد بن تومرت.

  6. يقول Abdelaziz Ananou (المغرب):

    لا مقارنة بين المسيرات التركية والمسيرات الأمريكية.. لا في الثمن ولا في الأهداف..

  7. يقول جلّاد الظالمين:

    الكل يعلم أن الأنظمة العربية منصبة ومفروضة من طرف الغرب ، بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا وتارة إسرائيل مثلما هو الشأن في النظام الانقلابي المصري ، وأصلا تم تنصيبهم بتخريب بلدانهم وقمع شعوبهم ومنعها من التقدم ولرافاه وصناعة ما يكفيها من الغذاء والدواء والسلاح ، لنبقى رهينة لمزابل الغرب نقتني منها العلف وسلاح الخردة وبعض الأدوية المسرطنة !

  8. يقول آدم سلامي:

    الطائرة دون طيار (الجزائر 54 / 55 )هي فخرنا … فصناعة الطائرات المسبرة قطعت فيه الجزائر أشواطا مثيرة و كثيرة و من لا يصنع سلاحه بنفسه لن يرحمه الغرب أبداً و لا حتى تركيا !

  9. يقول الرحماني الحساني:

    المغرب ينفق سنويا عشرة مليارات على التسلح لو كانت إرادة داخلية لكفى عشر هذا المبلغ سنويا في تطوير قاعدة صناعية عسكرية مغربية تفي بالغرض ،صناعة الدرون في المغرب موجودة و لكنها لازالت محتشمة ،رغم القاعدة الصناعية الكبيرة فالمغرب لازال يستورد العربات القتالية والمدرعات بدل تصنيعها مغربيا كما تفعل دول كثيرة ،تصنع سنويا مئات الآلاف من العربات و الشاحنات و السفن و القطع الثقيلة في المغرب و مع ذلك لم تفكر الإدارة في تحويل جزء أو على أقل تقدير تشجيع الراسمال المغربي على الاستثمار في التصنيع الحربي ،يمكن هناك حسابات سياسية في صفقات التسلح و ذلك تعودنا عليه في المغرب ،و اعتقد أن بعد احذاث سبتة الأخيرة سيكون المخزن قد اعتبر من تلك الأحداث و سيبدأ في أخذ زمام المبادرة و المغرب بمقاولاته و خبراته قادر على تحقيق المعجزات في ظرف وجيز ،فقط يجب اتخاذ القرار من أعلى سلطة وسنرى النتائج المبهرة .

    1. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

      اخي الكريم .. تقول. “المغرب ينفق سنويا عشرة مليارات” هذا غير صحيح و غير منطقي .. و هذا القدر من الدولارات هو تقريبا
      .
      ميزانية وزارة الدفاع بما فيها شراء الاسلحة في اسرائيل و الجزائر. و المغرب ليست له القدرة على هذا المبلغ ..

  10. يقول لحسن:

    كما هو حال دائما في الدول العربية، ينبغي أن تنتظر مصادقة صديق عدو عل بيع الأسلحة لها. بينما ذالك الذي نقول عنه انه صديق العداوة في قلبه اهم من الصداقة التي نلتمسها منه.
    ننتظر

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية