(1) اعتقلت الشرطة البريطانية في أيار/مايو الماضي شابين بريطانيين كانا في طريقهما إلى «الجهاد» سوريا وقدمتها للمحاكمة. ولدى تفتيشهما وجد لديهما كتابان ابتاعاهما حديثاً على الانترنيت، عنوان أولهما «الإسلام للبلهاء»، والثاني «القرآن للبلهاء». وكما يعرف متابعو هذه السلسلة فإنها تقدم تعريفات مبدئية عن المواد المختارة لمن لا يعلم عنها شيئاً إطلاقاً، مما يعني أن الشابين قد اختارا السفر للجهاد، والشروع في القتل والقتال، دون أدنى إلمام بالإسلام وتعاليمه.
(2)
ينطبق هذا على طائفة كبيرة من الشباب «المجاهدين»، بعضهم من دخل الإسلام حديثاً وليس لديه إلمام باللغة العربية، مما يشكل خطراً كبيراً من حيث انضباط تصرفات بعضهم بتعاليم الدين. وهناك تجارب سابقة لجهاديين، بل حركات جهادية بأكملها مثل الجماعة الإسلامية في مصر، تابوا إلى الله من ممارسات اكتشفوا خطأها. ولكن بعد أن سالت دماء كثيرة وانتهكت حرمات.
(3)
فإلى أي حد تكون التوبة مقبولة بعد كل هذا الخراب وسفك الدماء؟ وما هو موقف من قتلوا أو ماتوا قبل توبتهم؟ طبعاً أمر التوبة متروك إلى الله جل وعلا، وهو يقبل التوبة ممن يشاء. ولكن الثابت أيضاً أن من اعتدى على بريء لا بد أن يطلب العفو ممن اعتدى عليه، وهو أمر يتعسر على القاتل. وفي صحيح الذكر أن من قتل بريئاً فكأنما قتل الناس جميعاً، وأن جزاءه جهنم خالداً فيها.
(4)
كثير من المندفعين إلى ما يسمى بالجهاد يرونه تذكرة مجانية إلى الجنة، وأن ارتكاب الكبائر تحت هذه الراية جائز بل ومحمود. ويستسهل هؤلاء القتل بأتفه المبررات، حتى قتل رفافهم في «الجهاد»، وكذلك سلب حقوق الآخرين. ولو كان الأمر كذلك لكانت الجنة مملوءة بالقتلة والمجرمين والسراق، في مخالفة صريحة لقوله تعالى: «أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟» وفي الحديث أن رسول الله صلى عليه وسلم قال عن مسلم قتل في وهو يقاتل في صف المسلمين: «هو في النار». واتضح أنه سرق شملة! فما بالك بمن كانت جرائمهم أكبر.
(5)
الجريمة الأكبر هي بالطبع الإساءة للإسلام والصد عن سبيل الله، وذلك بمخالفة تعاليم الإسلام. فعندما يقتل المستأمنون الأبرياء الذين جاءوا لخدمة ومساعدة أهل سوريا المنكوبين بالأسد وداعش ومصائب أخرى، وعندما ترتكب خيانة الأمانة والعهود، ويروع الجيران الآمنين (ولا يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه، كما في الحديث)، فهو إثم عظيم. أما عندما يفترى على الله الكذب ويقال إن الله أمر بهذا (والله –تعالى عن ذلك علواً كبراً- لا يأمن بالفحشاء والمنكر والبغي)، فإن هذه هي حقاً كبيرة الكبائر. ومن كان يعتقد أن مثل هذه الكبائر «تذكرته» إلى الجنة ورضوان الله فقد ضل ضلالاً بعيداً.
(6)
كثير من المسلمين يركبون اليوم قوارب الموت طلباً للأمن في شواطئ أوروبا بعد أن افتقدوه في بلدانهم، بأسباب كثيرة منها تكاثر عصابات البغي التي تتدثر بالإسلام ودين الله منها براء. وعندما تحط ركابهم يجد من نجا الأمن والمأوى الكريم والغذاء، ثم العلاج والعمل والتعليم والرعاية لأبنائهم. فأي خيانة وجريمة في حق أنفسهم وحق الآخرين والإسلام حين يقوم هؤلاء بقتل جيرانهم الآمنين بأي حجة كانت؟
(7)
من حق من شاء أن يرد على سفاهة من يعتدي على حرمات الآخرين ويسيء إلى رموزهم الدينية. وهذا متاح في الديمقراطيات بالرد بالمثل، والتظاهر والاحتجاج والمقاضاة وغيرها من الوسائل القانونية. وليس هناك مبرر والحالة هذه ممارسات العدوان المسلح ضد أي كان.
(8)
وقد اشتمل العدوان الغادر على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية في باريس أمس الأول على مخالفات شرعية لا حصر لها، بدءاً من خرق عقد الأمان مع الدولة الفرنسية، والعدوان على الحريات التي يستفيد منها المسلمون قبل غيرهم. ولكن العاقبة التي لا تقل أهمية هي أن هذا العدوان سيجعل من الصعب، إن لم يكن المستحيل بعد اليوم الإنكار على تعدي البعض على الإسلام ورموزه. فقد أصبحت مقولات الصحيفة أقرب إلى «المقدس»، لأن كل من ينتقدها سيتهم بممالأة الإرهاب. أصبحت الصيحة اليوم في باريس «كلنا شارلي»، بمعنى كلنا سنتطاول على رموز الإسلام، ولن يجرؤ أحد على انتقادنا بعد اليوم.
(9)
هذه نتيجة تكاد تكون حتمية. فكل قضية يتوسل إليها بالإرهاب تصبح خاسرة. يكفي أن ظهور القاعدة وجبهة النصرة في سوريا أصبح أفضل رصيد للأسد، وأصبح المسلمون السنة في العراق والشام بغير نصير لهذا السبب. وعليه تتحمل هذه الفئات الباغية، فوق أوزارها الأخرى، وزر استمرار معاناة أهل هذه البلدان. وكل دم يراق وطفل بريء يبيت جائعاً هو في رقاب هؤلاء الذين يبررون تجاوزاتهم من قتل للأبرياء واعتداء على الحرمات بالضرورة التي تبيح المحرمات. ولكنهم يحققون عكس ما يتوسلونه من دفاع عن المظلومين، فيبوؤون بإثم مخالفة الشرع وإثم الإضرار بمن يدعون أنهم يدافعون عنه.
(10)
كثيراً ما يسارع العرب عندما تقع كارثة مثل عدوان باريس بالزعم أنها من تدبير جهاز مخابرات أجنبي للإساءة للمسلمين. وكفى بهذا إدانة لمثل هذه الجرائم التي يتورع عنها شياطين الإنس. فكيف ياترى يتوسل البعض دخول الجنة بما يتبرأ منه حتى عتاة المجرمين؟ ربما لو طالعوا كتاب «الإسلام للبلهاء» لوجدوا إجابة.
٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
د. عبد الوهاب الأفندي
الدكتور الأفندي لك جزيل الشكر علي الشرح المبسط لكل ذي عقل اتخذ طريق الاسلام طريق الحق هذا اولا
ثانيا وهو الأهم ان أساس المشكلة هو في الوطن الأصلي المستباح
ولعلك غفلت عن ذكر جماعة الاخوان المسلمين التي استباحت وطنا وشعبا كاملا تحت راية جهاد التمكين والاستحواذ علي كل مقدرات الأمة
حتي اصبح جل السودانيين في المهجر حيث بالتأكيد تم ويتم اضطهادهم
بشكل يومي
ثالثا مع كل القبح الموجود في عالمنا العربي والإسلامي الا ان اتهام المسلمين
بمهاجمة الصحف ووزارة الدفاع الامريكية والبرجين الخ الخ هو من الأشياء المضحكة لان لو كان بإمكان المسلمين مهاجمة كل من أساء الي الرسول
عليه أفضل الصلاة والسلام لكان اول من تم الهجوم عليه هو كل الأنظمة العربية الموجودة الان علي سدة الحكم لان جرمها في حق رسول الله ابشع من الصحف الغربية فتلك الصحف اعتادت علي سب الرسل كافة وما افتراهم وشتمهم لرسول الله عيسى المسيح بن مريم عليه السلام الا مثال ناصع علي سلوكهم وهذا شانهم اما المسلمين فهم براء من كل اعمال العنف في الغرب
وكفي برموزنا الدينية والإعلامية والسياسية الاعتذار عن كل شي في الأساس
لا ناقة لنا ولا جمل في ما حدث
وشكرا قدسنا الحرة دوما علي نشر الحقيقة
مقال ممتاز جدا يا دكتور عبدالوهاب
فأنت لم تدع لي ثغرة أعلق عليها
لقد أبدعت يا زول
ولا حول ولا قوة الا بالله
ان عقيدة من قال ﻻ اله اﻻ الله دخل الجنة وان فعل ما فعل من الجرائم والموبقات ما دام يلوك الشهادتين بلسانه، فاذا لم تكفيه لوحدها كانت هناك الشفاعة المسطر حديثها بماء الذهب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم”شفاعتي ﻻهل الكبائر من امتي” ونسي هؤﻻء او تناسوا ما سطره الله تعالى في كتابه” واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون”
” واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون”
” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون”
” قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون”
” وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع”
فاذا لم تسعف الشفاعة طالبها ادخل النار للتطهير لمدة محدودة وايام معدودة وهم المسمون بالجهنميين فيخرجون من النار الى الجنة حتى اذا رأى اهل الجنة من اﻻنبياء والمرسلين و الصالحين هؤﻻء الجهنميون تمنوا لوكانوا في الدنيا مثلهم!!
اين اصحاب هذه العقائد التي شرعنت اﻻستبداد وظلم الحكام وقهرهم للناس منذ سقوط الخلافة الراشدة كما يروى ان اربعين عالما اقسموا اليمن امام أحد خلفاء بني امية ان الحاكم ﻻشيء عليه فيما يفعل ويذر، وﻻ زالت مثل هذه العقائد قائمة الى يومنا هذا، اين هم من قوله تعالى “وقالوا لن تمسنا النار اﻻ اياما معدودة. قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما ﻻ تعلمون.
لقد إختلط الحابل بالنابل في رؤوس العديد من الشباب الذى يرفض المظالم والإستعباد , يفرغ غضبة في الجميع بدون تمييز وكفرا بهذة الحياة , مسؤولية من تحديد العدو الحقيقي الواجب الجهاد ضدة ؟ أهل المعرفة والعلم بهذة الأمور مشاركين بالجريمة بالصمت خوفا من ربط الجهاد بالإرهاب , لكنهم بذلك يتركون المجال لكل جاهل أن يدلوا بدلوة تغريرا وخداعا وكذبا لغرض في نفس يعقوب . قتل الأبرياء لا علاقة لة بالجهاد بل هو جريمة وخدمة للأعداء . فعن أى جهاد يتحدث هؤلاء الجهلة الأغبياء ؟ .