بعد مونديال قطر دخلت عديد الأندية في أزمات نتائج وأداء وتراجع مستويات لاعبيها بدرجات متفاوتة، أحالها البعض الى العطلة الشتوية الطويلة بسبب إجراء كأس العالم في منتصف الموسم لأول مرة في التاريخ، فكان باريس سان جيرمان أكثر الفرق تأثرا، حيث تراجع مردود ميسي ونيمار، وأصيب مبابي، ما أدى الى تراجع النتائج بدءا من إقصاء الفريق من كأس فرنسا على يد مارسيليا، إلى تعرضه لخسارتين في الدوري، ثم الخسارة في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال على يد البايرن أمام جمهوره، ما ينذر بنهاية موسم مبكرة في حالة إقصائه من دوري الأبطال بعد خروجه من كأس فرنسا الأسبوع الماضي، ويصعب من مهمته في التتويج بلقب الدوري بعد خسارته الأخيرة أمام موناكو، وهو الذي يعرض الفريق الى تداعيات تعقد من مأمورية الاحتفاظ بنجميه مبابي وميسي.
على مدى سبعين دقيقة من مواجهته للبايرن الثلاثاء الماضي كان أداء البيأسجي مخيبا، ظهر فيه لاعبوه بدون روح ولا انسجام، ولا قدرة على صناعة الفارق الى غاية دخول مبابي الذي قلب موازين المباراة لوحده، مؤكدا أنه النجم الأول في الفريق بلا منازع، اضطر المدرب غالتييه لابقائه في كرسي الاحتياط بسبب تراجع لياقته البدنية، ليتضح مرة أخرى أن امتلاك ثلاثة نجوم كبار غير منسجمين في فريق واحد، لكل منهم شخصيته، لا يصنع فريقا يلعب جيدا ويفوز بالمباريات، ما لم تكن هذه الفرديات في خدمة المجموعة وتلعب بروح الجماعة التي يصنعها المدرب في غرف الملابس قبل أرضية الميدان، لكن يبدو أن كريستوف غالتييه غير قادر على ذلك، وهو الذي خاض أول ثمن نهائي دوري أبطال في مشواره كمدرب وخسر ثلاث مباريات متتالية في جميع المسابقات.
المدرب غالتييه لم يحسن أيضا تسيير مرحلة ما بعد مونديال قطر التي أطال فيها ميسي عطلته، وعاد منها نيمار متأثرا معنويا، بينما اضطر مبابي الى استئناف اللعب مع الفريق من دون أن ينال نصيبه من الراحة، ليتبين أنه كان بحاجة لها فذهب في عطلة الى أمريكا، عاد منها في حالة بدنية سيئة أثرت على مردوده، ومنعته من المشاركة أساسيا أمام البايرن، وهي كلها معطيات تؤكد سوء تسيير المجموعة كلف تراجع المردود الفردي والجماعي للفريق، وقد يؤدي إلى ترحيل المدرب قبل نهاية الموسم في حالة الخروج من ثمن نهائي دوري الأبطال الذي يبقى هدف الباريسيين خلال العقد الأخير، وقد يتحول الى عقدة تلاحق الفريق، يصعب تحقيقه في وجود أكثر من نجم واحد يعتبرون أفضل اللاعبين في العالم حاليا، كل واحد فيهم بإمكانه صناعة الفارق، لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك سويا.
بعد ثلاثة أسابيع من الآن في الثامن من مارس/آذار المقبل يكون الموعد مع مباراة العودة التي ستكون بمثابة نهائي الموسم للبيأسجي قبل انتهاء الموسم بشهور، أمام فريق ألماني لم يكن بدوره في أحسن أحواله بعد المونديال بتسجيله ثلاثة تعادلات متتالية قبل أن يعود بقوة حتى من دون ساديو ماني المصاب، بقيادة الصغير جمال موسيالا هداف الفريق الذي سجل 14 هدفا وساهم في عشرة، ومدرب يملك خيارات فنية كبيرة تسمح له بتغيير نمط وطريقة اللعب أثناء المباراة بما تقتضيه الضرورة، ويعتمد على روح مجموعة متضامنة، في وقت يتخبط البيأسجي في مشاكل فنية ونفسية، زادتها تعقيدا ضغوطات جماهيرية ناتجة عن تسريبات أسرار غرف الملابس الى وسائل الاعلام الفرنسية حول أجواء مشحونة بين اللاعبين.
وقبل تقرير مصيره أوروبياً أمام البايرن في لقاء العودة، يخوض البيأسجي مباراتين متتاليتين صعبتين في الدوري ضد ليل ومارسيليا، في حالة الفوز بهما سيواجه الألمان بمعنويات مرتفعة تسمح له بتوظيف قدرات لاعبيه بشكل أفضل ومواصلة مشوار البحث عن التاج الأوروبي الذي يجري خلفه منذ سنوات ويسعى للفوز به حتى يرتقي الى مصاف الكبار، والا سيكون مضطرا لإعادة النظر في استراتيجية استقطاب النجوم التي يعتمد عليها لحد الآن.
إعلامي جزائري
وحتي لو فاز باريس سان جيرمان ببطوله دوري أبطال أوروبا فلن يجعله هذا من كبار انديه من حيث الشعبيه ولكن ربما النادي من كبار أثرياء أوروبا نظرا لثروه مالك النادي فقط وليس كشعبيه
باري سان جيرمان مظبط على امبابي. اذا كان مبابي جيدا فالفريق جيد. أتمنى أن يكون كيليان في أحسن الظروف ليمكن فريقه من التأهل. لأنني اريد ان أرى ميسي و نيمار و مبابي و سيرجيو راموس و حكيمي في الربع و لماذا لا في النهائي.