بيروت- “القدس العربي”: بعد تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف إطلاق النار في غزة، الإثنين، تتجه الأنظار إلى الجبهة الجنوبية اللبنانية لمعرفة ما إذا كان هذا القرار سيسري عليها أم أن إسرائيل ستواصل التهويل على لبنان بتوسعة الحرب توصلاً لعودة سكان المستوطنات إلى الشمال. ولاحظ مواكبون للعمليات العسكرية أن حزب الله ومع لجوئه للرد على الغارات الإسرائيلية وخصوصاً تلك التي تستهدف بعلبك والمناطق البعيدة عن الحدود، إلا أنه يُبقي ردّه ضمن الإطار المضبوط لعدم إعطاء العدو الإسرائيلي أي ذريعة لتوسعة الحرب.
ونعى حزب الله شهيدين جديدين “على طريق القدس” هما حسين علي أرسلان ومحمد ابراهيم الزين، وكلاهما من جنوب لبنان.
وكان الحزب قصف مقر كتيبة “ليمان” المستجد بالمدفعية وأصابه إصابة مباشرة، وأطلق نيرانه في اتجاه هدف عسكري إسرائيلي مقابل بلدة بليدا، كما استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا وموقع بياض بليدا، وأفيد بإطلاق دفعة صواريخ في اتجاه منطقتي الجليل الغربي والأعلى. وتحدث إعلام عبري عن سقوط 5 صواريخ في منطقة رأس الناقورة، وعن دوي صفارات الإنذار في الجولان خشية تسلل مسيّرة.
وشن الطيران المعادي غارة على منزل في الأطراف الغربية لميس الجبل، واستهدف جيش الاحتلال بالمدفعية المنطقة الواقعة بين بلدتي حولا وميس الجبل بعد ساعات على استهداف سهل مرجعيون وتل نحاس في كفركلا والجي الشرقي في الخيام.
#بالفيديو – مراسل #ميسيّات: من آثار الغا.رة الجوية الاسرائيلية المعا.دية التي شنها الطيران الحربي واستهدفت عند الساعة 5:05 من صباح اليوم منزلاً في منطقة رأس الظهر غرب بلدة #ميس_الجبل..
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. pic.twitter.com/37auOiV2B9— Mhd Zahreddine (@mhd_zahreddine) March 25, 2024
وتأتي هذه المواجهات تزامناً مع زيارة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن في “مسعى للحصول على دعم أمريكي واسع لإسرائيل لتوسيع القتال ضد حزب الله لإرغامه على سحب مقاتليه من منطقة الحدود شمالاً”، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، التي ذكرت أن غالانت “يحض الأمريكيين على تصعيد الضغط على طهران، من أجل لجم حزب الله، رغم أن احتمالات أن تخاطر إدارة بايدن بمواجهة مع طهران خلال سنة انتخابات ضئيل جداً”.
وأشارت الصحيفة إلى “أن أكثر من 60 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون على طول الحدود الشمالية مع لبنان أُمروا بإخلاء منازلهم في أول إخلاءٍ جماعي للمنطقة في تاريخ إسرائيل”. وقالت “إن الصواريخ المضادة للدبابات التي أطلقت من لبنان، ألحقت أضراراً بعشرات منازل المستوطنين، أما المستوطنون الذين رفضوا الإخلاء فتجنبوا إنارة الأضواء ليلاً حتى لا يصبحوا أهدافاً مرئية”.
أما على خط حزب الله، فقد قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض خلال تشييع أحد شهداء الحزب: “يبدو من المفيد أن نعيد تذكير العدو الإسرائيلي الذي يحتاج إلى أن نذكره، لأنه غير متوازن، بأن المقاومة على الرغم من أنها لا تريد توسعاً في هذه الحرب، إلا أن ذلك لا يعني على الإطلاق عدم استعدادها للذهاب إلى أبعد مدى في عملياتها الرادعة لهذا العدو، إذا ما تمادى في عدوانه ضد المناطق اللبنانية”، مضيفاً “إذا ظن العدو أنه يذهب إلى البقاع الغربي أو إلى بعلبك من دون أن يدفع هذا الثمن من كيسه، فهو مخطئ”. وأكد أن “ما حصل في اليومين الماضيين، يؤكد بالقول والفعل أن هذه المقاومة عند كلامها، وأنه ليس هناك من اعتداء صغُر أم كبُر يستهدف منطقة أو مدنيين، إلا وترد عليه المقاومة مباشرة وبالطريقة المناسبة التي تجعل هذا العدو يدفع ثمن جريمته، وعلى العدو أن يدرك هذا الأمر جيداً، وألا يخطئ لا في حساباته ولا في قراءته ولا في فهمه لمسار المواجهة، وهذا هو موقف المقاومة الذي أعلنته مراراً، والذي تعيد التأكيد عليه اليوم كموقف سياسي، وأكدت عليه في اليومين الماضيين على المستوى الميداني”.
وأكد عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق “أن الإدارة الأمريكية شريك كامل في العدوان على غزة وهي المسؤولة عن الحرب قراراً ودعماً وتغطيةً ودماً وأيضاً هي المسؤولة عن إطالة أمدها”. ولفت إلى “أن المقاومة في اليمن وسّعت نطاق استهدافها للسفن حتى وصلت إلى ما بعد البحر الأحمر ووصلت إلى المحيط الهندي، أما العرب للأسف هناك من استعاض عن الجسر البحري إلى إيلات بجسر بري من الخليج إلى حيفا وهناك من يُساعد الكيان الصهيوني في ذروة الحرب وقالها الإسرائيليون مراراً أنه لا يوجد أي دولة عربية مطبعة جمّدت أو قطعت علاقاتها مع إسرائيل”. وقال “المقاومة في لبنان كانت السباقة في مساندة ونُصرة غزة واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على طول الحدود وفضحت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته”، مشيراً إلى “أن العدو عاجز عن حماية المستوطنين لذلك لجأ إلى سلاح تدمير البيوت لعله بذلك يكسر قرار المساندة إلا أن لم موقفنا لن يتغيّر وسيبقى موقفاً صلباً وراسخاً وثابتاً في المساندة”.
وختم “إسرائيل المهزومة هي أوهن من أن تفرض شروطها أو أن تنفذ تهديداتها على لبنان، وعندما يُباشر العدو بتوسعة اعتداءاته على المدنيين وعلى العمق فإن المقاومة ترد رداً شديداً وسريعاً”.
كما رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي “أن إسرائيل باتت محاصرة داخل فلسطين، ومردوعة بشكلٍ محكم من جبهات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق”، وأشار إلى “أن الكلام عن توسعة الحرب هو لرفع معنوياتها المنهارة، وهي أساسًا لا تحتاج إلى ذرائع كي تشن حربًا على لبنان، بل إن ما يمنعها من القيام بذلك أنها مردوعة بشكلٍ كامل، لذلك على القلقين أن يطمئنوا لقدرة الردع لدى حزب الله”.
كذلك، أكّد رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن “أن المقاومة بدأت بالإسناد في اليوم التالي للهجوم على غزة في 8 أكتوبر، وستُواصل عملياتها بالإسناد. وما تقوم به إسرائيل هو تهجير لأهالي غزة والضفة الغربية وعرب الـ 48 هدفه ألا يعودوا إلى فلسطين”. وقال: “إذا انتصر العدو في غزة سيعود إلى ما كان يفعله في سنوات ما قبل المقاومة عندما كان يتوغل بالقتل، لأن العدو ما قبل المقاومة لم يكن مردوعاً”. وطالب “اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين والعرب، بدفع الخطر الحقيقي عن المنطقة بتأييدهم للمقاومة لأنها تدفع الخطر عن لبنان، وقال “في عام 1948 خذل العرب الفلسطينيين فهاجروا إلى لبنان، واليوم نتحدث عن رفض التوطين، وعلينا أن نُفشل العدو في مخططاته؛ لأن انتصاره في غزة يعني أنه سيعود إلى الضفة ولبنان ليقوم بما كان يفعله في سنوات ما قبل المقاومة. وإعتبر “أن بيانات الاستنكار من الدول والرؤساء والملوك ومجلس الأمن والشخصيات السياسية وحدها لا تكفي، وهذه أقل ما يمكن فعله، لأن العدو لا يعبأ بالإدانة، وهو فوق القانون الدولي ويفلت من العقاب ولا يُحاسب ووصل به الأمر إلى الحد الذي يرتكب فيه المجازر ولا يُحاسَب أو يعاقب ولو بعقوبة واحدة أو بوقف السلاح. وبريطانيا وأميركا ما تزالان تمدانه بالذخائر وبعض الدول العربية بالماء والوقود والذخائر وهو يعمل على تقطيع أوصال غزة بمصادرة 8000 هكتار، وهو مستمر بذلك وهذا خطر على الدول العربية كلها”.