هل تعود العلاقات بين كردستان وإسرائيل بعد هجوم إيران على أربيل؟

حجم الخط
1

بعد هجمة الصواريخ الباليستية الإيرانية على مواقع مختلفة في أربيل عاصمة إقليم الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق، زعم أن قاعدتين إسرائيليتين لا تزالان نشطتين في الإقليم ذي الحكم الذاتي. طرح طلب واضح لإخلائهما، وإلا فستعمل إيران عسكرياً بشكل حر.

يمكن كتابة أكوام من الكلمات على العدوان الإيراني تجاه الحكم الذاتي الكردي وعلى العلاقات المركبة لأربيل وبغداد، ولكن سواء صدق ادعاء إيران بأن إسرائيل تعمل في أراضي الحكم الذاتي أم كذب، فإن إطلاقه يلمح بأن ثمة ارتباطاً واضحاً بين الكيان السياسي الكردي في شمال العراق وإسرائيل، ارتباطاً شاذاً جداً بين أقلية إسلامية والدولة اليهودية.

الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق – أو الحكم الإقليمي الكردي – أقيم في 1992 بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في أثناء حرب الخليج عن منطقة حظر طيران فوق الأجزاء التركية من شمال العراق، مما أدى إلى طرد قوات الطاغية العراقي صدام حسين من المنطقة. وأقام زعماء التنظيم السري الكردي – مقاتلو البيشمركة الشجعان – برلماناً وحكومة، وأصبحت أربيل عاصمة الإقليم.

شهد إقليم الحكم الذاتي حرباً أهلية دامية بين 1994 – 1997 بين الفصيلين السياسيين الكرديين الأساسيين. وانتهت الحرب بتسوية سياسية سمحت بقدر معين من الاستقرار والديمقراطية في هذا الإقليم. وبعد سقوط نظام صدام في 2003 أصبح إقليم الحكم الذاتي الكردي جزءاً من الاتحاد الفيدرالي العراقي ونال الحكم الذاتي. وأدى الأمر إلى ازدهار اقتصادي كبير. وبخلاف العراق الذي غرق في حرب الكل ضد الكل وفي ركود لا ينتهي، نما الإقليم الكردي وتطور.

قطع العلاقات – وتسخينها

نشأت العلاقة بين الدولة اليهودية والأكراد في شمال العراق قبل كثير من نيل الأكراد قدراً ما من الحكم الذاتي. فقد بدأت العلاقة منذ الستينيات، عندما تطلعت حكومة إسرائيل إلى خلق تحالف للقوى غير العربية في الشرق الأوسط لتحقيق نوع ما من التفوق في مواجهة وحدة الدول العربية في صراعها ضد إسرائيل.

بمساعدة إيرانية، سلح الموساد ودرب مقاتلي زعيم الأكراد الشهير مصطفى برزاني. زعماء الأكراد، بمن فيهم برزاني نفسه، وصلوا إلى إسرائيل في زيارات سرية، وممثلو الجيش والحكومة في إسرائيل وصلوا إلى شمالي العراقي.

إن العلاقة بين الأقلية الكردية في العراق وإسرائيل وصلت إلى ذروتها في 1966 عندما نجحت قوة من مقاتلي البيشمركة الكردية في تصفية لواء من الجيش العراقي في معركة جنوبي أربيل بقواها الذاتية. وأقامت إسرائيل في تلك الفترة مستشفى ميدانياً للمقاتلين الأكراد المصابين. رغم ذلك، قطعت إيران علاقاتها مع الأكراد في 1975، وانقطعت العلاقة بين إسرائيل والأكراد بقدر ما.

رغم انقطاع العلاقات والمصاعب التي علق فيها الصراع الكردي للاستقلال، فإن المشاعر المؤيدة لإسرائيل في أوساط الكثيرين من رجال القيادة الكردية بقيت على حالها، بل نقلت إسرائيل مساعدة إنسانية إلى شمال العراق عبر تركيا في الثمانينيات.

مع طرد قوات صدام من شمال العراق، بدأ تحسن متجدد في العلاقات. في 2004 التقى زعيم الإقليم الكردي مسعود برزاني مع رئيس الوزراء ارئيل شارون، وأعلن الرجلان عن علاقات معينة بين الحكم الذاتي وإسرائيل. وأعلن برزاني نفسه بأنه إذا أقام العراق علاقات مع إسرائيل فسيعمل على إقامة قنصلية إسرائيلية في أربيل. وعلى مدى السنين، أشارت تقارير أجنبية إلى علاقة متصاعدة بين القدس وأربيل، وفي أثناء الحرب ضد داعش بين 2014 و2017، علم أن إسرائيل ساعدت البيشمركة في صراعها ضد التنظيم الإرهابي.

“فرح بنجاح إسرائيل”

في ضوء التهديد المتصاعد من إيران، يرى كثيرون في كردستان العراقية أن الحلف مع إسرائيل حلقة أخرى تساعد على ضمان مستقبل الحكم الذاتي، بل وربما رفعه في المستقبل إلى الاستقلال.

د. مهدي فرج، محاضر وخبير في العلاقات الدولية في الجامعة الكردية، يقول: “نتقاسم الكثير من المزايا المشتركة. في الماضي ساعد الأكراد اليهود بالهجرة إلى البلاد، وإسرائيل ساعدت الأكراد في القتال ضد صدام. مثل أكراد كثيرين، أنا سعيد بنجاح إسرائيل. وأقدر قصتها. كان بودي أن أرى إسرائيل تساعد في حل المسألة القومية للأكراد”.

بقلم: نوعا بار

 إسرائيل اليوم 21/3/2022

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    أظن أن اربيل قد فهمت الدرس الإيراني المؤلم
    اللهم عجل بتحرير فلسطين كل فلسطين و اكسر اللهم شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين

إشترك في قائمتنا البريدية