هل تغيرت إيران؟

حجم الخط
0

‘تقع مدينة همدان القديمة على مبعدة 360 كم جنوب شرق طهران. وقد زرتها مرتين بعد الثورة. إن يهود ايران يُساوون بين هذه المدينة وسوسان التي يرد ذكرها في مجلة ‘إستر’، وهم يرون أنه دُفن هناك مردخاي اليهودي والملكة إستر.
تستقبل الزائر عند مدخل المدينة رسوم جدارية ضخمة يظهر فيها ولد وبنت ايرانيان: ولد وبنت يساعدان أعمى على قطع الطريق، وولد وبنت يفركان أسنانهما، وولد وبنت يقرآن في القرآن، وولد وبنت يُحرقان علم اسرائيل. إن سلسلة الصور في الجمهورية الاسلامية الايرانية طبيعية. ينقص المشهد فقط صورة ولد وبنت يحرقان علم الولايات المتحدة الأمريكية كي نحصل على ولد وبنت ايرانيين كاملين في فترة الثورة.
بيد أن الشعارات المضادة للشيطان الأكبر، امريكا، موفورة في طهران. من المؤكد أن المُصدر الذي جاء الايرانيين بشعار تسقط امريكا، كف عن العمل وهو يعد الريالات. وقد ظهر ذلك الشعار مرة اخرى أمس في خلال يوم كراهية الولايات المتحدة. فلم تؤثر المكالمة الهاتفية بين اوباما وروحاني في الحقيقة في صورة امريكا في ايران. فامريكا بالنسبة لايران هي امريكا نفسها. والسؤال الكبير اليوم هل ايران هي ايران نفسها بالنسبة لامريكا ايضا؟.
استيقظت امريكا أمس على الصور القاسية في مظاهرات طهران. من الصعب شيئا ما على المواطن في نبراسكا أو في ألينوي أو في أورغون أن يفهم ما يحدث هنا: فقد بيّنت له وسائل الاعلام من جهة أنه أصبحت توجد ايران مختلفة ومنفتحة ومبتسمة تؤمن بالمحادثات الذرية. لكنه يسمع من جهة اخرى فجأة أن الرئيس المبتسم الجديد ‘غير متفائل’ والى ذلك ما زالوا يحرقون علمه… فما الجديد؟.
ستتجدد المحادثات الذرية في نهاية الاسبوع. ويوحي الايرانيون الآن بالتشاؤم ربما بعد أن تبين لهم أن هجوم الابتسامات لا يفضي الى اسقاط العقوبات بسهولة. فماذا يفعلون؟ فهل يتظاهرون بمظهر الشاعرين بالاهانة ومن يصعب الاقتراب منهم؟ وينبغي أن نأمل ألا يضعف الغرب في هذه المرة ايضا حتى لو لم يتوقع شق طريق في الجولة القريبة ايضا، كما تقول جهة اوروبية مقربة من المحادثات.
‘غير الايرانيون النهج: فهم يبتسمون ويتحدثون الانجليزية. بيد أن آلات الطرد المركزي تدور في خلال ذلك. ولم يتخلى النظام عن القنبلة الذرية’. وليس هذا الشيء المقتبس اسرائيليا بل هو لدبلوماسي فرنسي كبير ورد في صحيفة ‘ليفيغارو’. فيبدو أن ليس كل شيء ضائعا وأن اسرائيل ليست هي الوحيدة التي تخاف.
إن الامر على الورق في جنيف يبدو واعدا، فهناك من جهة الفائز بجائزة نوبل للسلام (اوباما) وفي مقابله رئيس ليبرالي ومبتسم (روحاني). و الجمع بينهما أشبه بالقنبلة.
بيد أنه يوجد بالفعل الولايات المتحدة في مقابل الجمهورية الاسلامية الايرانية. وهذا الجمع غير الطبيعي بالنسبة للولدين الظريفين من مدينة همدان.

اسرائيل اليوم 5/11/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية