ملامح توتر دبلوماسي تلوح في الأفق بسبب “فضيحة بيغاسوس”

حسين مجدوبي
حجم الخط
7

لندن- “القدس العربي”: بدأت ملامح توتر دبلوماسي بين الدول  تلوح في الأفق؛ بسبب عمليات التجسس الواسعة بواسطة البرنامج الإسرائيلي “بيغاسوس” التي نفذتها أجهزة أمنية واستخباراتية ضد صحافيين ونشطاء حقوقيين وسياسيين.

وانفجرت الفضيحة العالمية الجديدة للتجسس الأحد الماضي بفضل التحقيقات التي قامت بها مجموعة “فوربدين ستوري” بدعم 17 صحيفة عالمية منها لوموند والغارديان وواشنطن بوست ثم أمنستي إنترناشيونال التي حصلت على لائحة تضم 50 ألف رقم هاتف من شتى أنحاء العالم قامت أجهزة استخبارات بالتجسس عليها. وحسب المعطيات التي تم نشرها يوم أمس، انفردت المكسيك بالصف الأول بالتجسس على 15 ألف رقم، تليها المغرب والإمارات بعشرة آلاف رقم، ثم دول عربية أخرى مثل السعودية والبحرين وكذلك من الاتحاد الأوروبي مثل هنغاريا.

وعمليا، يفترض استعمال بيغاسوس للتجسس فقط على الإجرام المنظم والإرهاب كما تؤكد الشركة المصنعة في ميثاقها، لكن ومنذ سنة 2016، تقوم الدول بالتجسس على هواتف السياسيين والصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان. وجرى نشر أسماء صحافيين جرى التجسس عليهم بواسطة بيغاسوس من المغرب وإسبانيا وفرنسا والإمارات والمكسيك والهند والسعودية ضمن دول أخرى.

وبدأت عملية التجسس تشير إلى وقوع توتر دبلوماسي، فقد كانت ردود فعل بعض الدول قوية ضد التجسس مثل فرنسا التي انتقدت تعرض مواطنيها للتجسس من طرف جهات أخرى، في إشارة إلى المغرب. ثم هنغاريا التي تعرضت لانتقادات الاتحاد الأوروبي. ورغم نفي بعض الدول التجسس، سيتفاقم بدون شك التوتر، بعدما بدأ القضاء في دول أوروبية والبداية مع فرنسا يحقق في الجهات التي تجسست على الصحافيين والسياسيين الفرنسيين، حيث من المحتمل توجيه اتهامات إلى مسؤولي دول أخرى.

ومن ضمن المعطيات المثيرة، أن بداية التجسس كانت سنة 2016، وانفجرت فضيحة كبرى سنة 2019 عندما جرى اكتشاف تجسس هذا البرنامج على الهواتف التي تستعمل تطبيق واتساب، وتقدمت الشركات الرقمية الكبرى فيسبوك ومايكروسوفت وأمازون وغوغل بدعوى في محكمة سان فرانسيسكو ضد الشركة الإسرائيلية. ويعتقد أن هذه الدعوى كانت وراء اتخاذ الشركة الإسرائيلية قرارا بعدم تسهيل عملية التجسس على الهواتف التي تحمل أرقاما أمريكية ثم بريطانية، أي أن محاولات التجسس على هذه الهواتف يكون مآله الفشل باستثناء من تستهدفه إسرائيل لمصالحها القومية شخصيا وليس دول أخرى.

وكشف مصدر من الذين جرى التجسس عليهم لـ”القدس العربي” تعرض “هاتفه وهاتف زوجته وهاتف السكرتيرة وهاتف السائق الذين يحملون أرقاما محلية (في بلد عربي) للتجسس، لكن لم يتم اختراق رقمه الأمريكي”. ويضيف: “لمّا سألت، أخبروني أن الشركة الإسرائيلية برمجت بيغاسوس لكي تفشل الدول التي اقتنت البرامج في التجسس على الأرقام الأمريكية، والاحتمال الكبير بإضافة إن إس أو الأرقام البريطانية إلى لائحة الدول التي يصعب التجسس عليها بعد فضيحة 2019 وتفادي القضاء الأمريكي والبريطاني، ولكن يجب انتظار الإفراج عن التقرير ومعرفة على من جرى التجسس وأين فشلت محاولات الاختراق”. خاصة أن عددا من الصحافيين البريطانيين والأمريكيين كانوا ضمن عشرات الألاف التي تعرضت هواتفهم للتجسس.

ومن ضمن المعطيات المثيرة في الوقت ذاته، هي تعرض بعض الأرقام التي تعود إلى صحافيين ونشطاء حقوقيين للتجسس من طرف عدد من الدول العربية في آن واحد خاصة بين 2017 إلى 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سنة الهية:

    ولا يمكرون الا بأنفسهم !.

  2. يقول عبد الكريم البيضاوي:

    فضيحة بكل المقاييس ليس أقلها أخلاقيا, أن يتجسس البعض على مكالمات خاصة للأزواج والأصدقاء وكل مايذكر ويقال إضافة للغرض الذي من أجله يتجسسون مع تعليقات وقفشات المشرفين على ذلك بدون شك, أمر سيء بالنسبة للضحايا ولا أخلاقي على الأقل ولو أن الأمر أسوأ من ذلك.

  3. يقول *أبو تاج الحكمة الأوّل* الملهَم منَ الرسول الشّريف ﷺ وسادن النّور الأقدس ووارث الشّرف النّبويّ العَطِر في الكأس المبارك باريس - فرنسا ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆ *Abû-Tâj al-hikmah 1er* Inspiré par le Noble Messager ﷺ Garde de la toute sainte Lumière & Héritier de l’honneur prophétique éminent manifesté dans la coupe bénie Paris - France:

    فضيحة بيغاسوس مثلها مثل فضيحة ويكليكس هما الوجه الآخر للفوضى الخلاقة حيث ارتداداتها كنز ثمين لمختلقيها لتطويع الواقع مجانا وبدون أدنى جهود إذن هي الحرب البديلة

  4. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

    بصراحة .. انا ادين التجسس على خصوصيات و حميميات الناس اجمعين في العالم ..
    .
    اما التجسس السياسي .. فهذا معمول به في العالم كله .. و حتى بين دول الغرب .. او تحدبدا بينهم .. و منهم على باقي العالم.
    .
    الاختلاف يبقى في ادات التجسس .. و الآن نحن امام أدات تجسس من القرن 21 .. فقط ..
    .
    و لا ادري لما هذا البكاء .. و الكل يتجسس على الكل .. في كل شيئ .. و الغرب تحديدا هو الرائد ..

    1. يقول زكرياء:

      وماذا عن تجسس فرنسا على المغرب فيما يعرف بكريس كولمان، يجب على المغرب فتح تحقيق في مسألة التشهير ومحاولة فرنسا والدول الاوروبية استغلال هذه الأشياء في محاولة الضغط عليه لعقد سفقات إلزامية، كالغاء شراء الفرقاطات من إيطاليا وتعويظها بفرنسا متلا او من اجل الابتزاز بعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء. كذلك الزمن قبيل لقاء وزير خارجية المغرب مع وزير خارجية فرنسا يتير الريبة.

  5. يقول massinissa:

    انها التكنولوجية ،من يملكها يملك المعلومة و المعلومة سر الانتصار و النجاح ،و هده الزبعة ليست الا لضغط من اجل مصلحة سياسية او اقصادية ۔

  6. يقول Rachid:

    قصة برنامج «بيغاسوس» التجسّسي الذي أنتجته «مجموعة إن إس أو للتكنولوجيات»، وهي شركة سمّيت بالحرف الأول للاسم الأول بالأحرف اللاتينية لكل من مؤسسيها الإسرائيليين الثلاثة، وهم نيف كارمي (إن)، وشاليف هوليو (إس) وأومري لافي (أو)، وجميعهم أعضاء سابقون في «الوحدة 8200» من سلاح الاستخبارات الإسرائيلي (هامان)، وهي الوحدة المتخصّصة بالاستخبارات الإشاراتيّة (أي كل ما يتعلّق برصد الإشارات الإلكترونية).
    يتعلّق الأمر هنا بالحكم الصهيوني مباشرة، وهو صاحب القرار في كل ما يخصّ الصادرات التكنولوجية المتقدمة، إذ تخضع هذه الصادرات لترخيص تمنحه وزارة الدفاع الإسرائيلية. فإن كافة الفضائح التي ضجّ بها الإعلام العالمي في الأشهر الأخيرة، وفي الأيام الأخيرة على الأخص بعد كشف 17 صحيفة في شتى البلدان واللغات عن التحقيق الذي أنجزته منظمتا «العفو الدولية» و«القصص الممنوعة» والذي رصد أكثر من خمسين ألف رقم هاتف خليوي جرى التجسّس عليها من قِبَل مختلف الحكومات التي اشترت برنامج «بيغاسوس» التجسّسي من الشركة الإسرائيلية بترخيص من حكومتها، كافة هذه الفضائح إنما هي في المقام الأول إدانات صارخة لنفاق الدولة الصهيونية التي تفوق مسؤوليتها بكثير مسؤولية «مجموعة إن إس أو للتكنولوجيات».

إشترك في قائمتنا البريدية