هل ستتم مقاطعة إسرائيل

حجم الخط
0

لم يتغير حال اسرائيل الى اسوأ برغم المقاطعة معها من جهات عدة في العالم –
‘المقاطعة الدولية مع اسرائيل تقترب من نقطة تحول’ (‘هآرتس’، 13/12/2013). إن هذا العنوان الصحفي يعبر تعبيرا صادقا عن النهج الذي تنتهجه الصحيفة وينتهجه اليساريون في اسرائيل منذ فترة طويلة. واذا أردنا أن نلخص دعواهم الرئيسة بايجاز أمكن أن نقول باسمهم ما يلي: ‘لأن اسرائيل غير مستعدة لانشاء دولة فلسطينية فانها تبدو مثل جنوب افريقيا والمقاطعة معها ستقوى كما كانت المقاطعة بالضبط مع ناس جنوب افريقيا، التي أفضت آخر الامر الى سقوط نظام الفصل العنصري’. وليست اسرائيل هي جنوب افريقيا بل هي بعيدة عنها سنوات ضوئية، ويمكن أن يخصص لذلك وحده دورة تعليمية كاملة. لكن من المناسب أن نفحص عن هذه الـــدعوى فحــصا صحيحا، فقــد أصــبحت في الفترة الاخيرة قضية مركــزية في جـــدول العمل اليومي.
هلم اذا نفحص عن المعطيات: زار اسرائيل في السنة الاخيرة رئيس الولايات المتحدة ومستشارة المانيا ورئيس وزراء بريطانيا ورئيس فرنسا ورئيس البرلمان الاوروبي وزعماء دول كثيرة اخرى. ولم يسجل مثل هذه الزيارات منذ كانت الاحتفالات بمرور ستين سنة على استقلال الدولة. وبرغم تهديدات وزير الخارجية الامريكي فان اكثر الزعماء يعارضون بشدة المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية مع اسرائيل وقد عبروا عن ذلك تعبيرا صريحا. فهل تذكرون تركيا اردوغان؟ تلك التي قادت حملة دعائية اسلامية متحدية لاسرائيل؟ لقد اصبحت تبحث هي ايضا عن طرق للتسليم. والثمن الذي تطلبه عال وليس من المؤكد ألبتة أن تحصل عليه. وفيما يتعلق بخطة ‘هورايزون 2020’: انضمت اسرائيل الى الخطة برغم الاختلافات مع الاتحاد الاوروبي. ومن المهم أن نذكر أن هذه الخطة واحدة من خطط علمية اكاديمية لا تحصى تشارك فيها اسرائيل.
ونتقدم الى الامام. يفترض أن تكون النتائج المباشرة للمقاطعة انخفاض عدد السياح الذين يدخلون الى الدولة التي وقعت المقاطعة معها. لكنه سجل في السنة الاخيرة زيادة بلغت 19 بالمئة على عدد السياح الذين زاروا اسرائيل. وقد اصبحت تل ابيب واحدة من اكثر المدن طلبا بين الشباب والليبراليين بفضل الترويج السياحي لها بشكل صحيح وذكي.
ونقول كي لا يوجد شك إنه توجد منظمات معادية لاسرائيل تنجح في تنظيم مقاطعات معها. والسؤال ما هو مبلغ فاعليتها. خذوا على سبيل المثال تصدير اسرائيل الصناعي فقد زاد في شهري تشرين الاول تشرين الثاني 2013 بنسبة 11 بالمئة. وحينما يكون الحديث عن اعمال مقاطعة دولية فانه يفترض أن ينخفض نمو الدولة وأن تتقلص سوقها الاقتصادية لكن ذلك لم يحدث في اسرائيل وفي سنة 2013 فقد سجل في السنة الماضية نمو بلغ 3.3 بالمئة، وهو شيء لا يستطيعون سوى أن يحلموا به في دول اخرى في العالم الغربي. ولا تتغير نبوءات النمو تغيرا جوهريا قبيل السنة القادمة.
من المهم أن نضع مسألة المقاطعة في المنظار الصحيح وبالصروة النسبية الملائمة لذلك. كان وضع اسرائيل في الماضي اسوأ كثيرا. ومهما نفعل نحن اليهود والاسرائيليين فان اعمال المقاطعة ستنظم علينا دائما لأن العالم يُصرف بحسب المصالح. وكان ذلك بالضبط هو جوهر المقاطعة العربية الطويلة مع اسرائيل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
تستطيع اسرائيل أن تواجه المقاطعة بوسيلتين رئيستين الاولى أن نكون المجددين والافضلين لأنه في عالم المصالح يُبحث دائما عن النوعية والتجديد. والثانية تغيير صورتنا بالانفاق على ترويج صحيح وقد ثبت في الماضي أن هذا ممكن ونحن قادرون على ذلك.

اسرائيل اليوم 17/3/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية