دشّن النظام السوري حملته الدبلوماسية السابقة لمؤتمر جنيف 2 بتصريح يوم أمس، هو الأول من نوعه في سوريا في معناه الضمنيّ وهو أن الأسد سيتخلى عن السلطة، حيث نفت ‘رئاسة الجمهورية السورية’ تصريحات نسبت لبشار الأسد في وكالة ‘انترفاكس’ الروسية ‘حول نيته عدم التخلي عن السلطة’ واعتبرتها تصريحات ‘غير دقيقة’.
قبل ذلك اجتمع الروس بحليفيهما الإيراني والسوري وأرسلوا شحنات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والطائرات، واجتمع الأمريكيون والاوروبيون وحلفاؤهما العرب بالمعارضين السوريين، وذكرت مصادر أن شحنة كبيرة من الأسلحة ذهبت أيضا الى المعارضة السورية مع وعود أخرى بالدعم المادي والتسليحي.
التطوّر الأبرز عسكرياً في سوريا كان هجوم أطراف وازنة في المعارضة السورية المسلحة على ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ (داعش)، وهو أمر أضعف ورقة ‘محاربة الإرهاب’ الأثيرة لدى النظام، والتي كان يرغب في استغلال أقصى لها خلال مؤتمر ‘جنيف 2’.
انعكست التفاعلات الاقليمية لقرار محاربة (داعش) داخل سوريا بوضوح في العراق، فبعد نصائح أمريكية وأممية (بان كي مون) بدا أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تراجع عن استنساخ أسلوب النظام السوري في قصف الفلوجة والرمادي وتهجير سكانهما بدعوى محاربة (داعش)، وإن كانت حملته العسكرية وتصريحاته النارية ما تزال مستمرة.
وفي لبنان وافق حزب الله بعد ثمانية أشهر من الرفض على تشكيل حكومة جديدة بعد أن امتد الصراع السوري إلى لبنان تفجيرات واغتيالات متبادلة (بدل قبول دعوة حسن نصر الله خصومه اللبنانيين لمنازلته في سوريا!) وتواقت ذلك مع بدء المحكمة الدولية المخصصة لاغتيال الحريري واتهامها لقادة وعناصر للحزب بقتله.
أصبحت القضية السورية، بهذا المعنى، مركز المعركة الدائرة في العالم العربي حيث نرى منطقاً متكاملاً لما يحصل من حدود المغرب وموريتانيا حتى شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي، وبذلك يقدّم مؤتمر جنيف 2 ملخصا للتوازنات في المنطقة بدءاً من الملف الإيراني المفتوح (والذي ترتبط فيه القضية النووية بالنزاع على المنطقة وتداخلاته في العراق وسوريا ولبنان) وصولاً الى الملف المصري وامتداداته في فلسطين والأردن وليبيا والسودان.
يحمل مؤتمر جنيف 2 إذن عنواناً رئيسياً هو الأزمة السورية لكنه، في الوقت نفسه، يختصر أزمة دولية وإقليمية محتدمة بين أجندات متعددة أطرافها الرئيسة هي امريكا واوروبا وروسيا (والصين) وايران وتركيا وقطر والسعودية (ومصر)… إضافة إلى إسرائيل القابعة خلف الكواليس.
يعاني الطرفان السوريان صعوبات في قدرتهما على تمثيل ما يريدان تمثيله.
النظام السوري منكوب بعد اجتراحه أزمة بنيوية شاملة حطّمت أسس سوريا كدولة ونظام ومعنى وطني وقومي وإنساني، اضافة الى افتقاده التكتيكي لايران، حليفه الرئيسي، التي لم تدع للمؤتمر.
كما تعرض ‘الائتلاف’ السوريّ المعارض لتآكل في شرعيته بعد انسحاب 44 من أعضائه ورفض 14 عضواً آخرين قرار الذهاب الى جنيف، وبالتالي فان قرار الذهاب الى جنيف لا يبدو مسنوداً بما يكفي ديمقراطياً ولا يمكن أن تنقذه سوى موافقة أهم القوى العسكرية الفاعلة على الأرض مثل ‘الجبهة الاسلامية’ و’جيش المجاهدين’ و’جبهة ثوار سوريا’، على هذه المشاركة، وهو أمر لم يحصل حتى الآن.
يدخل اللاعبون حلبة جنيف 2 بهذا المشهد المعقد وتبدو خطوط التسوية متشابكة وصعبة الحلّ، فاللاعبون الكبار، الأمريكيون والروس، يزعمون على حد قول كيري انهم ‘لن يفرضوا شيئا على أحد’ وأنهم ‘لا يعرفون ما هي النتيجة النهائية لمؤتمر جنيف 2’، فهل يتوقع الأمريكيون والروس أن يقوم النظام السوري الذي خاض في بحر من دماء السوريين للحفاظ على سلطة بشار الأسد أن يسمح بحكومة ‘بصلاحيات عسكرية وأمنية كاملة’ بعد حوار سياسيّ حضاريّ ليومين او ثلاثة مع وفد ‘الائتلاف’؟
من جهة، يبدو ‘جنيف 2’ بوّابة لتسوية إقليمية كبيرة قادمة، ومن جهة أخرى يبدو محطّة استراحة للقطار الدمويّ الذي ركبه النظام السوري وحلفاؤه منذ 15 آذار/مارس 2011 مقسمين فيه ‘الأسد أو نحطّم البلد’، فهل نصدّق ‘مؤسسة الرئاسة السورية’ أم نصدّق براميلها المتفجرة… ووكالة ‘انترفاكس’؟
NO
لنفترض أن الأسد ليس كذاباً وأن كل ماتقوله أبواقه هو صدق مئة في المئة. أي أن الإرهابيون هم من قتلوا مئات آلاف السوريين وأن الإرهابيون هم من دمروا سوريا وهجروا ملايين السوريين وأن الإرهابيون هم من يسرقون وينهبون ويرتكبون كل الجرائم. السؤال هنا؛ وماذا يفعل من يسمى رئيس الجمهورية وجيشه ومخابراته من أجل حماية الشعب والوطن؟ ألا يعني كل ذالك أن نظام الأسد قد فشل تماماً في حماية البلد من خطر هؤلاء الأرهابيين تماماً كما فشل في دفع العدوان الإسرائيلي وفي تحرير الجولان المحتل منذ ٤٥ عاماً. وعليه ألا يجب على هكذا نظام فاشل أن يعتذر للشعب السوري على فشله وكذبه وأن يقوم رؤوس النظام بالأنتحار والذهاب طوعاً إلى مذبلة التاريخ، وذالك قبل أن تصل أيادي السوريين إلى أعناقهم؟
لقد دعيت إيران إلى جنيف
اطمئنکم ان الأسد باقی فی منصبه شاء من شاء وابی من ابی ، و ستخرج سوریا
بشعبها البطل و جیشها الباسل منتصرة علی فلول داعش و القاعدة و کل المتأمرین
علی المقاومة .
الرئيس السوري بشار الأسد
كلا ايران لن تسمح بذلك. ما زال الشيعه في ادبياتهم يبكون حتى اليوم ضياع مصر الفاطميه ، فكيف يمكن ان يسمحو بضياع بلاد الشام من ايديهم وانهاء حلمهم بان يصبحوا دوله عظمى. ايران لن تسمح برئيس سنى لسوريا