بلغت خسائر الجيش التركي حتى الآن في إدلب نحو خمسين جنديا، ثلاثين جنديا منهم سقطوا في يوم واحد فقط، في ضربة هي الأقسى على الجيش التركي منذ بداية المواجهات بينه وبين النظام السوري.
هذه الأرقام تكاد تفوق ما خسره الجيش التركي في عمليته الأخيرة شمال سوريا، التي أطلق عليها الاتراك «نبع السلام»، ولكن الفرق هذه المرة، أن الجيش التركي لم يشارك حتى الآن في أي مواجهة، أو معركة مباشرة مع قوات النظام، فماذا يعني هذا؟
قد يعني هذا بضع حقائق، أولها أن الجيش التركي، يتجنب حتى الآن الدخول في مواجهة مباشرة مع النظام، ويفضل بدلا منها دعم فصائل المعارضة، أي أن حجم الخسائر الذي لحق بالأتراك كان من المفترض أن يحفز أنقرة على تنفيذ وعودها، بتنفيذ عملية بمشاركة الجيش التركي مباشرة، «لإرجاع النظام إلى ما قبل حدود سوتشي، كما تعهد اردوغان مرارا، في تصريحات هدفت على ما يبدو للضغط في المفاوضات مع الروس، الذين لم يقدموا حتى الآن سوى عرض واحد، يقضي باحتفاظ تركيا بشريط آمن للنازحين غرب إدلب، يمتد من دركوش حتى أطمة، وهو ما يبدو أنه الخيار الذي تريد روسيا فرضه، بينما يصر اردوغان على توسيع الحزام الآمن ليشمل مدينة إدلب نفسها، مطلب يبدو مستبعدا لدى روسيا والنظام، في ضوء أهمية المدينة كمركز محافظة أخير في يد المعارضة .
إذن لماذا يتردد الجيش التركي حتى الآن في الدخول في مواجهة مباشرة، بدلا من دعم الفصائل؟ لعل الصدام مع روسيا بالنتيجة، هو أحد الأسباب، بل لعله أهمها على الإطلاق، التي تجعل تركيا تحسب الكثير من الحسابات قبل الدخول في مواجهة مباشرة‘ في عملية مثل هذه في إدلب، وتبدو روسيا مصرة على الوقوف بصلابة أمام أي محاولة من الأتراك للتدخل، فالضربات التي قتلت خمسين جنديا تركيا، وإن تمت بقصف للنظام، لكنها تبقى رسائل تحذير روسية غير مباشرة لأنقرة، وهذا ما يبدو أن القيادة التركية تفطنت له، وجعلها تتمهل أكثر في خطواتها التصعيدية، وإعادة الكرة لملعب المفاوضات، التي ما زالت جارية في أنقرة، بحضور وفد روسي رفيع، كما أن تصريحات وزير الدفاع التركي أيضا، تظهر أن تركيا ما زالت ترى في روسيا عرّاب وجودها في إدلب، فالوزير التركي يكرر لأكثر من مرة في تصريحه الرسمي، أن بلاده أبلغت موسكو بمراكز تواجد قواتها في جبل الزاوية في إدلب، قبل قصفها، كما أنه ما زال يتحدث بصيغة أقرب للالتزام بالتفاهمات مع روسيا في إدلب، بالقول إن قواته لم تنفذ أي هجمات ضد الطائرات الروسية في إدلب، وإن الجنود الاتراك الذين تعرضوا للقصف لم يكونوا يشاركون فصائل المعارضة في أي هجمات .لافروف من جانبه بدا حازما في تصريحاته قائلا «لا تنازلات للإرهابيين».
تركيا معنية في إدلب بوقف تقدم النازحين السوريين نحو تركيا، أكثر من وقف تقدم النظام نحو المدينة
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تبدو خيارات تركيا صعبة، ويبدو أن التوغل أكثر في ادلب سيعني مزيدا من الصداع لدولة لا يحتمل اقتصادها الكثير من الخسائر، فاليوم فقط وبعد إعلان خبر مقتل الجنود الاتراك الثلاثين (المرشح عددهم للزيادة بحسب المصادر)، هبطت الليرة التركية لأدنى مستوى لها منذ عام ونصف العام، وهبطت البورصة التركية لأدنى مستوى، منذ أحداث جيزي بارك. وحتى كتابة هذه السطور لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي محجوبة في تركيا، وهو ما يعكس الوضع الحرج الإعلامي الذي تمرّ به الحكومة التركية، امام الرأي العام التركي عقب الضربة الكبيرة للجنود الأتراك في إدلب. ومع انتهاء المهلة التي حددتها أنقرة للنظام، بسحب قواته لما قبل حدود اتفاق سوتشي، قد تدفع تركيا بالفصائل المعارضة لشن هجمات جديدة على النظام، على غرار ما حصل في سراقب، ولكن قد لا تتمكن هذه الخطة من تحقيق نتائج كبيرة، من دون مشاركة الجيش التركي مباشرة، وهي الخطوة الحرجة التي ستعني تصعيدا كبيرا مع روسيا، لذلك يحاول الأتراك تفاديها بالعمل فقط على دعم المعارضة، ولكن منع روسيا للطائرات التركية من التحليق في سماء إدلب، سيضيف عائقا جديدا لأنقرة في تنفيذ خطتها، بإعادة النظام، الذي يواصل التقدم وبسرعة كبيرة، متجاوزا كل نقاط المراقبة التركية، بحيث وصلت أعداد القرى والبلدات التي سيطر عليها النظام، منذ بدء الحملة الاخيرة نحو 200 بلدة وقرية، منها نحو 40 بلدة في جبل الزاوية، بينما استعادت المعارضة بدعم تركي النيرب وسراقب فقط و٦ قرى صغيرة تحيط بهما.
وتبقى قضية اختلاف الأولويات بين المعارضة وحليفتها تركيا، غير الظاهرة للعيان أحيانا، تمثل إشكالية عميقة، وإن بدا اتفاق الطرفين على مواجهة النظام مؤجلا لها، فتركيا معنية في إدلب بوقف تقدم النازحين السوريين نحو تركيا، أكثر من وقف تقدم النظام نحو إدلب، وموقفها المناوئ لهجمات النظام، إنما هو في الحقيقة خشية من نتيجة هذه الهجمات، من دفع المزيد من اللاجئين السوريين للاراضي التركية، وهو ما يقوله فخر الدين الطون، رئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية، صراحة، في تغريدات خاصة به، بدأها بانتقاد النظام السوري واتهامه بتنفيذ مجازر ضد شعبه، وكارثة إنسانية، وأنهى تغريداته بالقول: «سيحاول هؤلاء الأشخاص اللجوء إلى تركيا، والقارة الأوروبية، حيث يوجد في الوقت الحالي نحو 4 ملايين سوري على الأراضي التركية، وبالتالي ليست لدينا القدرة على استيعاب مليون سوري إضافي».
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
الأتراك يحاربون جيش بشار مباشرة من خلال القذائف المركزة على مركباتهم! الجيش التركي بحاجة لغطاء جوي!! ولا حول ولا قوة الا بالله
اردوغان يحتاج الى امريكا و الصهاينة الجيش التركي ضعيف وهو يقاتل بعملائه من النصرة و اخواتها
تركيا تحارب لغاية الآن بطريقه دبلوماسية فيها حذر وهذا شيء طبعي حتى لا تتورط في طريق لا رجعه.
المشكله الان ان أوروبا مكتفيه في الكلام وامريكا ايضا.
اما الشيء الاخر هو دعم أبوظبي والرياض لنظام الأسد بشكل مخفي وهنا تركيا تتعامل ضد نظام الأسد وروسيا وإيران وباقي الخونه…….
انا واثق ان نهاية الأسد قريبه لأن موجة الاجئين الي أوروبا ستجبر أوروبا لأخذ موقف صارم اتجاه نظام الأسد وروسيا.
وان لله وان اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل من عالم لا رحمه به.
*كان الله في عون الشعب السوري الأبي.
ف النهاية هو الخاسر الأكبر.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اكرهوك ايها الشرير.
داود الكروي
وأنا لا أكرهُك يا أخي!! ولا حول ولا قوة الا بالله