هل سيكون مونديال العرب بامتياز؟

نتائج المنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم في قطر 2022، تبشر بمونديال فريد من نوعه بنكهة عربية تنظيما ومشاركة، ولما لا، تميزا من الناحية الفنية بتسجيل نتائج تاريخية، تشكل نقلة كروية لم يسبق لها مثيل بمونديال يجري لأول مرة في فصل الشتاء، ولأول مرة يمتد على مدى ثمانية وعشرين يوما، وهو عدد حروف اللغة العربية، يختتم يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الذي يصادف الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، ويريده المدرب جمال بلماضي موعدا لأول تتويج عربي وافريقي بالكأس العالمية مثلما صرح به للقنوات الفرنسية قبل سنتين، وموعدا لتألق المغرب وتونس ومصر والسعودية، وهي المنتخبات التي تألقت في الجولات الأولى من التصفيات، ففتحت المجال لطموحات كبيرة امتدادا لما تحضر له قطر من الجانب التنظيمي الذي سيكون تاريخيا متميزا، أو على الأقل مختلفا عن كل الذي شهده العالم في دورات سابقة.
بعد سنوات من التشكيك في قدراتها، اتضح للعالم أن قطر ستكون على موعد مع مونديال استثنائي في كل شيء، قد لا يتكرر في المنطقة العربية على المدى القريب، ولا يتكرر في بلد آخر لأنه سيكون كأس العالم لكل العالم فعلا، ترافقه أنشطة رياضية، ترفيهية وثقافية تسوق للهوية العربية وتعرف العالم بميزات الحضارة العربية القادرة على استضافة الأحداث الكبرى ومحو تلك الصورة النمطية للعرب الذين يستهلكون ولا ينتجون، يتفرجون ولا يساهمون في صناعة الحدث على طريقتهم، وهو الحلم الذي يقترب ولم يعد يفصلنا عنه سوى سنة واحدة بعدما كان بعيد المنال قبل بداية الألفية الجديدة، وقبل أن تتحدى قطر العالم وتترشح وتفوز بتنظيم كأس العالم في سنة 2010.
المنتخب الجزائري بطل افريقيا، أحد أفضل منتخبات العالم، صاحب سادس مركز عالمي في عدد المباريات بدون هزيمة بـ31 مباراة بعد فوزه بالأربعة أمام النيجر في نيامي، يتوجه نحو تحطيم رقم ايطاليا الذي توقف مشوارها عند الرقم 37 في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام الاسبان، ما يفسح المجال للجزائريين بتحطيم الرقم في حال فوزهم بالمباراتين المتبقيتين في دوري المجموعات أمام جيبوتي والنيجر الشهر المقبل، ثم في يناير/كانون الثاني المقبل بمناسبة نهائيات كأس أمم إفريقيا، بفضل مدرب محترم، ومجموعة لاعبين متميزين يتحلون بروح عالية وهوية لعب فريدة من نوعها في تاريخ الكرة الجزائرية قادت اسلام سليماني كي يصبح الهداف التاريخي للمنتخب الجزائري الذي لم يسكنه الغرور ولم يشبع من الانتصارات، ولا يزال يسعى لتحقيق المزيد.
المتخب التونسي المصنف الأول على الصعيد القاري يواصل بدوره رغم تعادله أمام موريتانيا في الجولة الرابعة، مؤكدا أنه أحد المرشحين الكبار للتنافس على واحدة من الأوراق الخمسة المخصصة لافريقيا، خاصة وأنه لن يواجه الجزائر والمغرب في المباراة الفاصلة التي تأهل إليها المنتخب المغربي رسميا بعد أربع انتصارات سجل فيها 14 هدفا ولم يتلق سوى هدف واحد رغم كل الجدل الذي يثيره كل مرة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش بقراراته الصادمة للرأي العام المغربي، خاصة عندما قرر الاستغناء عن نجم تشلسي حكيم زياش لأسباب انضباطية، وهو الأمر الذي كان يفعله كل مرة مع منتخبات كوت ديفوار والجزائر واليابان، وحتى مع الأندية الفرنسية التي دربها.
المنتخب المصري الفائز ذهابا وايابا على ليبيا انفرد بريادة ترتيب مجموعته ليصبح على بعد انتصار واحد أمام أنغولا في الجولة المقبلة لضمان التأهل الى الدور الحاسم مع مدربه الجديد البرتغالي كارلوس كيروش الذي استطاع التأقلم بسرعة مع خصوصيات الكرة المصرية وإعلامها وجمهورها الذي يدرك صعوبة المأمورية في المباراة الفاصلة التي سيخوضها أمام الجزائر أو تونس أو المغرب في مارس/آذار المقبل ما يحرمنا من مشاركة عربية قياسية، ويحرم المونديال من أحد المنتخبات القوية عربيا.
وفي تصفيات منطقة آسيا يسير المنتخب السعودي بخطوات ثابتة نحو التأهل الى مونديال الجارة بعد أربع جولات حقق فيها أربعة انتصارات رغم تواجد اليابان وأستراليا في مجموعته، مؤكدا حرصه على التواجد في الدوحة بجماهيره الوفية التي ستعطي للمونديال نكهة خاصة وطابعا خليجيا وعربيا يشهد مشاركة عربية قياسية، ولما لا، انجازا تاريخيا من الناحية الفنية يفتح الباب أمام سعي عربي آخر نحو تنظيم الحدث العالمي في المشرق أو المغرب العربي، ولما لا تحقيق حلم التتويج الذي تحدث عنه بلماضي لوسائل الإعلام الفرنسية بكل الجنون الذي يخوض به تجربته مع بطل أفريقيا.

٭ اعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عادل:

    نتمنى للجميع التوفيق ، البلد المنظم، والفرق العربية التي ستتأهل…لكن مسألة الإفراط في التفاؤل بالوصول لمراتب متقدمة في كأس العالم خاصة بالنسبة للمنتخبات الإفريقية هو نوع من تخدير الذات، لأن كرة إفريقيا ليست معيارا يمكن القياس عليه لتقييم مستوى فريق على المستوى العالمي…وهذا ليس انتقاصا من المنتخب الجزائري، لكن التجارب أرتنا كيف أن المنتخبات المتألقة إفريقيا عادة ما تخيب الأمل في المحفل العالمي…ولنتذكر بطل إفريقيا مرتين متتاليتين ، أصحاب القمصان بدون أكمام “الكاميرون” في 2002، ومصر جيل أبو تريكة التي لم تتأهل لكأس العالم رغم احتكارها لكأس افريقيا، والجزائر التي انتزعت منها التأهل لم تقدم مستوى خارق
    كأس العالم تبدو سهلة فقط في التلفاز

    1. يقول ميس اوفرضاس:

      هناك من علق وقال بأنه لا يجب مقارنة المستوى الأفريقي مع المستوى العالمي وهذا صحيح من ناحية الامكانيات الهائلة واللوجستبك و البنيات التحية وغيرها كثير جدا، ،ولكن لا ننسى انه رغم كل هذه الفوارق هناك فرق افريقية فازت بالميدالية الذهبية في الأولمبياد وهو مونديال مصغر وهناك أخرى احتلت مراتب متقدمة وفي فئة الشباب المغرب احتل المرتبة الرابعة في مونديال الشباب في هولندا وهناك فرق أفريقيا فازت بكأس العالم للشباب ولاننسى على صعيد الكبار أن المنتخب الغاني كاد قوسين أو أدنى من المرور إلى نصف نهاية كأس العالم وقبله فرق كثيرة وصلت إلى أدوار متقدمة ولقنت الفرق الكبرى دروسا في كرة القدم رغم الفوارق الشاسعة ليس هناك حد أفضل من حد طبعا الفارق الوحيد هو الامكانيات فقط

    2. يقول فارس:

      ضربات حظ تأتي مرة كل 20 سنة

    3. يقول صلاح:

      نعم صحيح اخي الكريم لاحاجة لهدا التفاؤل المفرط الدي قد يتحول الى خيبة امل و لكن لابد من دعمنا لمنتخباتنا العربية و يبقا الوصول الى مراتب متقدة امرا صعبا ولكن ليس بمستحيل خصوصا في وجهة نضري للمنتخب المغربي الدي جل لاعبيه هم دو تكوين اروبي و هم متعودون على الاجواء العالمية والصعبة في اروبا في نضري سيجدونها افضل من المواجهات الافريقية الغير متعودون على اسلوبها و صعوبتها و في الاخير نتمنا التوفيق للجميع و بطبيعة الحال من جد في العمل فلابد ان يجد مراده

  2. يقول لطيف:

    لا احد يجادل في كون المنتخب الجزائري ظهر بمظهر متميز منذ فوزه بكأس افريقيا الى غاية اليوم. المدرب كفىء رغم أن غالبية اللاعبين مغمورين ويلعبون لأندية متوسطة إلى ظعيفة لاكن المدرب جعل منهم فريقا منسجما ومتكاملا. لاكن قول كاتب المقال بان الفريق من الفرق العالمية فيه نوع من المبالغة. المعيار الحقيقي لإختبار الفريق الجزائري وتصنيفه منتخبا عالميا يجب أن يمر عبر لقائات رسمية ضد فرق الصفوة التي تتواجد بأوروبا وأمريكا اللاتينية وما أكثرها وعندما يبهر وينتصر فأنذاك سنستخلص ما إستخلصه الكاتب. ثانيا أقول أن منتخب الجزائر يظهر بمظهر جيد إفريقيا ليس لأنه إكتسب قوة ضاربة بل لتراجع مستوى عمالقة إفريقيا كالكامرون والكوت ديڨوار وغانا ونيجيريا والمغرب لأن هذه الفرق دخلت مرحلة تشبيب اللاعبين بعد أن تقاعد الكثير من لاعبيها دوليا. وإذا رأينا متوسط أعمار المنتخب الجزائري والمنتخبات الافريقية المذكورة أعلاه فسنفهم الوضعية أكثر.

    يتبع رجاء …

    1. يقول ابو اشرف - الجزائر:

      ارجع الى مقابلات المنتخب الجزائري مع الفرق الأوروبية في نهائيات كأس العالم وسترى بأم عينيك أن الجزائر لديها فريق عالمي.

  3. يقول لطيف:

    ثالثا مقارنة إنجاز فريق إيطاليا مع الجزائر على مستوى التصنيف العالمي لعدد المباريات بدون هزيمة فيه ظلم كبير للفريق الإيطالي. إيطاليا تنافس في أوروبا وتلتقي مع عمالة العالم من أمثال ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وبريطانيا وغيرها أما الجزائر فتلعب ضد فرق أغلبها يتواجد في المراكز الأخيرة في التصنيق العالمي. تخيلوا لو لعب الفريق الإيطالي ضد جيبوتي، كم كانت لتكون النتيجة؟ أقل نسبة لن تنقص على 20 هدف.
    تحياتي…

    1. يقول ابو اشرف - الجزائر:

      أود أن أذكرك بأن اوروبا يتأهل منها لكأس العالم 13 فريقا بينما إفريقيا يتأهل منها 05 فقط وهو انصاف للأوروبيين مابعده انصاف .

  4. يقول علي القادري:

    الحقيقة أن المتتبع لاقصائيات كأس العالم لقارة افريقيا يجد نفسه kغير مقتنع بمستوى الفرق العربية المشاركة لأن تأهلها من الموضوعي أن يكون سهلا مادامت الفرق التي واجهتها في مجموعاتها متواضعة وترتيبها في التصنيف العالمي يبين ذلك، ففي قرعة توزيع المجموعات في نهائيات كأس العالم وقتها قد نحكم لمن ستكون حظوظ وافرة في تخطي الدور الأول ومن سينتهي مساره في البداية أما الذهاب لأبعد من الدور الثاني فهو مستبعد نظرا لقوة الفرق المشاركة في هذا المستوى ونجومها الكبار، الإستثناء اعتقد في هذه الدروة قد يحدثه الفريق السعودي الذي يتزعم حتى اليوم مجموعته رغم تواجد مع اليابان (رتبة 26 عالميا) وكذا استراليا (رتبة 32 عالميا) في نفس المجموعة، هذا التألق يعود حسب تقديري لتحسن مستوى لاعبي منتخب السعودية و لدهاء وحنكة مدربهم هيرفي رونار، نتمنى التوفيق لكافة فرقنا العربية في هذا العرس الكروي.

  5. يقول رباح بن عزوز:

    اتوقع خروج جميع المنتخبات الأفريقية التي ستتاهل الي مونديال قطر من الدور الأول سواء كانت المنتخبات العربيه أو الأفريقية لأنهم ببساطه لا يستطيعون مقارعه الكبار .

  6. يقول بن عروش رابح:

    الخصارة الكبيرة هي وقوع المنتخب المصري في اللقاءات الفاصلة مع تونس او المغرب او الجزاءر

  7. يقول فاطمي قادة:

    ما يفسح المجال للجزائريين بتحطيم الرقم في حال فوزهم بالمباراتين المتبقيتين في دوري المجموعات أمام جيبوتي وبوركينافاسو الشهر المقبل

إشترك في قائمتنا البريدية