هل سينجم عن زيارة بايدن لإسرائيل منظومة دفاع جوي إقليمي؟

حجم الخط
1

الزيارة المخطط لها للرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإسرائيل والخليج في هذا الشهر كفيلة بإحداث قفزة مهمة إلى الأمام في العلاقات الأمنية بين إسرائيل ودول المنطقة. في اللقاءات بين واشنطن والقدس، طرحت الحاجة إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع الإمارات وربما مع السعودية أيضاً. أحد توجهات العملية المركزية بلورة منظومة دفاع جوي إقليمي، تساعد دول المنطقة في مواجهة التهديد الإيراني الآخذ في التطور – صواريخ بالستية، وصواريخ كروز، وطائرات بدون طيار.

يتوقع أن يأتي بايدن إلى إسرائيل بعد ثلاثة أسابيع تقريباً. لم ينشر بعد جدول أعمال زيارته، ويبدو أنه سيكون متأثراً بالتطورات السياسية في البلاد وبعلاقات السؤال التي تطرح حول استقرار الائتلاف. أحد أهداف الإدارة الأمريكية الرئيسية هو تحسين العلاقات مع السعودية، فالولايات المتحدة بحاجة الآن إلى دول الخليج بصورة أكبر إزاء ارتفاع أسعار النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا.

في إطار جهود تعزيز العلاقات، تتوسل الولايات المتحدة لإسرائيل لمساعدتها في ذلك، وهي تدفع بصفقات تصدير أمنية للإمارات وإظهار الانفتاح تجاه السعودية. لذلك، تناقش الآن بجدية كبيرة فكرة يتم ذكرها بين حين وآخر في السنة الأخيرة، وهي تأسيس بنية دفاع جوي تركز على تحسين الدفاع من صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية.

تقف إيران خلف عشرات هجمات الطائرات المسيرة على مواقع نفط وبنى تحتية في السعودية والإمارات، التي كانت ذروتها في الهجوم الذي تسبب بأضرار شديدة ومصابين في منشأة لشركة النفط “أرامكو” بالسعودية في أيلول 2019. ومنذ ذلك الحين تنشغل دول الخليج في بذل جهود لتحسين الدفاع من هجمات مشابهة. جزء من الهجمات تم بواسطة المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يتلقون المساعدة العسكرية الواسعة من طهران.

وزير الدفاع، بني غانتس، تطرق إلى تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى في الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر في جامعة رايخمان قبل أسبوعين. في حينه، قال غانتس إنه “في العراق هناك مئات الأدوات كهذه. وعشرات كثيرة أضيفت في هذه السنة. زاد عدد هذه الأدوات في اليمن في السنة الأخيرة، والحوثيون يمتلكون العشرات منها، رغم الحظر الدولي الذي فرض عليها. وفي سوريا، حتى في هذه الأثناء، يواصلون محاولة نقل وإنتاج وسائل قتالية دقيقة. وتواصل إسرائيل صد هذه الجهود ومنع التهديد على مواطنيها وعلى المنطقة”.

لإسرائيل الكثير مما تسهم فيه في دول أخرى في مجال منظومات الدفاع وتطوير التكنولوجيا ووسائل جمع المعلومات وزيادة القدرة على الربط بينها. خلافاً لعدد من التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية، لا يبدو الأمر متعلقاً ببيع منظومة “القبة الحديدية”. زوهر بالتي، الذي كان رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع، قال قبل شهرين للصحيفة بأنه لم يتم بيع هذه المنظومة لأي دولة في المنطقة. في المقابل، الربط بمنظومات إنذار إسرائيلية قد تطيل زمن الإنذار من هجوم إيراني. وتكمن الأفضلية في الاتجاه المعاكس. فوضع رادارات في الخليج سيعطي إنذاراً مسبقاً لإسرائيل قبل الإطلاق من إيران. نشر في شباط الماضي أن الإمارات معنية بشراء الرادارات من إسرائيل.

في السنوات الأخيرة نشر عن عدة تجارب إيرانية لإطلاق طائرات مسيرة هجومية بواسطة مليشيات شيعية لمسافة مئات الكيلومترات باتجاه إسرائيل، وتم اعتراض هذه الطائرات المسيرة في حالتين على الأقل. في إحدى الحالات فعلت الطائرات القتالية الأمريكية ذلك، ومرة إسرائيل. يمكن التقدير بحذر أن دولاً في المنطقة قد عمقت التعاون الدفاعي فيما بينها، بل وأجرت تجارب عليه، منذ التوقيع على اتفاقات إبراهيم قبل سنتين تقريباً. في الأشهر الأخيرة نشر أيضاً في مواقع متخصصة في تعقب الطائرات عن حركة نشطة لطائرات شحن كبيرة وصلت من الإمارات وهبطت في إسرائيل وعادت إلى القاعدة الأم في الخليج.

إن توطيد العلاقات الأمنية بين دول الخليج يرتبط أيضاً بعملية بادر إليها الأمريكيون في السنة الماضية، وهي نقل التعاون مع الجيش الإسرائيلي إلى مسؤولية قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي، التي تتركز في الشرق الأوسط، بدلاً من قيادة أوروبا.

وقالت مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي إن الخطوة الأمريكية ساهمت بشكل كبير في تحسين التنسيق اليومي بين الأطراف. في الشهر الماضي، زار البلاد للمرة الأولى القائد الجديد لقيادة المنطقة الوسطى الأمريكية في الجيش الأمريكي، الجنرال مايكل كوريلا، الذي التقى مع غانتس ورئيس الأركان كوخافي، وحضر مناورة هيئة الأركان الكبيرة، “مركبات النار”. يتوقع قريباً أن يعين الجيش الإسرائيلي بصورة ثابتة ممثلاً له، ضابط سلاح البحرية، في قيادة الأسطول الخامس الأمريكي. تتمركز قيادة الأسطول في البحرين، وقد عقدت معها إسرائيل اتفاق تطبيع في إطار اتفاقات إبراهيم.

بقلم: عاموس هرئيل

 هآرتس 2/6/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    يعني بعد فتح جبهة روسيا وأوكرانيا، هل ستفتح أمريكا اللعينة الخبيثة جبهة أخرى هيا جبهة إيران يا حيران؟!

إشترك في قائمتنا البريدية