قبل بضعة أسابيع على موعد رحيل الدولي الفرنسي كيليان مبابي عن فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان، جدل كبير صنعه اللاعب في وسائل الإعلام الفرنسية بعد استبداله في منتصف الشوط الثاني من مباراة الكلاسيكو الفرنسي ضد مارسيليا، حيث كشفت وسائل اعلام عن غضب اللاعب وتلفظه ببعض الكلمات المهينة، في نظرها، عند خروجه من أرضية الميدان وتوجهه الى غرف الملابس، في حين تجاهل المدرب الاسباني لويس انريكي الأمر واعتبره لم يحدث في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، لكن كل المعطيات يشير الى أن العلاقة لم تعد كما كانت عليه قبل أن يبلغ اللاعب ادارة النادي بداية فبراير/ شباط الماضي قراره بالرحيل عن البياسجي نهاية الموسم الجاري.
وخلال مواجهة مارسيليا في “فيلودروم” وعندما كانت النتيجة لصالح البياسجي بهدفين لصفر بعد ساعة من اللعب، قرر المدرب الإسباني استبدال الثلاثي مبابي وديمبيلي وفابيان رويز، وهو الأمر الذي أغضب الدولي الفرنسي وجعله يتلفظ بكلام جارح ومهين في حق لويس انريكي بقوله “يا ابن العاهرة” حسب تقارير صحفية وصور وفيديوهات انتشرت في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، غادر على اثرها اللاعب مباشرة إلى غرف الملابس غاضبا، مثلما حدث سابقا في مواجهة موناكو عندما استبدله المدرب في نهاية الشوط الأول، وصعد على إثرها مباشرة إلى المدرجات لمتابعة الشوط الثاني مع والدته.
خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، اضطر المدرب الاسباني لويس انريكي للاجابة على الأسئلة المتعلقة بالواقعة، مشيرا الى أنه “لم ير شيئا ولم يحدث أي شيء” حسب تقديره، وما يثار في وسائل الإعلام هو مجرد شكوك وشبهات، يراد من خلالها صناعة الاثارة وخلق البلبلة في أوساط فريق يتوجه نحو التتويج بلقب الدوري، وينافس على كأس فرنسا ودوري الأبطال، حيث سيواجه برشلونة في باريس الأسبوع المقبل، لذلك سيكون الفريق حسب مدربه بحاجة إلى التركيز على المباريات، عوض الانشغال بما يثار من قيل وقال حول مبابي وعلاقته بالمدرب وإدارة النادي، والفريق الذي سيلتحق به الصيف المقبل.
مصادر مقربة من عائلة اللاعب اعتبرت أن استبدال مبابي في مواجهة مارسيليا بمثابة قلة احترام تجاه اللاعب الذي كان يريد استكمال المباراة وتسجيل هدف في آخر كلاسيكو يشارك فيه قبل رحيله عن الدوري الفرنسي نهاية الموسم نحو وجهة لم تتحدد رسميا، رغم اعتقاد الكثيرين أنها ستكون مدرب نحو الريال بدون أدنى شك، لكن مبابي لم يعلق، ولا يبدو أنه سيفعل حتى لا يفقد تركيزه على المباريات المتبقية، خاصة في مسابقة دوري الأبطال، التي يعول فيها لويس انريكي على مهاجمه، لكن في حالة خروجه من المسابقة سيعود المدرب الى تجسيد فكرته الاساسية في التعويل على باقي اللاعبين في المباريات المتبقية حتى يتعود الفريق على اللعب من دون مبابي مثلما صرح ذات مرة.
التعامل الفني الموفق، والتعاطي الإعلامي الهادئ للمدرب الاسباني لويس انريكي مع حالة مبابي قبل رحيله، وما يثار في وسائل الإعلام يبقى متميزا في نظر الكثير من المحللين قبل رحيله، لذلك لم يجد مبابي ما يقوله لحد الآن، فيحاول التعامل بنفس المهنية والاحترام تجاه مدربه وادارة النادي التي قامت معه بالواجب وأكثر على مدى سبعة سنين.
إعلامي جزائري