هل ضغط بشار الأسد لتوزير جبران باسيل بعد فشله في انتخابات 2009؟

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: أثارت مذكرات نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي وخصوصاً حول ضغط رئيس النظام السوري بشار الأسد لتوزير جبران باسيل بعد خسارته في الانتخابات النيابية عام 2009 اهتماماً في الأوساط الشعبية والإعلامية اللبنانية، ولاسيما بعدما أضاء أحد المواقع الإلكترونية “أساس” على هذا الفصل الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد دفع الأمر بالفرزلي إلى الدعوة لقراءة الفصل المذكور من كتابه “أجمل التاريخ كان غداً ” للاطلاع على حقيقة الأمور”، وقال إن “وقائع هذا الفصل برمّتها تمّت بمبادرة شخصية مني لا علاقة لأحد فيها من قريب أو بعيد”.

وحسب ما جاء في الرواية المنقولة عن الفرزلي أنه أورد تفاصيل مرحلة تشكيل الحكومة التي أعقبت انتخابات العام 2009، وكيف ساهم بحلّ عقدة توزير جبران باسيل وتسليمه حقيبة الطاقة بعد الفيتو الذي وضعه الرئيس سعد الحريري على توزير “الراسبين” في الانتخابات، فقابله رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” ميشال عون بالإصرار يومذاك على تسليم الوزارة لصهره، قبل أن يهدّد علنا بمنع التشكيل “لعيون صهر الجنرال”.

ويروي الفرزلي كيف زار العاصمة السورية لحل معضلة توزير باسيل فيقول “شققت طريقي إلى دمشق. اجتمعت باللواء محمد ناصيف، وشرحت له الواقع الناشئ في بيروت، فاستدعى مدير مكتبه سمير جمعة وطلب منه تدوين ملاحظاتي، وإعداد مذكرة بها إلى الرئيس بشار الأسد. قبل مغادرتي الأراضي السورية، تلقّيت مكالمة هاتفية من رستم غزالي وطلب مني ملاقاته في مكتبه، ثم أخبرني أنّ الرئيس بشار الأسد مصرّ على استعجال تشكيل الحكومة، سألته مستفسرا: ماذا عساي أفعل؟ فدخل رستم غزالي إلى غرفة مجاورة لدقائق معدودة، ثم عاد ليقول لي: سيادة الرئيس على الهاتف ويريد التحدّث إليك.استمرّت مكالمتي مع بشار الأسد قرابة نصف ساعة، شدّد فيها على تشكيل الحكومة، وكشف لي أنّه اتصل بالعاهل السعودي، وقال له بالحرف: ليس لميشال عون ولد صبي. جبران باسيل صهره كإبنه. يريده وزيرا للطاقة والمياه، فهل يجوز أن يبقى ذلك عقبة في طريق تأليف الحكومة؟ لم يتردّد الملك فوافقني الرأي”، والكلام هنا لبشار الأسد.

يضيف الأسد متوجّهاً إلى الفرزلي “أريد حلّا نهائيا لهذه المشكلة اليوم”، فيجيب “انتظر مني مكالمة هاتفية ليلا”. لكن الأسد عاد وكرّر كلامه “أريد الانتهاء من الحكومة اليوم”.

غادر إيلي الفرزلي مكتب رستم غزالي عائدا إلى بيروت قرابة العاشرة ليلاً، وقد اتصل فورا بميشال عون وطلب منه أن يلتقيه على نحوٍ عاجل حيث وصل الى الرابية قبل منتصف الليل بربع ساعة، ويُخبر “كان الجنرال ينتظرني مرتديا الروب وإلى جانبه جبران باسيل. شرحت لهما ما دار بيني وبين الرئيس السوري. أطرق الجنرال يفكر قليلاً، ثم قال: فليكن.

أخبرهم الفرزلي أنّ الأسد ينتظر منه مكالمة هاتفية وجوابا على طلبه، ثم اتصل برستم غزالي مستمزجا إمكانية التوجّه في الليلة نفسها إلى دمشق، وكان الوقت قد تجاوز حينها منتصف الليل، فاستمهله غزالي بالردّ، ليعود ويتصل بعد دقائق مفضّلاً عدم اجتيازهم الحدود في الطقس الماطر والعاصف، واتفقا على الاجتماع بعد يومين.

يختم إيلي الفرزلي روايته بالآتي “أعطي الضوء الأخضر في الاتجاهين المتنافرين، لسعد الحريري، وكانت مساعي استعادة علاقته بدمشق قد تقدمت سريعا، وميشال عون كي تبصر مراسيم الحكومة الجديدة النور”.

وعلّق الكاتب قاسم يوسف على هذه الرواية، مستهجناً “إرتضاء جبران باسيل بوساطة بشار الأسد مع الملك السعودي ليصبح وزيراً وهو لطالما صدّع رؤوسنا بنظريات مُسهبة عن الاستقلالية والتجرّد والعفاف، وعن دوره البطولي في استعادة الحقوق المسلوبة، وفي رسم مقوّمات الأقوياء في بيئاتهم وضمن مجتمعاتهم”.

من جهتها، رأت الإعلامية ديما صادق أنه في كل مرة يكتب أحد المقرّبين من عون مذكّراته يسبّب “جرصة “، وكتبت عبر “تويتر”: “كل ما حدا من المقرّبين من عون بقرّر يكتب مذكّراته بتكون جرصة. كريم بقرادوني كتب “صدمة وصمود” وكانت فعلاً صدمة كيف سرد وقائع الاتفاق الضمني بين عون والسوري كرمال يرجع عون الى لبنان.اليوم الفرزلي عم يشهد كيف بشار طلب من الملك السعودي تعيين جبران الساقط بالانتخابات وزيرا”، لتختم “العونية شي رخيص، كتير رخيص”.

في المقابل، شكّك مناصرون للتيار البرتقالي بهذه الرواية وردّوا بسخرية على ديما صادق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية