«هل كانت امرأةٌ هنا؟»

حجم الخط
2

هل كانت امرأةٌ هنا؟
أُصغي إلى همسِ الحريرِ
وما تبقى من نثارِ الضوءِ
يغمرُ ما يخبئهُ المكانُ وما تبوحُ به المرايا
ها هُنا لوزٌ يُبعثِرُ زهرَهُ
ملءَ الخريفِ
وياسمينٌ يُوْدِعُ الحُزنَ الوصايا
في الهواءِ رذاذُ عطرٍ غامضٍ
وكأنَّ ورداً مرَّ في عجلٍ لِما أسرَ الفراشةَ
من ربيعِ غيابِها
وضفيرةٌ حُلَّت
فأبكى فُلُّها وجَعَاً ونايا
أمرَّ بحرٌ من هُنا؟
أم نامتِ امرأةٌ على أسرارِها
أغفَت أساطيرَ الرعاةِ وما رأى بحَّارةٌ ذهبوا إلى المجهولِ
وانتثروا صدىً لغنائِها
ملءَ الزوايا؟
أكانت امرأةً يُزهِّرُها الربيعُ بلوزِهِ
امرأةَ الأقاحي والقرنفلِ
أينما خطرت بهِ نثرت بياضاً من حقولِ الفُلِ
وانتشرت شذىً متماوجاً عذباً
وأغدقت الهدايا؟
تحت هذا السرو باحت للنسيمِ بسرِّها
وبوردِ فتنتِها
وما تُخفي الحنايا
أمِن نُعاسٍ عابرٍ قد حلَّتِ امرأةٌ هنا
فصحت بذاكرتي الفصولُ ووجهُها
أم أنَّ ذاكرةَ الكمانِ تخونُني
وتُبعثرُ الذكرى صدى قسَمَاتِها وغموضَ ما أُنسيتُ من دمِها
افتتاناً في رؤايَ؟!

٭ شاعر مصري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور جمال البدري:

    جميل في الصورة والإيقاع التي تتراقص كالفراشة في الهواء بلا ذراع…ذكرتني بأحد شعراء المهجر : ميخائيل نعيمة.شكرًا على الموسيقى.
    فقط ملاحظة أخويّة : لا تتوقف عن الكتابة فالاستمراريّة هي الإبداع الحقيقيّ.

  2. يقول هشام هنري:

    إيقاع شعري جذاب جدا. لا يمل من تكرار قرائتها. تحياتي من أستراليا

إشترك في قائمتنا البريدية