شهدت بداية الموسم الكروي الجديد ارتفاعا ملفتا في عدد اللاعبين المصابين بشكل استثنائي محير ومثير للكثير من المتابعين، خاصة وأن بعضهم لم يخض أي مباراة رسمية لحد الأن، على غرار لاعب الريال البلجيكي ايدين هازارد والأرجنتيني ميسي ومواطنه مهاجم روما بيروتي الذي سيغيب لمدة شهرين اثر إصابة في الفخذ اثناء التدريبات، بدون أن ننسى إصابات لاعبين آخرين في الجولات الأولى لمختلف الدوريات، على غرار الثنائي الباريسي مبابي وكافاني اللذين سيغيبان لمدة شهر، وكذا سواريز وديمبيلي عن البارسا وخاميس رودريغز لاعب الريال بعد أول مشاركة له مع فريقه منذ عودته من البايرن في سابقة لم تحدث سابقا بهذا الحجم وعلى مستوى أندية كبيرة تملك من المختصين والوسائل والامكانات ما يجنبها كثرة الإصابات أثناء التحضيرات والتدريبات وحتى المباريات.
صحيح أن إصابات اللاعبين أثناء المباريات والمنافسات كانت ولا تزال جزءا من اللعبة منذ زمن، تحدث بسبب تعرض اللاعبين للأذى من التدخلات القوية أثناء المباريات الرسمية، لكن تكرارها على نطاق واسع في المباريات الأولى للموسم وحتى قبل خوض المباريات الرسمية أثار الكثير من التساؤلات حول حجم التحضيرات الذي لم يعد يطاق من طرف اللاعبين المحترفين، وحول عدد المباريات التي يخوضونها طيلة الموسم والتي تصل أحيانا الى ستين مباراة، ما أدى الى ارتفاع نسبة الإصابات منذ موسمين في إنكلترا مثلا ليبلغ 50% في ظرف وجيز، بمعدل أكثر من 200 إصابة في موسم 2015-2016، وهو رقم كبير مقارنة بالتسعينات، وبتطور أساليب الوقاية والعلاج والتحضير البدني الجيد الذي يسمح للاعب بأن يكون أكثر قوة في تحمل ضغوطات حجم المباريات والمنافسات التي صارت تتميز بالكثير من القوة والاندفاع والأهمية أيضا.
قوانين اللعبة على مستوى التحكيم والإجراءات الصارمة زادت في حماية اللاعبين من التدخلات الخشنة، لكن ذلك لم يخفف من معدل الإصابات التي يحدث بعضها اثناء تحضيرات بداية الموسم أو الحصص التدريبية الشاقة، وتحدث حسب المختصين في الطب الرياضي بسبب خلل في الاعداد البدني اللازم لبعض اللاعبين الذين يخوضون مباريات إضافية مع منتخباتهم في بطولات دولية عند انتهاء الموسم أثناء فترة الصيف في ظروف مناخية مختلفة، أو حتى بسبب فترة الراحة السلبية التي لا يحسن استغلالها بعض اللاعبين الذين لا يحافظون على الحد الأدنى من المخزون البدني أثناء فترة الراحة، ما شكل هاجسا لمختلف مدربي الأندية الذين يجدون أنفسهم أمام لاعبين بمستويات مختلفة بدنيا تقتضي تصنيف اللاعبين أثناء فترة الاعداد وتحميلهم أعباء مختلفة قد تكون سببا في حدوث الاصابات.
أغلب الإصابات التي تعرض لها لاعبو الكرة بداية من هذا الموسم، كانت عضلية، أصابت الجزء السفلي لأجسامهم على مستوى الفخذ والركبة والقدم والكاحل نتيجة الشد أو التمزق العضلي، وبعضها فقط من كانت بسبب قوة الاحتكاك والالتحام مع المنافسين في الجولات الأولى من الدوريات، ما يعني بأن الجهود المبذولة أثناء استعدادات بداية الموسم هي السبب الرئيسي، نتيجة التحضيرات المكثفة التي تؤدي الى الإرهاق، أو الخفيفة التي لا تستند على تقوية مفاصل الأرجل بصورة سليمة لتحمل الجهد البدني، في ما يذهب بعض المختصين للحديث عن تأثيرات الضغوطات النفسية التي يتعرض لها اللاعبون، سواء كانت فنية، جماهيرية أو إعلامية، وكذا التنافس الكبير بين اللاعبين من أجل اثبات وجودهم في التشكيلة الأساسية للأندية التي ينشطون فيها والتي تتطلب مجهودات إضافية قد لا تطاق أثناء التدريبات والمباريات.
حدة المنافسة بين اللاعبين في نفس النادي، وبين الأندية في مختلف البطولات، وكثرة المباريات ستؤدي بدون شك الى تعرض مزيد من اللاعبين الى إصابات متكررة ومتنوعة تقتضي تجاوب الأندية مع المعطى الجديد وتتطلب بالمقابل دراسات معمقة لكل العوامل المحيطة بلاعب الكرة وكيفية تجهيزه لمواجهة الضغوطات وحجم التحضير البدني اللازم والجهد المطلوب بذله والراحة التي يحتاجها جسم اللاعب من أجل تجديد طاقاته كل موسم، لأن الكرة لم تعد مجرد لعبة بل صناعة وثقافة وعلم ومشروع يقتضي توفير جميع أسباب النجاح وتوفير الإمكانات لتخفيف حجم المعوقات وتحقيق النجاحات الرياضية التي تفرضها الاستثمارات الكبيرة وحجم الأموال المتداولة في أعلى المستويات.
٭ اعلامي جزائري
كلام تم تناوله بمرات عديدة ، اين مصلحة اللاعب من كل هذه الروزنامة القاتلة ؟ وانت تعلم استاذي ان دوري كبير كالانجليزي لا يعطي استراحة العيد ( نهاية العام) بل تزداد المسابقة شراسة بما يعرف بالبوكسن داي . وربما تتنفس الاندية الانجليزية و لاعبيها بعضا من التقدمك على صعيد المراحل المتقدمة للمسابقات القارية بعد تطبيق عطلة الاعياد من هذا الموسم .