هل ورطت امريكا السيسي؟

حجم الخط
17

اسرائيل تقول في تصريح غير متوقع لها بان الرئيس المعزول ‘مرسي’ منتخب ديمقراطيا، وتقول امريكا ايضا برعاية ‘الكونغرس’ في ان عليها مراجعة مساعدتها التي تقدمها للجيش المصري، وتطالب في نفس الوقت بالاستفسار عن حالة مرسي وعلى نفس روتين الاتحاد الاوروبي الذي يقوده الالمان هذه المرة يقول وينبه بحتمية
الافراج عن مرسي واخوانه المحتجزين، ما يرشدنا الى ان الجيش المصري قد حبس في الزاوية والسيسي اصبح مكبلا من ناحية السياسية الخارجية الغربية ما قد يجعله في مواجهة سياسية وحيدة مع اخوان مرسي مستقبلا، بالرغم من الدعم اللوجستي الذي يتلقاه من طرف بعض الدويلات الخليجية له والتي ليست ببعيدة هي الاخرى بدأت تفقد ثقتها بالسيسي، الامر الذي سيدفعها الى سحب دعمها المالي منه على غرار خسارة البورصة المصرية 5.4 مليارات جنيه بعد زيادة وتيرة الاحتقان السياسي في مصر.
وفي ظل ذلك، كان السيسي قد وجه على اثرها رسالة واضحة يوم الاربعاء لانصار الشرعية يتعهدهم فيها باكمال خارطة الطريق المطروحة، وبأنه لن يتم التراجع عنها نزولا عند ارادة الشعب، وعند هذه النقطة بالذات نلمح تشدد اللهجة التي استخدمها السيسي تجاه الاخوان والتي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات بحسب ما يراه المختصون في هذا المجال، خصوصا في ما يعتقد انه قد يكون المرشح القادم للانتخابات المصرية المقبلة.
وقد جاء في تصريح السيسي حين دعا الشعب المصري للاحتشاد يوم الجمعة في مليونية منح الجيش ‘تفويضا شعبيا لمواجهة العنف والارهاب’، وما قد نستخلص من هذا التصريح وجود احتمالين لا ثالث لهما قد يقع فيهما السيسي. ويكون اولهما التأييد الشعبي له والخروج بمليونيات ربما تفوق مليونيات رابعة العدوية التي يشرف عليها الاخوان، مما سيؤدي الى حتمية التصادم والدخول في نزاعات بين الطرفين والتي ستدخل عندها مصر في نفق مظلم عبر حرب اهلية تقودها الى المجهول مجسدة بذلك نفس السيناريو الجزائري الذي لا نستبعد دق طبوله على ابواب مصر.
واما عن ثانيهما فيتمثل في امكانية رفض القبول الشعبي لهذه المليونية التي دعا لها السيسي حتى وان كانت محتشمة فانها ستضعه في ورطة كبيرة امام مقابلته الرأي العام الدولي الذي لن يتوالى با صدار امر التدخل العسكري بداخل ارض الكنانة بحجة اخراجها من عنق الزجاجة، مما سيدفع بالسيسي الى الاخذ بطريقة النظرية الصفرية للجيش الروسي عند فقدانه الاتحاد السوفياتي وهي ‘اخذ كل شيء او لا شيء ‘اي الانفراد بالحكم او الخروج صفر اليدين ومحاكمة عسيرة في انتضاره او قد يتم اخذه بنصيحة شمشون الشهيرة والمتمثلة ‘علي وعلى اعدائي’ لتكون بذلك الطامة الكبرى التي ستحرق بها مصر وفقا لما يريده اعداؤها بمكيدة وقع في غفلتها السيسي.
وعجيب العجاب مما نراه عند حضرة الرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور الذي برغم من تدهور الاوضاع في مصر الا اننا لا نكاد نراه ملما بها منذ توليه القيادة دون ان يخرج بأي تصريح او خطاب مكتفيا بحكمة ‘الصمت’ التي تثير مخاوف الكثيرين من ولوج العسكر في السياسة، الامر الذي نتج عنه انشقاقا في البنية العسكرية من خلال ما نلمحه في خطابه الاخير حول ما دعى اليه السيسي بانضمام ومساهمة جميع نبلاء الجيش في مليونية الجمعة ما يوحي لنا تواجد بعض القوى العسكرية المعادية له، والتي ربما ستكون السبب الرئيسي لاسقاطه من ذلك المنصب الذي يشغله لانه بالأكيد رضخ ووقع في فخ المعارضة العلمانية التي لا تؤمن سوى بالديمقراطية الدموية والتي نعلم من يقودها وهم فلول مبارك.
وما قد نفهمه من الكواليس التي تحاك وراء الثورة المصرية في ان الغرب قد وحدوا موقفهمم بالاجماع على موقف واحد، فيما نرى العكس من توالي الصمت المفاجئ الذي يخيم على الدول العربية خاصة بعض الخليجية التي تدعم السيسي، فيما قد يدخل لنا الشك بانها اوقعت السيسي في المصيدة ؟ وهل كان ذلك تعاقد سري مع الغرب؟! فليندع الايام القلائل القادمة تروي لنا خفايا كواليس ذلك.
حداد بلال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ahed Mustafa:

    تحلىل عميق

  2. يقول عبد الله:

    ذروني أقتل “مرسي”
    د. عبد الله محمد عبد المالك *
    [email protected]
    قد يكون من غير اللافت للانتباه استدعاء قصة موسى عليه السلام و فرعون عند الحديث عن أية مواجهة بين الدعوة و الإصلاح من جهة و بين الطغيان و الاستكبار من جهة أخرى ، إلا أن ما يجري في مصر الآن بين “السيسي” وجنوده و بين الرئيس محمد مرسي و أنصاره يدعو إلى الربط بين القصتين من جوانب عدة اكتفي منها بما يلي :
    من التقنيات التي يتكأ عليها في الربط بين قصتين أو روايتين ، تشابه أسماء شخوص العملين أو تقاربها بحيث يسهل على القارئ استحضار الشخصيات الأصلية ، مما يحقق قدرا من الترابط و الاندماج بين النصين ، وتدخل هذه التقنية في ظاهرة أكبر تدعى في الدرس الأدبي والنقدي “التناص” ، و لا يخفى هنا ما بين “موسى” و”مرسي” و بين “منفتاح بن رمسيس الثاني”ـ وهو كما ذكر الدكتور سيد طنطاوي في ستة مواضع من تفسيره “التفسير الوسيط” ، اسم فرعون موسى ـ وبين “عبد الفتاح السيسي” من تناغم وتصاقب لا شك أنه ليس من صنع كاتب و لا من وحي خيال.
    ـ المتأمل في خطاب السيسي يجد من الواضح فيه حرصه على الوطن والدين و الاستقرار والسلم الاجتماعي ، فإزاحته للرئيس المنتخب كانت ضرورة لتحقيق ذلك كله، وهذا نفسه ما سعى إليه فرعون ( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)
    كانت دعوة موسى عليه السلام دعوة سلمية ، لا يريد أهلها أكثر من السماح للناس باتباع ما رأوه حقا وعدم مصادرة آرائهم أو تعذيبهم (أن أرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى) وكان منطق فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) (ما علمت لكم من إله غيري) .و من جانب الرئيس مرسي و أنصاره فإن غاية مطالبهم أن تحترم إرادة المصريين و يتاح لمن ولوه أمرهم في انتخابات حرة ونزيهة أن يكمل مأموريته ، ويمنح الشعب بعد ذلك ثقته لمن شاء، وهذا من وجهة نظر السيسي عبث لا طائل من ورائه ، فهو من يعزل و يولّي و شعوره بالمسؤولية و حرصه على الأمة جعله يضع لهم خارطة طريق لا محيد لهم عنها ولا يرى لهم غيرها ” ومن سولت له نفسه إمكان الرجوع عنها فهو واهم”.
    دعا فرعون إلى حشد الناس وجمعهم ليروا لمن تكون الغلبة (و قيل للناس هل أنتم مجتمعون)فهذا كما يقول الطاهر بن عاشور “استحثاث للناس على الاجتماع ،فالاستفهام مستعمل في طلب الإسراع بالاجتماع” و في الآية الأخرى (فأرسل فرعون في المدائن حاشرين) (وابعث في المدائن حاشرين) ، و لا يخفى اعتماد السيسي من أول أمره على حشد الحشود متعهدا أن يوفر لها الأمن والغذاء ،وهو قبل ذلك يثني عليها أجمل الثناء ، فهم المواطنون الشرفاء….، أما من سواهم فهم (شرذمة قليلون )، ولن نقابلهم إلا بالرصاص حتى ولو كانوا سجدا ، أو صبية ونساء عزلا.
    ـــ طلب فرعون تفويضه ليقتل موسى و الذين آمنوا معه (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) ومتى كان يطلب فرعون تفويضا أو يستمع إلى أحد ، وحسب رأي الشهيد سيد قطب “يبدو من قوله : { ذروني أقتل موسى } . . أن رأيه هذا كان يجد ممانعة ومعارضة من ناحية الرأي كأن يقال مثلاً : إن قتل موسى لا ينهي الإشكال . فقد يوحي هذا للجماهير بتقديسه واعتباره شهيداً ، والحماسة الشعورية له وللدين الذي جاء به ، وبخاصة بعد إيمان السحرة في مشهد شعبي جامع ، وإعلانهم سبب إيمانهم ، وهم الذين جيء بهم ليبطلوا عمله ويناوئوه “. ، كذلك طلب السيسي من الجماهير تفويضه لمحاربة ما أسماه العنف و الإرهاب ، ولا يخفى على أحد من يريد وما يريد ، لكن متى كان السيسي يطلب تفويضا ؟وهل طلب تفويضا عندما عزل رئيسا منتخبا وعطّل العمل بالدستور وووو ، ؟ وهل تحتاج محاربة العنف و الإرهاب إلى تفويض بعدما أجمع العالم كله على محاربته ، ووضعت القوانين الكفيلة بذلك ، إن السيسي كما يقول أحد المحللين يكون خائنا ومقصّرا إذا لم يحارب العنف و الإرهاب ، لكن أي عنف , أي إرهاب ؟ لاشك أن السيسي وجنوده ومرتزقته هم اليوم في مصر مصدر العنف والإرهاب ، فليكف الناس شره وليبدأ بنفسه.
    إن شعور السيسي بضغط الشارع المتواصل الذي لا تزيده الأيام إلا اشتدادا ، ولا ينقص العنف و الإرهاب من صموده و إصراره شيئا، هو ما جعله يستنجد بملئه و يستغيث بغوغائه ، وكأن لسان حاله يقول “ذروني أقتل مرسي” .

    1. يقول فتحي/العجوز:

      قصتك يا اخ عبد الله حلوه ومسليه كتير وقرأت على غرارها الكثير وابطالها دائما موسى وفرعون والغريب ان هذه القصص دائما على لسان الاخوان وكأنهم يعتقدون ان هناك ناس يشكون باصل القصه خاصة ان علماء الاثار اليهود وخريجي المدرسه التوراتيه وعلى راسهم عالم الاثار زئيف هيرتسوك الذي ما زال استاذا بجامعة تل ابيب قد اكدو ان قصة خروج موسى من مصر مجرد اسطوره وتيه اليهود بسيناء ليس له علاقه بالحقائق الاثريه
      (28/11/1999صحيفة هآرتس) و اكده زميله عالم الاثار اوشكين حين قال موجها كلامه لسليمان عفوا سيدي سليمان لم نجد لك اثرا هنا ( يقصد فلسطين ),,, وما استغربه هو الاقرار بالايه الكريمه القائله اذهب انت وربك فقاتلا فأنا هنا قاعدون حيث رفض قوم موسى حسب تفسير الايه اوامر موسى والتي تعتبر اوامر الرب والداعيه الى قتل كل الشعب الفلسطيني والكنعاني وفي الاخر تقولون ان رسالة موسى هي رسالة سلام ,

  3. يقول رابح بوكريش من الجزائر:

    لانقلاب خطط له من اليوم الأول لحكم الإخوان !
    ما حدث في العالم العربي منذ أكثر من عامين كان مفاجأة كبيرة بالنسبة
    للمخابرات الغربية والأمريكية على وجه التحديد ، فالتوقيت لم يكن متوقعا
    وطريقة تغيير الأنظمة أذهل كل اجهزت المخابرات الغربية . ولم يعد ثمة شك
    عند هذه الأجهزة أن حكم اصدقائهم اقترب من نهايته
    ، إذ خسرت بخياب حسني مبارك ، حليفا استراتيجيا ، عرف كيف يلبي احتياجات
    استراتيجية واشنطن في المنطقة وفي حماية اسرائيل ، في مقابل ذلك أعطت
    واشنطن لمصر من المساعدات العسكرية والمدنية . وغياب حسني مبارك ، خلق
    فراغا كبير لسياسة الأمريكية في المنطقة ، وشكل نقطة ارباك لعمل
    المخابرات في في المنطقة . لذلك رأت أنه حان الوقت لأعادت الأمور إلى
    ما كانت عليه قبل الربيع العربي.

  4. يقول دكتور نجم:

    كفوا أيها العنصريون المتعلمنون عن الهجوم على الإسلام وإطلاق ما تدعونه من أخونة السلطة والدولة المصرية وقد رأيتم بأعينكم ورأيتم الحقيقة بأن وزير الدفاع هو (…) السيسي وأن وزير الداخلية الذي يصرح ويقتل المتظاهرين السلمين هو محمد إبراهيم وهنالك لا يقل عن 10 وزراء ممن كانوا في حكومة مرسي يستلمون مناصب في حكومة الانقلاب الإرهابية فأين الأخونة يا مفترين. كما أن الأعلام وقنواته كلها جاحدة منحطة التفكير تركت في عهد مرسي على عقالها أما في عهد الإنقلاب الفاشي فقد كممت الأفواه فليس لديكم أسس للمقارنة واين القضاء في عهد مرسي الذي يتبجح بكل حرية فقد خرس وكأنه لم يعد قضاء في مصر
    ان السيسي هذا المواطن الصالح المخلص للعلم المصري اراد ان يصون مصر فسرق شرعيتها وعطل دستورها واخفى رئيسها وفصلها عن محيطها العربي واشعل نار الفتنة بين ابنائها ونكل بمعارضيه فمنهم من قتل وذبح ومنهم من اعتقل وحبس واحنى رأسه للغرب وفتح بابه مع اسرائيل واغلق بابه مع حماس فيا له من بطل لا يصفق له الا خائن ولا يمشي معه الا منافق. فهبوا يا ابناء الوطن قبل ان يجلس على العرش ويحول مصر الى ركام. فانه واتباعه كالغراب اينما حلوا حل الخراب

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية