هل يغيّر اتهام سي آي إي لبن سلمان المعادلة؟

حجم الخط
20

نشرت وسائل إعلام عديدة عن مصادر في وكالة المخابرات (سي آي إي) أن الجهاز الأمني الأمريكي يعتقد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل الصحافي البارز جمال خاشقجي في إسطنبول وأن «سي آي إي» قامت بإطلاع الجهات المختصة بما فيها الكونغرس بتقديراتها هذه والتي تتناقض مع تأكيدات السلطات السعودية بأن بن سلمان ليس متورطا في عملية الاغتيال.
اعتمدت الوكالة، بداية، على مكالمة خالد بن سلمان، سفير الرياض في واشنطن، تلقى فيها أوامر من شقيقه تضمن لخاشقجي أمنه حين يزور القنصلية السعودية في إسطنبول، كما اعتمدت على مكالمة أخرى أجراها المتهم بقيادة فريق الاغتيال، ماهر مطرب، من مبنى القنصلية بعد مقتل خاشقجي، بسعود القطحاني، الذي يعتبر اليد اليمنى لبن سلمان تبلغه بأن المهمة أنجزت، ورغم أنه لا يوجد «دليل محسوس» على تورّط بن سلمان في الجريمة لكن تقديرات «سي آي إي» أن الجريمة ما كانت لتحصل من دون موافقة وليّ العهد.
يعتبر هذا الاتهام الأقوى والأكثر تأكيدا حتى الآن في ربط ولي العهد السعودي مباشرة بعملية الاغتيال، وكانت هناك ردود فعل مباشرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشي بالتفاعلات التي أدى إليها تأكيد المخابرات الأمريكية لهذا الاتهام الخطير.
ظهرت هذه التفاعلات بسرعة على شكل استقالة مسؤولة تنظيم السياسات الأمريكية مع السعودية، كريستين فونيتنروز، والتي لعبت دورا مهما في فرض بلادها عقوبات على عدد من السعوديين على خلفية قضية الاغتيال، والواضح أن تقرير المخابرات الأمريكية جعلها في موقع المطالبة برفع سقف البيت الأبيض نفسه باتجاه اتهام بن سلمان، وأن استقالتها هي محاولة دفع معاكسة من إدارة الرئيس الأمريكي.
استمرّ ترامب، من جهته، في لعب دور لاعب السيرك الذي يسير على حبل فيستقبل بعصاه التأكيدات الرسميّة المتزايدة على دور بن سلمان (قال إن تقييم المخابرات الأمريكية لمقتل خاشقجي سابق لأوانه «لكنه ممكن»)، ثم يقوم بتنفيسها بالحديث عن تأكيدات وليّ العهد له بأن لا علاقة له بالاغتيال! وبأنه لا يريد أن يخسر الحليف السعودي لدوره في مجابهة إيران (وتسيير شؤونه العربية ـ الإسرائيلية)، مضيفا أنه لا يريد الاستماع إلى شريط التسجيل الذي يعرض تفاصيل قتل خاشقجي لأنه «وحشيّ ومفزع».
العامل المهمّ، إضافة إلى تقرير المخابرات الأمريكية، هو الإصرار الكبير لدى جزء كبير من الإعلام الأمريكي المؤثر على منع طمس قضية الاغتيال والمضيّ بها نحو نهاياتها المنطقية: محاسبة المسؤول الحقيقي عن عملية الاغتيال وليس فقط أدوات التنفيذ التي يراد لها أن تلعب دور كبش الفداء.
على الساحة السعودية وجدنا ردّاً وحيداً حتى الآن جاء من الأمير خالد بن سلمان، قال فيه إنه لم يتصل هاتفيا بخاشقجي ليطلب منه الذهاب إلى إسطنبول أبداً، مطالبا الحكومة الأمريكية «بنشر أي معلومات تتعلق بهذا الادعاء».
الواضح أن إدارة ترامب ماضية في محاولة إخراج وليّ العهد السعودي من الورطة لكنّ هذا يورّطها هي نفسها بعملية التغطية، وقد لاحظنا رد فعل عنيفا من «واشنطن بوست»، الصحيفة التي كان خاشقجي أحد كتابها، يعتبر أن هدف العقوبات الأمريكية على 17 شخصا سعوديا هو استثناء ولي العهد من القرار، وأن ذلك محاولة لإبعاد البيت الأبيض نفسه عن الاعتراف بأن رهانه على الأمير البالغ من العمر 33 عاماً فقط كحليف استراتيجي كان خطأ فادحا.
المراهنة صارت على قدرة تقرير الـ«سي آي إي» على زعزعة صفوف إدارة ترامب (وهو ما حصل جزئياً)، وكذلك إقناع مزيد من أعضاء الكونغرس الفاعلين، وهو ما حصل أيضاً مع انضمام نواب جمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس إلى قائمة المطالبين بمعاقبة بن سلمان، وأخيراً على قدرة بن سلمان على الصمود أمام هذه الضغوط الخارجية والداخلية التي تتزايد يوما بعد يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    المحرك الرئيسي لقضية خاشقجي هو اللوبي الأردوغاني! هذا اللوبي تغلب على اللوبي الصهيوني بقضية سفينة مرمرة!! ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول طاهر العربي:

      لوبي اردوكاني؟؟؟؟
      لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

  2. يقول خالد مصطفي الجزائر:

    واضح أن بن سلمان انتهى أمره والقضية قضية وقت فقط فما يحدث يشبه المحاكمة العلنية من جمع أدلة وربطها لقد انتهى بن سلمان.

  3. يقول سامح //الأردن:

    *معظم دول العالم باتت تعرف أن
    المراهق الأرعن(ابن سلمان) هو القاتل
    والفاجر والاحمق والمستبد.
    *عمليا إنتهى وسقط سواء بقي
    بالحكم أو (انقلع ).
    سلام

  4. يقول سامي - باريس:

    و ليس مستبعد على الإطلاق أن يسطو ترامب على اكبر مؤسساته الأمنية الإستخباراتية و يضرب بتقريرها عرض الحائط طالما أن الذي يتحكم في الأمر و يرغب في استمرار إبن سلمان في الحكم هو لوبي الأيباك الصهيوني في أمريكا الذي يستحوذ على غالبية مقاعد الكونغرس من الجانبين الديمقراطي و الجمهوري و رغبة النتن ياهو في إنقاذ بن سلمان من الحساب و العمل على بقائه في سدة الحكم .. من كان يتوقع أن السعودية خادمة الحرمين ستكون حليفا لإسرائيل ضد مصالح الأمة الإسلامية جمعاء ؟

  5. يقول بولنوار قويدر-الجزائر-:

    السلام عليكم
    تحية طيبة مباركة
    لقد أندلعت الحرب العالمية الاولى بسبب قتل” وريث العرش النمساويّ الأرشيدوق فريناند ” وهذا من الأسباب غير مباشرة في أندلاع الحرب العالمية الاولى..بالقياس وطبقا للنظرية التي تقول :إنّ التاريخ يعيد نفسه”
    نقول:إن قتل جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده في تركيا وما لازمه من مواقف مناهضة لعملية القتل القبيحة والتي لم يشهدها التاريخ السياسي القديم ولا الحديث سوف تتسبب في تعفن الأمور وإزدياد الغضب ليس فقط من الساسة والإعلاميين ولكن سوف يصل إلى ذروته عند الشعوب لمّا ترى القاتل يتمتع بسلطة مطلقة وبماله يفرض منطقه حتى على الدول التي تدعي الديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان نراها منصاعة راكعة له وتسعى لتبرير ساحته لأنّه وريث العرش .فمتى كان لورثة العرش الحق في قتل معارضيهم بهذا الأسلوب وهذه الطريقة القبيحة المشينة وبخاصة لمّا تصدر من “وريث عرش بلاد الحرمين أن يسلك هذا السلوك الأرعن.من هذا كله أرى و اتمنى أن أكون مخطأ في توقعي أنّ سبب فرط عقد المملكة السعودية هو وريثها إن لم تعجل برحيله والمملكة بها رجال أكفاء بوزن الملك “فيصل” وأكثر رجاحة…والله أعلم سوف يحدث بعمله هذا زوبعة في العالم لا يحمد عقباها
    ولله في خلقه شؤون
    وسبحان الله

  6. يقول مراقب حر:

    كان القتلة يعدون لجريمتهم و نفذوها و هم لا يعلمون أن كل شيء كان يسجل عليهم من قبل المخابرات التركية و الأمريكية. فعلاً منتهى الغباء من أبو منشار و الذي ظن أن عملية القتل هذه ليست سوى نزهة لن يعلم بها أحد و إذ بها تصبح جريمة و فضيحة العصر!!

  7. يقول سلام عادل(المانيا):

    الاخ بولنوار قويدر-الجزائر-
    عن اي شعوب تتكلم لحد اللحظة لم نرى اي شعب عربي او مسلم ولا الجامعة العربية ولا الازهرر ولا النجف ولا اي منظمة اسلامية استنكرت او حشدت لمظاهرة او ما شابه

    1. يقول بولنوار قويدر-الجزائر-:

      السلام عليكم
      تحية طيبة مباركة أخي “سلام عادل(المانيا) ”
      أتفهم غضبك وغيرتك ولكن يا أخي :إنّ الشعوب بركان خامد لا يمكنه أن يبقى جامدا دائما ولكن سوف يقول كلمته في وقتها ولا نستبعد ذلك…
      ولله في خلقه شؤون
      وسبحان الله

  8. يقول سامي - باريس:

    إننا نترقب النتيجة.. هل سينجو إبن سلمان أم ستطاله يد النجدة من ترامب و اللوبي الصهيوني الذي يطمح في أن يقود ابن سلمان حملة التطبيع مع الكيان الصهيوني و إتمام صفقة العصر بالضغط على الفلسطينيين للقبول ب”أبو ديس ” عاصمة لهم بدل القدس و قيادة التحالف العربي “حلف الناطو العربي ” لإعلان الحرب بالوكالة على إيران بدل إسرائيل و من دون أن تصرف هذه الأخيرة فلسا واحدا .. و من تم سيتم القضاء على الثور الأسود “إيران” بعد أن تعاونوا على القضاء على الثور الأبيض ” العراق” ومن بعدها سيأكلهم الصهاينة بكل سهولة و على طبق من ذهب .. هكذا سيكون شكل أمبراطورية بنو صهيون الكبرى في الشرق الأوسط الجديد ، دويلات أعراب الجاهلية الجديدة الخادمة لليهود الصهاينة بأموالها و كل طاقاتها ..

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية