ما أن تكتب كلمة ‘القاعدة’ وتضغط على زر البحث في قاعدة بيانات وكالات الانباء العالمية حتى تطالعك عشرات الأخبار، بعضها يثير التعجب، وبعضها الآخر، مهما ارتفع عدد القتلى والجرحى فيه، لم يعد يهمّ أحداً كأنه صار من طبيعة الأشياء مثله مثل أخبار الطقس.
آخر هذه الأخبار كان تحذير الولايات المتحدة مواطنيها من السفر للدول العربية واغلاق مقار بعثاتها الدبلوماسية امس الأحد في احدى وعشرين دولة من دول العالم الأمر الذي حذت حذوه ـ بدرجات متفاوتة – المانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا ودول أخرى بالضرورة، لم تظهر في الأنباء لقلّة شأنها، او لعدم رغبتها في إثارة اهتمام تنظيم ‘القاعدة’ كأهداف محتملة له!
على يمين وشمال هذا الخبر يقرأ الباحث خبر تحذير الشرطة الدولية (انتربول) من وجود مخاطر وقوع هجمات ارهابية بعد هروب مئات المعتقلين المتطرفين من سجون العراق وباكستان وليبيا، كما يقرأ أخباراً أخرى ما زالت تثير اهتمام وسائل الاعلام العالمية مثل تحقيق الشرطة البريطانية مع جمعية خيرية بشأن ارسال اموال الى ‘القاعدة’ في سورية، او محاكمة الضابط الامريكي السابق نضال حسن المتهم بقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود الامريكية، وقتلى الاشتباكات بين الامن التونسي و’ارهابيين’، وخبر وقوع قتلى في هجوم على ضابط عراقي كبير، او اخباراً أخرى فقدت، لشدة التكرار، اهتمام وسائل الاعلام مثل خبر هجوم يوقع 16 جريحا في جلال اباد بأفغانستان.
على امتداد المساحة الشاسعة لـ’فسطاطي’ بن لادن: العالم الاسلامي والعالم الغربي يبدو هذا الظهور الكثيف لتنظيم ‘القاعدة’ لغزاً كبيراً وتحدّياً ليس للولايات المتحدة الأمريكية (التي وضعت نفسها في موضع العدوّ الأول للتنظيم) بل للعالم ايضا.
بعد ‘غزوة نيويورك’ واجتياح افغانستان صار المشهد مفتوحاً لحرب جغرافيتها الكرة الارضية كلها.
لكن الولايات المتحدة وحلفاءها فوجئوا بأنهم كلما حاولوا القضاء على ‘القاعدة’ باجتياح البلدان واخضاعها واستخدام القوة كلما اتسع مدى التنظيم واستفحل أمره وتعذّر ايجاد حلول له!
ولعلّهم فوجئوا أيضا بأن تراجع الولايات المتحدة وانكفاءها التدريجي عن المنطقة الذي ابتدأ بانسحابها من العراق وبتردد ادارتها المستمر في شؤون الثورات العربية والثورة السورية خصوصا لم يخفف من تأثير تنظيم ‘القاعدة’ بل زاده قوة واشتعالا ومراساً واتساعاً.
أما المفارقة الكبرى ضمن هذا النزاع المهول فهي ان ضحاياه الأساسيين (على يد طرفي النزاع) هم من المسلمين!
محاضرات الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها العرب خصوصاً بضرورة الحلول السياسية وعدم اعتماد الحلّ الأمني لا ينسجم مع استراتيجيتها لمعالجة ظاهرة تنظيم ‘القاعدة’ باغتيال قادته ومطاردة عناصره وتهنئة ‘طغاة الديمقراطية’ الجدد مثل حكام العراق الحاليين على ممارساتهم ضد شعوبهم والتي لا تختلف عن ممارسات ‘القاعدة’ بل هي سبب مباشر في وجود هذا التنظيم واستمراره وقوته.
تنظر الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون والعرب الى تنظيم ‘القاعدة’ باعتباره أفراداً ارهابيين يجب مطاردتهم وقتلهم، في تجاهل للأسباب التي أدت الى ظهور هؤلاء ‘الارهابيين’، والأسوأ من ذلك، تجاهل المرارات الهائلة التي تخلقها السياسات الاقتصادية والاجتماعية والطائفية والتي تؤدي لاتساع الحاضنة الشعبية للتنظيم.
أفراد ‘القاعدة’ ليسوا أرقاماً يمكن استئصالها والتخلص منها بل سياسات متوحشة تهمّش البشر ولا تترك لهم خياراً غير أفكار اليأس والقتل والانتحار.
مواجهة سياسات أنظمة الاستبداد والطغيان (وعلى رأسها اسرائيل) هو الطريق الوحيد لحل موضوع ‘الارهاب’ و’القضاء على القاعدة’.
القاعدة تنظيم إرهابي ولكن القضاء على القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى بطريق احترام الإرادة الشعبية وإرساء حقوق المواطنين وحرية المواطنين خصوصا في العالمين العربي والإسلامي.لأن هذا يحد من شعبيتهم وشكرا!
قالت القدس :
“أما المفارقة الكبرى ضمن هذا النزاع المهول فهي ان ضحاياه الأساسيين (على يد طرفي النزاع) هم من المسلمين! ”
السؤال الأول هو : لماذا ؟
وقالت :
“مواجهة سياسات أنظمة الاستبداد والطغيان (وعلى رأسها اسرائيل) هو الطريق الوحيد لحل موضوع ‘الارهاب’ و’القضاء على القاعدة’…”
السؤال الثاني : من يبادر بالقيام بهذه المواجهة ؟
والسؤال الثالث : كيف يمكن التخلص من الطاعون والكوليرا في آن واحد ؟
تحليل رائع …. فعلا بالقضاء على اسرائيل نزيل اسباب القاعدة … وننهي سيطرة الغرب على العالم العربي خصوصا والاسلامي عموما
هل منكم يتسطيع يخبرنا كم قتلت القاعدة بالمفخخات من الشعب العراقي البريء من اطفال ونساء وكم قتلت من الشعب السوري واليمني واليوم اتى الدور على مصر بالمقابل هل قتلوا لنا فأرآ اسرائيلي على مدى عشرون سنة على الرغم انهم على حدود فلسطين بل نسمع بان مسؤولين القاعدة من النصرة والجيش الحر يتوافدون الى فلسطين المحتلة يوميآ للاجتماع مع الصهاينة وتقديم كل العون لهم وبوامر من نتنياهو وبيريز قام الكيان الصهيوني ببناء مستشفيات لعلاج جراحهم فهل هولاء مسلمون ام مجرمون . اما بخصوص ان امريكا تخاف من القاعدة والله انها لا تخاف من القاعدة لا هي ولا الدول الغربية وانما تخاف من الشعوب العربية الناس العيدون الوطنيون الذين هم من قاموا بعملية نيورك وكانوا عايشون بالخارج ولم لهم صلة بالقاعدة التي انشئتها امريكا واسرائيل لقتل العرب في العراق وسوريا واليمن ومصر . فعلى الشعوب العربية ان تقضي على اي شخص ينتمي الى هذه القاعدة الصهيونية التي لا تقتل الا العرب ولا تدمر الا بلاد العرب .
نعم إن الغطرسة و الهيمنة الأمريكية على مقدرات الشعوب و بالخصوص منها اليوم، الشعوب العربيية و الإسلامية هي السبب المباشر في وجود هذا التنظيم و غيره من التنظيمات واستمرارها و المعركة بين الظالم و المظلومين مستمرة بكل أنوعها حتى قيام الساعة.. كل الذين قادوا مقاومة الإستبداد الأمريكي في امريكا اللاتنية و غيرها من بقاع الآرض يصفوا دائما بالإرهابيين و لذا هذا النعت ليس بجديد في التاريخ.
رأيٌ آخر:
تقول كاتبة المقالة إن «الولاياتِ المتحدة وحلفاءَها فوجئوا بأنهم كلما حاولوا القضاء على ‘القاعدة’ باجتياح البلدان وإخضاعها واستخدام القوة كلما اتسع مدى التنظيم واستفحل أمره وتعذّر إيجاد حلول له».
ولكني أرى بأن أمريكا وأخواتها (في إطار ما تدلي به أسطورة الأخوات السبع) لَهُنَّ اللواتي يتعاملن مع تنظيم “القاعدة” على أنه ذريعةٌ براغماتيةٌ “موضوعية” لتسويغ «اجتياح البلدان وإخضاعها واستخدام القوة» في المقام الأول، وثمةَ أمثلةٌ ملموسة كثيرة تثبت ذلك. أمريكا وأخواتها، في واقع الأمر، لا يرغبن في القضاء على تنظيم “القاعدة” قضاءً جذريًّا لسببٍ بسيطٍ جدًّا جدًّا، وهو أنهنَّ لن يجدن، بأيِّما سهولةٍ تًذكر، ذريعةً براغماتيةً “موضوعيةً” أخرى لتسويغ «اجتياح البلدان وإخضاعها واستخدام القوة» –حتى أكرِّر!
الإسلام السياسي صناعةٌ غربيةٌ بامتياز من أجل هزيمةِ أيٍّ من الخصوم المنافسين الذين ينتمون إلى كتلة ما يُسمى بـ”الدول العُظمى” –ولا أريد أن أكرِّرَ السردياتِ المعروفةَ ها هُنا!! ولكن، إذا انقلب السحرُ على الساحر، والاحتمال واردٌ جدًّا جدًّا، فإن هذا السحرَ يتحوَّل تلقائيًّا إلى ذريعةٌ براغماتيةٌ “موضوعية” لتبرير الغزو العسكري لبلدٍ من البلدان (كما هي الحال في القاعدة) أو لتبرير الغزو السياسي لمنظمةٍ من المنظمات (كما هي الحال في حماس) أو لتبرير الغزو الاقنصادي و/أو الديني لإقليمٍ من الأقاليم (كما هي الحال في الإخوان المسلمين)، إلى آخره، إلى آخره.
أخي العزيز حي يقظان..
بعد الاطلاع على تحليلك الرائع والصائب والمذهل كما عوَّدتني منذ بدايات الثورة السورية المباركة.. أرى بأن مقالتك هذه كمثل أية مقالة من مقالاتك السابقة يجب أن تنشر في القدس العربي كأية مقالة رئيسية تنشر في المتن وليس في الحواشي.. وهناك الكثيرون الكثيرون من من أعرفهم يشاركونني هذا الرأي بكل صدق.. ولماذا لا تقوم أسرة تحرير القدس العربي بهذه المبادرة التشجيعية التاريخية طالما أنك لا تتقاضى أجرا على خير ما تفعل؟؟؟…
مرة ثانية.. بارك الله فيك وسلمت يداك وفوك من صميم القلب..
هذا صحيح فان مواجهة انظمة الاستبداد والطغيان التي باضروره تفضي الى التطرف والاجرام باسم الدين هي الوسيله الوحيده للقضاء على القاعده بمعنى تجفيف منابعها
اسرائيل تحصيل حاصل لسياسة الاستبداد والطغيان ولا ارى فرقا بين القاعده واسرائيل من حيث المضمون والجوهر فالقضاء عليهما هو باصلاح انظمتنا التي سرا او علنا تضخ دماء الحياة بشرايين اسرائيل
الاميركان ذوو مصالح,, مصالح فقط,, وطالما انظمتنا تمارس ادوارا كالتي تمارسها فان الاميركان بحسبة بسيطه يميلون لدعم اسرائيل بلا حدود
طبعا لا مادام الغرب و امریکا بحاجه لها ستبقی فهی اداتهم ویدهم الطولی التی یضربون بها وحدت المسلمین و تدمیر بلادهم وقتل الافکار النیره وارجاع
بلاد المسلمین الی الوراء انظرو هاهم بجوار اسرائیل هل رئیتم او سمعتم ای
تصریح ضد اسرائیل بل اسرائیل دائما تمدهم بلسلاح وتنسق معهم وتساعدهم .
تحلیل الواقع .شکرآ شکرآ..(من النص : ..بل سیا سا ت متو حشه تهمش البشر ولا تترک لهم خیا رآ….)قا د ت الفکر الار ها بی هم الذ ین یسمو ن انفسهم الد عا ت ویفتو ن ما یر ید و ن خار ج من الد ین و ل یعملن و یجر و ن الخطط هم الشبا ب الضا یعین الفکر ولارا د ه و ل مملو ن لهم هم الیمتلکو ن الثر وه الها یله الذ ی عند البعض ب قض النظر من النتا یج … تمو یل اعلا مین ما د یان و اعطا الفر صه ولمکان لهم د خا ن هذ النا ر یعمی عیون المنطقه برمتهه …..
العجيب ان تغفلوا دور امريكا والغرب في موضوع القاعدة وان جزءا فعالا من التنظيم الغامض هو صناعة امريكية غربية موجهة لخدمة المصالح الامريكية والغربية وبالتالي الصهيونية ، لقد سبق ان نشرت لجنة الكونجرس لدراسة الثورات الاسلامية عقب الثورة الايرانية خلال عامي 1982 و 1985 توصيات باصطناع ودس مجموعات قيادية ضمن التنظيمات التي بدأت بالتشكل آنذاك في الحاضنة الكبرى افغانستان! وبمعاونة اساسية من المخابرات العربية (المصرية والسعودية) على وجه الخصوص وبأموال ودعم نفطي عربي غير محدود لكن المخابرا الامريكية خدعت الجميع كما- عدا الموساد بالطبع- هي عادتها واستفردت بالجزء المؤثر في التنظيم الذي لانشكك ابدا في حسن نية الكثير جدا من اتباعه لكنهم للاسف يساقون كالعميان من قبل قادة من الصف الثاني والثالث وغيرها لتنفيذ اهداف تصب في الآخر في مصلحة امريكا والغرب وبعض المصالح الآنية لبعض الانظمة العربية ، وما تفجيرات سبتمبر2001 والطريقة الهوليودية في اخراج تلك الكارثة وكذلك عمل المفرقعات التفجيرية هنا وهناك لتقديم مبررات لامريكا لاحتلال دول في العالم الاسلامي او ابتزازها الا دليل واضح على ذلك. ان ساسة امريكا مدفوعين بجنون العظمة بعد رحيل الاتحاد السوفيتي قد تهوروا في محاولة السيطرة على مفاصل العالم الاسلامي والعربي خصوصا لكن ضربات المقاومة في افغانستان والعراق ولبنان وغزة اطارت معظم الحلم الامريكي الصليبي الصهيوني. وعليه يمكن للدارس المتأمل ان يستنتج بسهولة ان السي آي ايه تؤثر بشكل قوي في توجيه القاعدة نحو اهداف كثيرة لا تخدم الا مصلحة امريكا والغرب واسرائيل في نهاية القائمة ولا حول ولا قوة الا بالله